متابعة الصباح الجديد:
أفادت دراسة أميركية حديثة بأن تزايد مشاعر القلق والاكتئاب لدى الأشخاص يمكن أن يكون علامة مبكرة على قرب الإصابة بمرض الزهايمر الذي يداهم كبار السن.
الدراسة أجراها باحثون في الأمراض النفسية والشيخوخة بمستشفى «بريجهام» للنساء في الولايات المتحدة.
وتأتي نتائج تلك الدراسة، استكمالاً لدراسات في هذا الشأن، كان آخرها دراسة كندية أجريت في يناير/كانون الثاني 2016 أثبتت أن تحول مشاعر التوتر والقلق عند بعض الأشخاص إلى حالة مرضية مزمنة يؤدي إلى تفاقم الإصابة بالأمراض العقلية، التي من أبرزها الزهايمر.
وتشمل العلامات البيولوجية لمرض الزهايمر تراكم لويحات لزجة في الدماغ، تسمى بروتين «أميلويد بيتا»، يظهر أثرها في سوائل العمود الفقري، وتتراكم تلك السوائل في الدماغ قبل عقود من ظهور أعراض المرض، الذي يسبب فقدان الذاكرة، ومشكلات في الإدراك.
وفي الدراسة الجديدة، رصد الباحثون تأثير تشكل تلك اللويحات على الجسم، ومدى تسببها في زيادة مشاعر القلق والاكتئاب لدى الأشخاص.
وراقب الباحثون 270 من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين (62 و90 عامًا)، ولم يكونوا مصابين باضطرابات نفسية نشطة.
وخضع المشاركون لتصوير الدماغ بالأشعة وأجروا عليهم مجموعة من التقييمات لقياس مدى إصابتهم بمشاعر القلق والاكتئاب، واستمرت الدراسة على مدار 5 سنوات.
ووجد الباحثون، أن زيادة مستويات بروتين «أميلويد بيتا» مرتبط بزيادة أعراض القلب والاكتئاب لدى كبار السن.
وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة نانسي دونوفان، إن «نتائج الدراسة تشير إلى أن أعراض القلق يمكن أن تكون مظهرًا من مظاهر الإصابة المبكرة بمرض الزهايمر، وهي تسبق ظهور الضعف الإدراكي».
وأضافت دونوفان، أن «أخذ زيادة مشاعر القلق كمؤشر يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن الإصابة بالزهايمر، ما قد يساعد في الحد من أعراضه في وقت مبكر».
وعادة ما يتناقص نشاط الدماغ مع تقدم السن، ما يصعّب على الأشخاص تعلم أشياء جديدة أو تذكر أحداث رئيسة مروا بها، حتى وإن كانت في الماضي القريب، وبالنسبة لبعض الناس، يمكن أن يكون هذا الشعور نتيجة التدهور المعرفي، وقد تتطور الأمور في بعض الحالات النادرة إلى الإصابة بمرض الزهايمر.
وخلص تقرير أصدره معهد الطب النفسي بجامعة «كينجز كوليدج» في لندن، بالتعاون مع «الاتحاد الدولي للزهايمر»، في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من «الزهايمر» ارتفع بنسبة 22 بالمئة على مستوى العالم خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ليصل إلى 44 مليونًا.
وأفاد التقرير، أن العدد سيزداد 3 أضعاف بحلول عام 2050، ليصبح عدد المصابين بالمرض 135 مليونًا تقريبًا في العالم، بينهم 16 مليونًا في أوروبا الغربية.