في الحب عيد.. العراقيون في حالة إعلان عن حبهم الأزلي
بغداد – وداد إبراهيم:
اكبر حالة اعلان عن الحب اعلنها العراقيون وهم يتراكضون يتسابقون يلهثون ليقبلوا ترابه ويخضبون ارضه بدمائهم ويضحون بأرواحهم لهذا الكبير الشامخ الذي اسمه العراق، كسبة ومتطوعون من كبار السن وكبار الرتب كلهم متساوون في عشقهم الازلي للوطن، فلم يعرفوا حبا اكبر منه وهم يغامرون ويقتحمون المدن ويضحون بالغالي والنفيس من اجل تحريرها، فكان الانتصار عيداً .. ففي الحب عيد وما كنت اعرف اني سأعثر على الكثير من قصص الحب والغرام تحدث الان وبمنتهى المصداقية من خلال موضوعي في الحب عيد البعض صارت له علاقات غرامية عبر شبكة التواصل الاجتماعي الفيس البوك، وآخرين عشاق الى الابد في عمر المراهقة في الجامعات وفتاة من احدى المحافظات، احبت شابا في بغداد وحين رفض اهلها تزويجها له هربت الى بيته وطلبت منه ان يتزوجها وحين جاء اهلها ومعهم الشرطة قالت انا طلبت منه ان يتزوجني لأني أحبه وسأكون زوجة فاضلة افضل من اكون عاشقة فاشلة، ففي الحب عيد، ورجل في الستين من عمره يعيش حالة حب اعادته لان يستمع الى اغاني عبد الوهاب (كل ده كان ليه)، فيقول اشعر بحاجة لزوجة وقد حاولت ان اقترب واطلب الزواج من الكثير من النساء وما ان يصل الموضوع الى النهاية كنت اتردد في اتمامه ما سبب لي الكثير من الاحراج مع الاصدقاء، فلم اكن اشعر بالحب وقد اعتقدت ان هذا العمر لا يمكن ان اعشق حتى التقيت بامرأة في احدى المناسبات شعرت بأنها هي التي ستجلب لي السعادة بمجرد ان اكون معها فطلبتها للزواج اكثر من مرة ورفضت وانا اواصل محاولاتي لأنها لا تفارق خيالي واشعر بالدماء بدأت تدب في اوصالي ما ان التقي رسائلها الصباحية التي تبدو اعتيادية، لكني اشعر بان كل ما يأتيني منها غير اعتيادي، احبها وشعرت ان في حبها سعادة فكيف اذا عشت معها.
وان كان كل شيء مرتبط بالسن مثلا في العشرين من العمر نمتلك الذكاء والحماس ونحاول ان نكتسب الخبرات الا الحب لا يعترف بالسن فهو فارس يأتي على صهوة جواد ويعلن لك انك عاشق لا محال.
بردًا وسلاماً
سيدة تجاوزت الاربعين عاشت حياة روتينية مع زوجها الذي حصل على اللجوء في احدى الدول وبعدها ارسل لها وثيقة الطلاق، تقول: لا انكر اني حزنت وبكيت لكني عشت معه بكل اخلاص من دون ان تتحرك مشاعر العشق او اتعمد ان استمع الى اغنية حب او اكتب لزوجي رسالة حب او هو يرسل لي هدية في عيد ميلادي او عيد زواجي او عيد الحب، عرض الكثير علي الزواج ورفضت بشدة، بل سخرت ان اتزوج وكنت اقول عشت مع زوجي خمس عشرة سنة وتركني فكيف اتقبل شخصا اخر حتى اني لم اكن اشعر تجاه الاخرين بأي رغبة للزواج وبعد سبع سنوات التقيت رجلا يصغرني بسنتين شعرت بأن قلبي يندفع نحوه بعنف نعم بعنف وقلت كيف استولى على قلبي بهذه القوة فانا لم اشعر بالحب من قبل حتى في عمر المراهقة وصرت اتشوق لكلماته واجدها تنزل علي بردا وسلاما وعرفت ان احزاني انقضت وولت واذاب الربيع ثلوج حياتي، واشعر ان هناك من يقلب كل حياتي ويحيلني الى مراهقة في العشرين حين يعلن امامي حبه وعشقه شعرت اني ليس بعمر الحب وان علي ان اكون اكثر عقلانية وان لا استجيب لحبه لكني لماذا ذرفت دموع حين قلت له: علي ان اتمرن على الاقتراب منك لاني لم اعرف هذا الاحساس من قبل وعلمت ان قلبي كان كل هذه السنوات قد استولى عليه اليأس فكان يدق دون نبض اما الان فاني اشعر بنبضات قلبي تخفق بقوة وانا اطيل الحديث معه، وما هذا الذي يجعلك اكثر جرأة فتقول للآخر انا أدمنت حبك نعم عبارة لا اعرف من أين أتيت بها وقلتها له.
سلطان الحب
رجل اخر قال لي ان اغاني الحب في السابق كانت تتحدث عن الحب والخجل من الاعلان او وصف الحب بنحو رومانسي والان الاغاني تفضح المشاعر بكل ما فيها من رغبة جامحة للقاء الحبيب وكأن الحب يتجاوز كل المصاعب ويعلن في عالم التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي بأنه هو سيد كل المواقف، شاب في الثلاثين من عمره قال: منذ الاول من شهر شباط بدأت المحال في كل دول العالم بالتلون بالاحمر وتعلن عن تخفيضات كبيرة عن بضائعها وتزين واجهاتها بما يعلن ان الحب ات اليك لا محال وكأن سلطان الحب اعلن مبكرا عن تعليماته الى ان تتزين المدن به مع سبق الاصرار والترصد وقد يكون هذا اليوم فرصة لعاشق لم يعلن عن حبه لاخذ هدية للحبيب كما سأفعل انا.