إغضب صديقك.. لن تكشف عن سريرته فعلا

أحلام يوسف:
هناك مثل شائع يقول “اغضب صديقك تكشف سريرته” لأننا ساعة الغضب يمكن ان نتفوه بكل ما بداخلنا من أفكار واراء قد نكون حافظنا على سريتها حرصا على العلاقة التي تربطنا بالآخر.
البعض يقول ان ساعة الغضب لا تكشف السريرة فحسب، بل تكشف عن طبيعة الفرد الأخلاقية، فان كان مهذبا سيحافظ على لغته السليمة ورد فعله المتزن، والعكس صحيح.
-سلامة العزاوي تقول: تجربتي الشخصية تقول ان ساعة الغضب لا تعني ابدا ان اظهر ما ابطن او اؤمن به.. قد تكون مجرد فكرة معينة اعلم انها تزعج من اغضبني فاذكرها ليس ايمانا بحقيقتها بل ايمانا بانها ستزعجه مثلما ازعجني.. لذلك فعلينا ان نكون أكثر تسامحا مع من يغضب ويبدأ بنطق كلمات جارحة، طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة العلاقة التي تربط طرفي المشكلة.
يبدو الامر بسيطاً، وادعى الى التسامح، لكن هناك من يرى ان للامر تداعيات مستقبلية، اذ قال مهند عباس:
– ساعة الغضب تحدد مستقبل العلاقة لذلك فأحيانا من الضروري ان نتعمد افتعال مشكلة او خلاف كي نعرف مدى مصداقية الشخص سواء بعلاقة الصداقة او العلاقات العاطفية ويقول: يمكن ان نغضبه بأمور بسيطة، مثل التخلف عن موعد معين، او التنصل عن أداء واجب معه، هنا ستكون ردة فعله هي حقيقته المجهولة، فان سامحني وبحث عن اعذار قبل ان افكر انا بالتماس العذر فذلك يعني اني محظوظ به وسأحافظ عليه، اما ان حدث العكس كأن يغضب ويخاصم ويتفوه بكلمات نابية عني، فذلك يعني اني كنت مخدوعا به والانسحاب افضل.
وتربط بانا عبد الأمر بالطيبة، فلقد قالت:
– الناس الذين يغضبون بسرعة عادة يكونون طيبين جدا وانفعالاتهم سريعة وانا اتحدث عن تجربة لأني اغضب بسرعة، لذلك فساعة الغضب انفض كل ما بداخلي، لكني لا اضمر الحقد، ولا اعرف اللؤم، ولا احمل الضغينة لأني قلت كل ما اريد قوله، وهناك حالة أخرى تتمثل بالغضب الذي احسه تجاه اولادي ان وجدتهم مقصرين بواجباتهم المنزلية، فساعتها يمكن ان انعتهم بصفات وكلمات لا اعنيها بتاتا، ولكن الغاية منها، اشعارهم بالخطأ او التقصير. لذا فالغضب يمكن ان يجعلنا نتفوه بما نضمر، ويمكن ان نتفوه بشيء لإشعار الاخر بالذنب ليس اكثر. ومن هنا فهو ليس مقياسا للسريرة ابدا.
الغضب، ساعة فصل بين العقل والجنون، لأننا عادة نندم بعد انزياح العاصفة وعودة الهدوء، والندم نلحقه بالبحث عن وسيلة اعتذار مناسبة تليق بما تفوهنا به من كلمات جارحة، ومن هنا لتجنب كل هذا الموقف علينا ان نعي ان النفس البشرية مطواعة، يمكن ان نروضها على ما نريد، وبالتالي فيمكن ان نتعلم كيفية السيطرة على انفعالاتنا حبا بالاخر وقبلها حبا بانفسنا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة