موسكو: لا نيّة للانسحاب من اتفاق أوبك

شح المعروض وقوة الطلب تدعمان سوق الخام
متابعة الصباح الجديد:

أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك التزام بلاده باتفاق خفض إنتاج النفط المبرم بين بلدان مجموعة «أوبك».
وقال نوفاك خلال منتدى «جايدار السنوي»: «نحن قبل كل شيء ننظر بالدرجة الأولى إلى ميزان الطلب والمقترحات المطروحة… الأسعار بالنسبة إلينا لا تشكل العامل الرئيس لاتخاذ قرار الانسحاب من الاتفاق، كما أن هذا القرار يحتاج إلى المزيد من الدراسة».
وأضاف: «علينا مراقبة ما سيحدث في السوق، والإحصائيات تظهر عدم التوازن، ولذلك علينا التركيز في الاجتماع الوزاري خلال حزيران المقبل على مناقشة هذه المسألة».
وتابع: «علينا التأني في الحكم والتحلي ببعد النظر، والابتعاد عن التأثر بردات السوق اللحظية».
كما كشف نوفاك على أنه يخطط للقاء نظيره السعودي خالد الفالح على هامش منتدى «دافوس» الاقتصادي الذي سيعقد في سويسرا بين 23 و26 كانون الثاني الجاري.
في الشأن ذاته، قال وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي أمس إنه لا خطة ولا نية حتى الآن للخروج من اتفاق خفض إنتاج الخام المبرم بين أوبك وبعض منتجي النفط المستقلين.
وقال الرشيدي في مؤتمر صحافي بمدينة الكويت، ان «اتفاق خفض إنتاج الخام سيبقى لفترة طويلة وليس هناك تفكير حاليا للخروج منه».
وأضاف أن «اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بين وزراء من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المستقلين في 21 كانون الثاني سيركز على مراجعة نسب الالتزام بتخفيضات الإنتاج».
وأشار إلى أن نسبة التزام المنتجين بلغت 125 بالمئة في كانون الأول من العام الماضي و106 بالمئة في 2017 بأكمله.
وقال الرشيدي «نحن لم نناقش ولم نفكر في الخروج من هذا الاتفاق.. نحن سعداء أن هذا الاتفاق وصل إلى مرحلة من النضوج ووصلنا إلى سوق مستقرة وسوف ندعم (السير) في هذا الاتجاه».
وذكر الوزير أن السوق مستقرة حاليا في ظل تأثير محدود للعوامل السياسية، متوقعا زيادة الطلب العالمي على الخام بما بين 1.5 مليون و1.6 مليون برميل يوميا هذا العام ليفوق جميع التقديرات.
وتقود روسيا والسعودية المساعي المشتركة لتقييد إنتاج الخام ودعم الأسعار. ويستمر اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية 2018.
على مستوى الأسعار، تخلت أسعار النفط عن بعض مكاسبها المبكرة أمس الأربعاء في الوقت الذي حذر فيه محللون من تصحيح نزولي، لكن سوق الخام ما زالت تحظى بدعم كبير بفضل شح الإمدادات وقوة الطلب العالمي.
وأدت العوامل الأساسية إلى زيادة أسعار العقود الآجلة للخامين القياسيين برنت وغرب تكساس الوسيط نحو 13 في المئة فوق المستويات المسجلة في أوائل كانون الأول بدعم من قيود الإنتاج التي تفرضها أوبك وروسيا وكذلك النمو القوي للطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ثمانية سنتات عن الإغلاق السابق إلى 69.23 دولار للبرميل، لكنها انخفضت من المستوى المرتفع البالغ 69.37 دولار الذي سجلته في وقت سابق من الجلسة.
وارتفع برنت يوم الاثنين إلى 70.37 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ كانون الأول 2014 حين بدأ انخفاض أسعار النفط الذي استمر ثلاث سنوات.
وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 63.84 دولار للبرميل، متراجعا من المستوى المرتفع البالغ 63.89 دولار الذي سجله في وقت سابق لكنه ارتفع 11 سنتا عن سعر التسوية السابقة. وسجل الخام الأميركي 64.89 دولار الثلاثاء وهو أيضا أعلى مستوى منذ كانون الأول 2014.
ويقول متعاملون إن أسواق النفط بصفة عامة تحظى بدعم كبير، وإن من المستبعد حدوث انخفاضات حادة للأسعار.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا الإنتاج منذ يناير كانون الأول من العام الماضي ومن المقرر أن تستمر التخفيضات حتى نهاية 2018. وتتزامن هذه القيود مع قوة الطلب على النفط.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة