الدار الآمنة

تعنيف النساء من قبل الازواج او ذويهن ظاهرة اتسعت خلال السنوات الاخيرة مما أجبرهن على هجر بيوتهن او الهرب منها الى أي جهة مهما كانت العواقب والمخاطر التي ممكن ان تواجههن، في حين انهن ممكن ان يتعرضن لما هو اسوأ وأبشع من العنف الاسري لو تركن في الشارع من دون مأوى او ملاذ آمن لهن، فقد تتلقفهن عصابات التسول والاتجار بالبشر لتجبرهن على ممارسة امور لاأخلاقية، سيما وان اعدادهن في تزايد مستمر هن واطفالهن مما يتطلب العمل على الحد من اشكال الاستغلال والتعنيف الذي يتعرضن له بعض النساء.
لا يمكن التغاضي او التجاوز عن مثل هذه القضية في ظل اتساع دائرة العوز والفقر وانتشار المخدرات بشتى اشكالها وبين شتى فئات المجتمع، سيما في العائلات الفقيرة والمتعففة والتي تدفع بمتعاطيها الى فقدان عقله ورشده وتوجيه غضبه الى اسرته واجبار كل فرد حتى وان كن فتيات بمقتبل العمر على التسول لغرض توفير ثمن « الحبوب المخدرة» بغض النظر عما يمكن ان يتعرضن له وفي حال رفضن فان التعنيف الجسدي والطرد من البيت هو ما سيواجهنه.
سجلت تكرار حوادث التعنيف ضد المرأة، ارقامًا مخيفة وهي غير معلنة ، نتيجة الطابع العشائري وتغليب العرف على كل ما يتعلق بالمرأة على أي اجراء قانوني او شرعي يحفظ للمرأة كرامتها ويضمن لها العيش الامن ، ما دفع وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية والداخلية لافتتاح دار للنساء المعنفات في بغداد مما يعكس ما سجلته الجهات الرسمية وغير الرسمية من اعداد كبيرة تحتاج الى مأوى آمن لهذه الفئة المضطهدة من المقربين لها وذويهن الذين كانوا اشد ظلماً وقسوة عليهن من الشارع الذي لجأن اليه هرباً منهم علهن يجدن ما فقدنه في بيوتهن التي تحولت الى مساكن للرعب والتعذيب بالنسبة .
وهنا تتكاثر التساؤلات وتنهال هل دار واحدة كافية؟ وهل المرأة المعنفة بعد لجوئها للدار سوف تأمن على نفسها من ذويها وعشيرتها، وهل ستضمن بعد خروجها من تلك الدار عدم تكرار تعنيفها وضربها او تشريدها وإجبارها على ما لا ترغب؟
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة