الصباح الجديد ـ وكالات:
حولت معلمة للرسم في الموصل مدرستها الى لوحات فنية تعبر عن أحلام الأطفال، مؤكدة أن رسوماتها تبعث رسائل مهمة الى طلبتها أبرزها تشجيعهم على حب التعلم والإبداع فيه، كما أكدت أن الرسومات التي ملأت بها جدران مدرستها تحاكي خيال الأطفال ومواهبهم.
عادَ الأطفالُ بعد العطلةِ الاسبوعية الى مدرستِهم زهرةَ المدائن الواقعة في شرق الموصل ليتفاجؤوا بما حلَ بها وكيف تحولت معالمُها الى لوحات فنية أدخلت البهجةَ الى قلوبهم، هذه الجدرانُ تحاكي أحلامَ الأطفال وتناسبُ أعمارَهم من خلالِ الألوان والرسوماتِ التي حملتها.
المعلمةُ ختام صاحبةُ فكرة هذه الرسومات لم تكتفِ بتعليمِ الأطفال فنَ الرسم في فصولها التدريسية بل ذهبت الى أبعدِ من ذلك من خلال الطباعةِ على جدران المدرسة أحلاماً مختلفةَ الأشكال تحملُها عقولُ هؤلاء الأطفال بعد أن حُرموا منها لما يقارب الثلاثَ سنوات.
لم تتوقف المعلمةُ ختام عن تحويلِ أحلامِ أطفالها الى لوحاتٍ فنية فهي تستغلُ أيامَ العطلةِ من كلِ أسبوع لغرضِ نشرِ رسوماتِها على جدرانِ مدارس أخرى من الموصل، إذ تشجعَ الناسُ بهذه الفكرة ولاقت استحسان المؤسسةِ التعليميةِ في المدينة.
الرسالةُ التي حملتها معلمةُ الرسم ختام إدريس هي خلقُ أجواءٍ في المدارس تجعل الأطفالَ يقبلون على التعليمِ وهم يحبونه بنحو أكبر، إضافةً الى كونِ فكرتِها تـُنمي خيالَهم وهم يتأملون هذه الرسوم التي تمثل رموزَ مدينةٍ فقدوا الكثيرَ من جمالِها بفعلِ الإرهابِ والحربِ عليه.
وتعد مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ تعداد سكانها نحو2 ونصف مليون نسمة.
وتبعد الموصل عن بغداد مسافة تقارب 360 كلم. وتشتهر بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
ويتحدث سكان الموصل اللهجة الموصلية (أو المصلاوية) التي تتشابه بعض الشيء مع اللهجات السورية الشمالية، ولهذه اللهجة الموصلية الدور الأكبر في الحفاظ على هوية المدينة، وكانت قد عانت أسوأ تاريخها على ايدي عناصر داعش الإرهابية التي حاولت تدمير ثقافة وتراث وتاريخ هذه المدينة العريقة، قبل ان يتمكن ابطال الجيش العراقي والحشد الشعبي من تحريرها في تموز من العام الماضي واعادتها الى الحضن العراقي.