ممثل الإدارة الذاتية الديمقراطية شمال سوريا لـ»الصباح الجديد»:
السليمانية ـ عباس كاريزي:
أكدت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال سوريا، أن الاجتياح التركي لمدينة عفرين سيؤدي الى اندلاع حرب على طول الحدود المشتركة مع تركيا في حال قامت بتنفيذ تهديداتها.
وعدّ الدكتور جاويدان حسن ممثل الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال سوريا في اقليم كردستان، في حديث للصباح الجديد، ان سياسات الحكومة التركية ليست تهديدا للكرد في في سوريا فقط وانما هي خطر وتهديد للمنطقة باسرها وسوريا والعراق على وجه التحديد ولجميع المكونات فيهما، لانها ترفض بروز اية تجربة ديمقراطية وتريد ترسيخ نظام دكتاتوري – حسب قوله – بدعم جماعات ارهابية وتمويلها في سوريا والعراق على حد سواء.
وأضاف أن أي اجتياح تركي لمدينة عفرين او اية منطقة اخرى في سوريا والعراق سيسهم بتراجع المبادئ الديمقراطية، وسيؤدي بالنتيجة الى مزيد من التعقيد في الازمة السورية، التي تعاني من تعدد التدخلات والاملاءات الاقليمية والدولية.
ونفى حسن ان يكون حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا والذي يمثل غالبية المكون الكردي جناحا لحزب العمال الكردستاني، او انه يعمل بفكره كما تروج له تركيا، مشيرا الى وجود رؤى مشتركة وفكر متقارب لبناء امة ديمقراطية ودولة فيدرالية في سوريا المستقبل، تتعايش فيها جميع المكونات بسلام، ما سيسهم في الحفاظ على حقوق الكرد في هذ الدولة، مبيناً ان تركيا لا تريد ان يعيش الكرد الى جانب المكونات الاخرى بسلام وهي تريد اخضاعهم وهو ما يرفضه الكرد.
وفيما لم يستبعد حسن ان تنفذ تركيا تهديداتها باجتياح مدينة عفرين، الا انه تدارك «ان تلك الخطوة من قبل الجانب التركي لن تكون من دون ثمن، وستؤدي الى فتح جبهات طويلة للحرب بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية، وهذا من شأنه ان يقوض مساعي القضاء على داعش في المنطقة، لانه سيغير وجه الحرب لقوات سوريا الديمقراطية المنشغلة بالحرب على داعش، مطالباً المجتمع الدولي وشعوب العالم بالتدخل، وعدم السماح لتركيا باجتياح الاراضي السورية.
وبشأن طبيعة العلاقة بين الكرد في سوريا والولايات المتحدة، بين ان تلك العلاقة جاءت في إطار الحرب ضد الارهاب ووجود فكر ديمقراطي يؤمن بالتعددية لدى الادارات الذاتية، ولم يخفِ سعي الادارة التركية للحفاظ على مصالحها في سوريا، مبيناً ان قوات سوريا الديمقراطية ليست اداة بيد الولايات المتحدة، وهي تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا واوروبا، في اطار الحفاظ على مصالح مكونات سوريا ككل والكرد على وجه التحديد.
وبينما رفض ممثل الادارات الذاتية انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من بعض المناطق التي حررتها من داعش وعفرين على وجه التحديد، لصالح قوات النظام تفادياً لاجتياح تركي مرتقب، اوضح ان على النظام بداية ان يغير من العقلية التي يحكم بها ويعترف بوجود مكونات اخرى ويحترم خيارها في الفيدرالية والديمقراطية لمستقبل سوريا، للبدء بحوار جاد بين الكرد والنظام مجددا.
واضاف حسن ان الكرد في سوريا يسعون لضمان حقوقهم وان مجلس شمال سوريا الديمقراطية يسعى لتطبيع النظام الفيدرالي وكتابة دستور تصوت عليه مكونات سوريا كما حصل في العراق عام 2005.
في غضون ذلك دعا سياسيون واعضاء في برلمان كردستان الى عقد جلسة طارئة لادانة ومناقشة الاوضاع الاستثنائية والتهديدات التركية باجتياح مدينة عفرين.
وقال عضو برلمان الاقليم شيركو حمه امين للصباح الجديد أن اعضاء من شتى الكتل في برلمان الاقليم، طالبوا رئاسة البرلمان بعقد جلسة طارئة، لادانة العدوان التركي ودعم ومساندة مدينة عفرين.
ودعا حمه امين تركيا الى الركون الى العقل والمنطق لحل مشكلاتها عبر الحوار والتفاوض مع الكرد، وعدم تصدير ازماتها الداخلية، مشيرا الى ان التصعيد التركي بالاعتداء على عفرين، اعتداء على الشعب السوري وهو يهدف الى هدم أية جهود للسلام بين السوريين.
يشار الى ان مدينة عفرين التابعة اداريا لمحافظة حلب، ويسيطر عليها الكرد منذ خروجها عام 2011 عن سيطرة النظام، تشترك مع تركيا بشريط حدودي يصل الى قرابة مئة كيلو متر، وكانت وزارة الدفاع التركية قد اعلنت الخميس الماضي البدء بعملية لاحتلال مدينة عفرين واخراجها من تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تتهمها الحكومة التركية بانها جناح تابع لحزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا الذي تضعه تركيا في خانة التنظيمات الارهابية.