في البيت الثقافي الفيلي
بغداد – عادل الصفار:
ضيّف البيت الثقافي الفيلي التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة، وبالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، الباحث والاديب حسين الجاف، ضمن منهاجه المقرر في الادب والفن والتراث.
استحضر خلال الندوة التي كانت بعنوان “محلة باب الشيخ والاكراد في الذاكرة الشعبية”، ذلك التآلف الاجتماعي المفعم بالروح الوطنية، والقيم الإنسانية بين العرب والكرد والتركمان، من الشيعة والسنة والمسيحيين واليهود والصابئة، وتواجد الكنائس والمساجد من دون أي موانع.
تناول مقدم الجلسة الإعلامي عدنان راشد القريشي نبذة عن حياة الضيف قائلا: ان الجاف قاص وشاعر ومترجم وباحث ادبي وتاريخي، يشغل منصب امين الشؤون الثقافية الكردية في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، وعضو جمعية المترجمين العراقيين، ومدير عام الدراسة الكردية في وزارة التربية سابقا ويشغل منصب رئيس تحرير مجلة الاديب الكردي.
وفي حديثه راح الجاف يستذوق طعم ذكريات الماضي الذي تربى فيه، اذ وجد نفسه في خضم الحياة البغدادية البسيطة، وعلاقات الناس في محلة باب الشيخ التي كانت تتشابك فيها العادات والتقاليد الجميلة بين الناس بشتى مذاهبهم وقومياتهم وانتماءاتهم.
وقدم الباحث لمحة تاريخية عن مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني منذ إنشائه عام 1548على يد السلطان سليمان القانوني: يحكي هذا الجامع الكبير ذو القباب العالية والمآذن الشامخة، والفناءات الواسعة، قصة إنسان من أصل شريف نبيل، قصد بغداد ليدرس فيها العلم، فكان أن استقر طالباً في احدى مدارسها الشهيرة، وإذا بالطالب يصبح أستاذاً جليلاً، يقصده الطلبة من كل صوب، فيطير صيته في الآفاق ويعرف بين الناس.
وتابع الباحث حديثه قائلا: حظي هذا الطالب لخلقه العالي وزهده ووافر علمه وروحانيته الأخاذة تقدير الجميع، فكان القرار بعد موته ان يدفن في إحدى حجرات هذه المدرسة، وإذا بالمدرسة العلمية تلك تتحول الى مسجد جامع، يؤمه الناس للصلاة فيه.
وأضاف الجاف: اصبح الجامع فيما بعد مركزاً لمجموعة من المؤسسات النافعة، منها زاوية لإطعام الفقراء والمحتاجين، وحجرات لإيواء المنقطعين، وخزانة كتب تضم كل ثمين من الكتب الخطية، ومقبرة تضم أعلام الناس، فضلاً عن مدرسة تلحق بالجامع، ينتظم فيها الطلبة الوافدون من أقطار المشرق والمغرب، إنه جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني في محلة باب الشيخ ببغداد.
ويواصل الجاف حديثه بذائقة ثقافية جمعته مع المحلة وذكرياتها الممتعة مع النساء والرجال، فيذكر أبرز شخصياتها من أطباء وفنانين ورسامين وموسيقيين ونجارين وحلاقين ومعلمين ومدرسين، إضافة الى اشهر القابلات.
تخللت الجلسة بعض المداخلات، تناولت شخصيات وعادات وتقاليد بغدادية كانت تمارس بين الأهالي. وفي الختام منحت مديرة البيت الثقافي الفيلي فخرية جاسم محمد شهادة تقديرية للباحث الجاف لدوره المتميز، كما التقطت بعض الصور التذكارية.
الذاكرة الشعبية لمحلة باب الشيخ والأكراد
التعليقات مغلقة