روسيا تعزز الروابط مع أوبك

مزيج برنت عند 69.38 دولاراً للبرميل
الصباح الجديد ـ وكالات:

قال مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي إن صناديق التقاعد الروسية تدرس الاستثمار في شركة النفط الوطنية السعودية أرامكو بعد إدراجها بسوق الأسهم في خطوة لتعزيز الشراكة بين أكبر دولتين تنتجان النفط في العالم.
وقال كيريل ديمترييف في مقابلة مع رويترز أمس الثلاثاء إن التنسيق بين موسكو والرياض بخصوص سياسات النفط ينبغي أن يستمر لسنوات عديدة.
وكان ديمترييف أول مسؤول روسي يقترح إمكانية إبرام اتفاق بشأن إنتاج النفط مع أوبك قبل عامين وقال أمس «نرى اهتماما كبيرا بالطرح العام الأولي لأرامكو من صناديق التقاعد الروسية وكذلك من شركائنا الصينيين».
لكنه قال إنه لا يستطيع الكشف عن أسماء الصناديق أو المبالغ التي تبدى استعدادا لاستثمارها.
وفي العام الماضي قالت مصادر لرويترز إن شركات نفط حكومية صينية تود أن تصبح مستثمرا رئيسا في طرح أرامكو الذي قد يصبح الأكبر في العالم إذ قد يصل بقيمة الشركة إلى تريليوني دولار وقد يجمع الطرح ما يزيد عن 100 مليار دولار.
وأضاف أن «الصفقة ستسهم في تعزيز التعاون المتنامي مع الرياض».
وقادت روسيا والسعودية اتفاقا لخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا ما يعادل نحو اثنين بالمئة من الإنتاج العالمي على مدار عامي 2017 و2018 في خطوة أسهمت في زيادة أسعار النفط لمثليها من مستوياتها المتدينة في 2016 عند نحو 70 دولارا للبرميل.
وقال ديمترييف ان «تمديد مثل هذا التعاون لسنوات عديدة مقبلة سيكون مفيدا للغاية للسوق. لقد ثبتت فعاليته عند استهداف التوازن بين العرض والطلب وليس استهداف سعر محدد للنفط».
وذكرت أوبك أنها تريد أن تعود المخزونات العالمية لمتوسط خمس سنوات وتوقع مسؤولون في المنظمة بلوغ هذا الهدف في منتصف أو نهاية عام 2018.
ولكن حتى في حالة بلوغ الهدف، تصر أوبك على أن التخارج من الاتفاق سيكون بالتدريج كي لا يُحدث صدمة في السوق. وأضاف «قد تختلف الآليات المستقبلية للتعاون والأدوات المستخدمة».
وتابع أن المنتجين حققوا إيرادات إضافية بقيمة 600 مليار دولار بفضل التخفيضات وارتفاع الأسعار على مدى العام الماضي مما أتاح لهم استئناف الاستثمارات وضمان عدم حدوث نقص في الإمدادات في المستقبل.
ومضى الى القول، إن «الاتفاق أوجد عوامل للثقة بالنسبة للاستثمارات والتعاون السياسي.. لقد أسهم بالفعل في الحوار السياسي وأوضح أنه يمكن للسعودية وروسيا العمل سويا».
وفي إشارة لزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا في تشرين الأول قال «لولا الاتفاق لما صارت زيارة العاهل السعودي لروسيا ممكنة ولما حققت هذا القدر من النجاح».
ويشارك الصندوق الذي يقوده ديمترييف في مشروعات مشتركة مع السعودية من بينها صندوق للتكنولوجيا حجمه مليار دولار. وتوقع أن يزيد عدد المشروعات.
وأبلغ ديمترييف رويترز أن على روسيا أن تشرع في إصلاحات مثل تقليص دور الدولة في الاقتصاد بعد الانتخابات الرئاسية في آذار التي من المتوقع أن تسفر عن إعادة انتخاب الرئيس الحالي فلاديمير بوتين.
وقال «في بعض القطاعات يتخطى دور الدولة 70 بالمئة ومن الواضح أن هذا كثير جدا… من وجهة النظر الاستثمارية نرى حاجة للإصلاح مثل بيع شركات الدولة أصولا غير أساسية. يمكن أن يعزز ذلك النمو الاقتصادي في روسيا».
على صعيد متصل، ارتفعت أسعار النفط أمس الثلاثاء بدعم من النمو الاقتصادي الجيد واستمرار تخفيضات الإمدادات من جانب مجموعة من الدول المصدرة من بينها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا.
وسجلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 69.38 دولار للبرميل بارتفاع قدره 35 سنتا، أو ما يعادل 0.5 بالمئة، مقارنة مع السعر في التسوية السابقة وهو مستوى لا يبعد كثيرا عن الأعلى في ثلاث سنوات الذي سجله في 15 كانون الثاني عندما بلغ 70.37 دولار للبرميل.
وسجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63.93 دولار للبرميل بارتفاع قدره 36 سنتا، أو ما يعادل 0.6 بالمئة، عن التسوية السابقة. وارتفع الخام إلى أعلى مستوياته منذ كانون الأول 2014 في 16 كانون الثاني عند 64.89 دولار للبرميل.
وكان صندوق النقد الدولي عدل يوم الاثنين صعوديا توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي في عامي 2018 و2019 إلى 3.9 بالمئة لكليهما، بزيادة قدرها 0.2 نقطة مئوية عن التحديث السابق في تشرين الأول.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة