حق للزوجة أم خداع للزوج
بغداد – الصباح الجديد:
اليوم ومع التطور المستمر في مجال التجميل الذي وصل الى ادق التفاصيل في الوجه والجسم بات على العريس صعوبة التأكد من معرفة طبيعة شريكته قبل الزواج فربما يكون شعرها وأسنانها وأشياء أخرى صناعية.
فكيف يمكن ان يميز اذ كانت تستعمل البوتكس والحقن، وعمليات التجميل، حتى أنه لم يعد بمقدور الرجل التمييز بين المرأة ذات الجمال الطبيعي وبين تلك ذات الجمال الاصطناعي التي عبثت بها أيادي جراحي التجميل.
وكان سؤالنا بهذا الشأن هل إخفاء عملية التجميل قبل الزواج حق للزوجة أم خداع للزوج؟ وقد تباينت الآراء بهذا الشأن.
علي سعيد «موظف « يقول، إنه اكتشف الأمر قبل أن يصل إلى الزواج فقد رأى فتاة ممشوقة القوام تتمتع بجسم غاية في الروعة كما أن ملامحها أشبه بنجمات السينما، وتقدم على الفور طالباً يدها كي يتزوجها وتمت الخطبة وبعد فترة بدأ يشعر أنها سطحية للغاية ولا يهمها شيء سوى مظهرها وجمالها.
وبالصدفة وقع في يده ألبوم لبعض الصور العائلية لخطيبته وفوجئ بأنها مختلفة فهي نحيفة للغاية كما أن وجهها مختلف تماماً عن ذلك الذي في الصور وبسؤالها أكدت أنها أجرت عدة عمليات تجميلية كنوع من التغيير والغريب أنها لم تشعر بأي نوع من الخجل، لكنني أحسست انها خدعتني لأنها كذبت في أهم شيء وهو شكلها.
ويعد احمد ستار « موظف « نفسه مخدوعًا لأن زوجته لم تخبره عن موقفها التجميلي واكتشف هذا بعد إنجابها طفلها الأول ويوضح قائلًا : تزوجتها وكنت أتباهى بجمالها في كل مكان، ثم أنجبت ابنتي الوحيدة واكتشفت خداعها لي فقد عجزت زوجتي عن إرضاع ابنتنا بصورة طبيعية وعندما ذهبنا إلى الطبيب ذكرت زوجتي أنها قد أجرت عملية تكبير ثدي عن طريق زراعة السيليكون كما أنها أجرت حقن في الوجه والشفاه لتبدو أكثر جاذبية ، وفي هذه اللحظة شعرت بالغثيان تجاهها وعندما واجهتها أكدت أنها لم تكن تخدعني أو تكذب عليّ بل إنها كانت تتجمّل مثل الكثير من نجمات الغناء وهذه هي الموضة.
غادة احمد، طالبة ترى أن وسائل الإعلام هي السبب فقد جعلت مقاييس الجمال لدى المرأة هي الشفاه والجسد المثير كما يظهر في أغنيات «الفيديو كليب» لبعض الفنانات حيث أصبح الشاب يتمنى أن يتزوج امرأة في جمالهن ولم يعد يهتم بجمال روحها أو ثقافتها وعقلها، كما أن الرجل المتزوج دائماً ما ينظر إلى المرأة ذات الجسد الرشيق المميز مما يدفع البعض من الزوجات إلى إجراء جراحة التجميل حتى يحافظن على أزواجهن.
الصراحة ضرورية
ويرى مختصون في شؤون الأسرة أن من الأفضل أن تخبر الفتاة الزوج او الخطيب بخضوعها لعملية تجميل أكانت لإصلاح عيب أم لتشوه خلقي أم لحب مواكبة الموضة والحصول على شكل ساحر وإطلالة متميزة كالنجمات مثلاً.
وشددوا على ضرورة أن تخبر العروس عريسها بالعمليات التجميلية التي أجرتها قبل الزفاف تفادياً لاكتشاف الزوج الحقيقة وحده بعد الزواج مما قد يتسبب في إثارة مشكلات بين الزوجين، ويفضل الإفصاح عن وجود عيب عند أي طرف.
ويعد الصدق بين الشريكين عاملاً أساسيا لكل علاقة زوجية ناجحة، فإذا خضعت الزوجة لعملية تجميل وغيّرت ملامحها تمامًا، فيجب على العروس وأهلها إخبار العريس بحقيقة الوضع ليقرّر ما إذا كان سيكمل الزيجة أم لا، فكتمان تلك العمليات له آثار سلبية على العلاقة الزوجية.
وفي مقابل ذلك يرى البعض أن ماضي الزوجة حق لها وحدها، ولا يجوز للزوج التدخل فيه أو السؤال عنه خصوصاً إذا كانت عملية التجميل لإصلاح تشوّه خلقي أو بسبب حادث أو إصلاح مشكلة نفسية تواجهها ويكون حلها بالجراحة كتكبير الصدر أو الشفاه.
وأشاروا إلى أن سبب المنع يأتي من باب تدارك الفضيحة غير المقصودة ومن منطلق أنّ لعملية التجميلية أثرها النفسي أولًا على المريضة، ناهيك عن كونها لم ولن تنتقص من حقوق الزوج في شيء.
وتعد النساء أكثر إقبالاً على إجراء تلك الجراحات من الرجال بل إن هناك فتيات يقمن بإجراء الجراحة من دون علم ذويهن خاصة أن العملية لا تستغرق سوى 24 ساعة على الأكثر.
وعن أسباب هذه الظاهرة ترى الباحثة الاجتماعية وسن محسن: أن وسائل الإعلام وأغنيات الفيديو كليب ومواقع التواصل الاجتماعي اسباب وراء هوس المرأة بتلك العمليات فكل يوم تطالعنا نجمات السينما والغناء بتغييرات جديدة في اشكالهن وملامحهن، والمرأة بصفة عامة تميل إلى التقليد وتأخذ تلك النجمة قدوة لها وتقوم بتقليدها ابتداء من ملابسها وشعرها وحتى ملامحها.
وأضافت محسن: ان تلك العمليات تكون ضرورية في بعض الحالات مثل الحروق أو وجود علامات في الوجه مثل «الوحمة» أو كبر حجم الأنف بنحو مبالغ مما يؤثر على نفسية الشخص لذلك تكون العمليات ضرورية، أما تغيير ملامح الوجه لمجرد التغيير فهذا الجنون بعينه.