نفّذتها المراكز الصحية في أطراف المحافظة
البصرة – سعدي السند:
زارت فرق من المراكز الصحية الأولية التابعة لدائرة صحة البصرة عددا من القرى النائية وعقدت فيها ندوات تثقيفية بشأن الرضاعة الطبيعية واهميتها للام والوليد.
وشملت الندوات كلمات للطبيبات العاملات في المراكز الصحية اوجزن من خلالها ضرورة التثقيف المجتمعي في المجالات الصحية وخاصة الرضاعة الطبيعية ، ونشر المعرفة الصحية في المجتمع لأن التثقيف والتوعية بهذا الخصوص لايعتمد على المؤسسة الصحية فقط وانما يحتاج الى جهات ساندة تساعد على نشر المفاهيم الصحية واهمية التثقيف الصحي الذي من خلاله تقل حالات المرض والإصابة.
وبينت الندوات بحسب مصدر في قسم الصحة العامة في دائرة صحة البصرة دور الوعي الصحي في المجتمع وخاصة صحة الامهات والاطفال والتأكيد على الرضاعة الطبيعية كونها الانسب للوقاية من الامراض ، كما عرضت صور توضيحية عن دور الرضاعة الطبيعية في إدامة صحة الأطفال الرضع وانعكاسات ذلك على مستقبل الطفل .
أهمية الرضاعة الطبيعية
وخلصت الندوات الى التأكيد بأن فوائد الرضاعة الطبيعية تكمن في كونها تولد علاقة حميمة بين الأم وطفلها , فهي لا تقتصر على تلقي الطفل الحنان والدفء والشعور بالحماية التي يحتاجها من الأم، بل هي تزوده بمواد غذائية، لن يستطيع الحصول عليها من أي طعام أخر ، وفوائد الرضاعة الطبيعية للام والطفل عديدة، لذا تنصح منظمة الصحة العالمية بأن يبقى حليب الأم هو مصدر الغذاء الرئيس للطفل حتى يصل الى سن نصف سنة ، كما توصي بالاستمرار لاحقا (اضافة الى الغذاء الصلب) بالرضاعة الطبيعية حتى سن السنة.
فوائد الرضاعة الفورية
وتناولت الندوات فوائد الرضاعة الفورية في تحسين أداء الجهاز الهضمي اذ يحتوي حليب الأم على مركبات عديدة تؤثر مباشرة بصورة ايجابية على الجهاز الهضمي وتقوم العديد من المواد، من بينها الهرمونات (كورتيزول، انسولين)، عوامل النمو (EGF وغيرها) والأحماض الامينية الحرة (تورين، جلوتامين)، بتنظيم نمو وتطور جهاز الهضم والى تقليل خطر الإصابة بالتهابات في الجهاز الهضمي وتعد الانزيمات مركبا خاصا في حليب الأم، واثبتت الابحاث ان الرضاعة الطبيعية، تحسن من أداء عمليات الهضم الفيسيولوجية لدى الطفل (يكون تفريغ المعدة أسرع)، كما انها تقلل من المخاطر المتعلقة بجهاز الهضم لدى الخدج (كفرط النفاذية) وتقلل بصورة ملحوظة من خطر حدوث مضاعفات التهابية مثل الإسهال والالتهاب المعوي القولوني الناخر.
واكدت الندوات ان حليب الأم يحمي من خطر الإصابة بالأمراض (المعدية) ويعود الفضل في ذلك الى العديد من المركبات الخاصة التي لا تتوفر في عبوات الحليب الصناعي التجارية، ويوفر حليب الأم كل الأشياء التي يحتاجها الطفل لتقوية جهازه المناعي وتقوية جسمه وهناك معطيات ذات أهمية (مثل المستوى الاجتماعي، المستوى الثقافي … الخ) الخاصة بالأطفال الذين تغذوا على الحليب الطبيعي واولئك الذين تلقوا حليبا اصطناعيا لأن حليب الأم يحتوي على جميع المركبات الغذائية التي يحتاجها الطفل .
فوائد الرضاعة على المدى الطويل
ان الأطفال الذين أرضعتهم أمهاتهم لستة أشهر في الأقل كانوا اقل عرضة للإصابة بالأمراض العدوائية، حتى بعد آن باشروا بتناول الطعام الاعتيادي ، كما إن احتمالات اصابتهم بالتهابات الاذن المتكررة في السنة الأولى اقل بمرتين ، وأيضا بالنسبة إلى الأمراض المزمنة ومنها عند الكبر ، كما إن خطر إصابة الاطفال الذين تغذوا بالرضاعة من حليب الأم بالسمنة هو اقل بمرتين وايضا إن الرضاعة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية في مرحلة الطفولة، إضافة إلى تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من الأمراض السرطانية كما تسهم الرضاعة ، في تقليل الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية وأمراض الشرايين التاجية مستقبلا ويكون الأطفال الذين تم إرضاعهم اقل عرضة للإصابة بداء السكري ، وخصوصا من النوع الاول (الأطفال) ، وهنالك العديد من الأدلة على ان الرضاعة تسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض مناعية، من بينها أمراض الحساسية ، الربو وغيرها .
اما النساء اللواتي يرغبن في خفض اوزانهن فتعد الرضاعة عاملا محفزا لفقدان الوزن ، وقد يكون ذلك نتيجة لحرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية (نحو500 سعرة حرارية في اليوم) في اثناء الرضاعة وتقلل الرضاعة بصورة ملحوظة من خطر الإصابة بسرطان المبيض والثدي إضافة الى ذلك، هنالك العديد من الأدلة التي تشير الى ان الرضاعة تسهم في منع وتأخير الإصابة بتخلخل العظام.
ويرضع الطفل قليلا في الايام الأولى، ولكن مع مرور الوقت فانه يرضع وفقا لاحتياجاته ، وينبغي عدم اجباره على الرضاعة ، وعدم ارضاعه حليب الأم من القنينة ، لان ذلك قد يتسبب بعدم رغبته في الرضاعة.