لا تهملوا.. «رجع الصدى) !

يتسق الخطاب السياسي مع الخطاب الإعلامي في العناوين ومساحات التأثير ويشترك الاثنان في الدائرة الاتصالية وحتى ينجح هذا الخطاب عند الاثنين لابد من الإحاطة والإجادة التامة بعناصر العملية الاتصالية المرسل والرسالة والوسيلة والمستقبل او المتلقي ومن ثم تقييم التأثير وردود الفعل او مايطلق عليه اكاديميا او فنيا ( رجع الصدى ) ..وتجتهد الدول المتطورة وتهتم في رصد التأثير في الرأي العام على كل الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وحتى في مجالات الانتاج الصناعي والتجاري تمتلك العديد من الدول منظومات رصد وتقييم للسلع والمنتجات تستطلع فيها اراء المستهلكين وتتحرى الانطباعات والمواقف لمرحلة مابعد الانتاج والتصنيع ومن المؤسف ان لايهتم الكثير من السياسيين في العراق بهذا المحور او المفصل الذي يركز اهتمامه على الجانب السيكولوجي والاجتماعي للجمهور وتهمل الكثير من الاحزاب والقيادات والكيانات عملية رجع الصدى عند الجمهور ولا تعي خطورة هذا الاهمال الا بعد ان تتلقى الخسارة والفشل في كسب أصوات الجمهور حينها تدرك انها فشلت في اتباع وسائل التأثير في الرأي العام او استعملت الوسائل الخاطئة في الوصول الى الرأي العام ومن ثم الفشل في خلق رأي عام ايجابي او تغير المواقف والقناعات في رأي عام سلبي وماشهده العراق خلال الايام القليلة الماضية يؤكد مانشير اليه في هذه السطور فقد عمت الفوضى وساد الارتجال في سلوك قادة وزعماء وقيادات احزاب في التفصيل الانتخابي والتأسيس لمحاور وتحالفات وائتلافات من دون تتبع ورصد حركة الشارع العراقي واثبتت الخارطة السياسية للتحالفات التي جرى الاعلان عنها على عجالة من خلال وسائل الاعلام ومن دون تمحيص او دراسة او تنظيم سياسي واعلامي لائق ان الكثير من زعماء الاحزاب والكيانات يجهلون الدوافع الحقيقية للجمهور وانهم يفتقرون الى مؤسسات استشارية او مراكز دعم للمعلومات وظيفتها الرئيسة القيام باستطلاعات الرأي والكشف عن توجهات فئات المجتمع ورغباتهم وتأشير ما ينفرون منه وما يريدونه ..ومن المعروف في مجال السياسة والاعلام بان هوى الناس متقلب وان الخطاب السياسي والمواقف السياسية و السلوك السياسي الشخصي والقرارات تؤثر كثيرا في هذا الهوى وتحدد معالم حركة الجمهور ومواقفه وبالتالي فان الفوضى والقرارات الارتجالية في الانضمام للتحالفات ومن ثم الاعلان عن الانسحاب منها يؤشر ظاهرة سلبية في الدولة العراقية وفي الوقت نفسه يرسخ لفشل عميق لدى السياسيين العراقيين في توظيف ادوات التأثير بالجمهور لصالحهم وصالح الجمهور بما يخدم العملية السياسية برمتها .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة