ماذا ينتظرنا في العام الجديد؟

نستقبل السنة الجديدة وكلنا أمل بمستقبل ملؤه التفاؤل والمحبة والنجاح والتقدم، لنطوي سنة مريرة خلّفت وراءها أحداثا مخيفة ، ألما في النفوس ودمعا في الاهداب ،مآس وتهجير للشعوب ، طامحين بغد أجمل يعوض لنا سنين الأسى التي مررنا بها.
يمر عام ويهّل عام وما نزال مسّمرين مكاننا، ننتظر الاجمل، ندعو لحياة هانئة دافئة يعمها الاستقرار، نتصفح الجديد فيما الامور تتأزم، والمواقف تتصلب ، كأننا خلقنا في بؤرة فاسدة ،وعلى فوهة بركان يتفجر مرارا» ليحرق أرضا خصبة يغرقها باليأس ،نتساءل من بعدها اليس من حق شعوبنا العيش بأمن وسلام.
هناك ضريبة يدفعها كل مثقف لديه مسؤولية البصيرة النافذة والحس اليقظ والعقل الواعي، يلجأ الى الخلاص من آلامه والراحة من أحزانه ، لتأتي قوة تزيد الطوق من حوله وتثقل كاهله وتزرع الخوف من حوله ،يقع تحت ظروف قاهرة لانه يريد ترجمة أفكاره ،والتحدث عن آلامه وظروف عصره ومجتمعه. ان كل من لديه فكر ناضج مليء بالخيال يحرم من الانطلاق، بالرغم من احتياجه للحيوية والتمرد والاقدام على مقاومة الظلم السائد في المجتمعات، يجعلونه يشعر بالغربة عن الوجود ويزيد يوما» بعد يوم في هذا العالم غربة خاصة بين ابناء الحياة، ليس من يحاول تفهمه ويحلل تقدمه ويستمع له، حتى لا يتركوا له مجال التفوق في حياته ويحرمونه من حق الانتصار على الجهل.
المبدعون رأيهم قريب للصواب نتيجة ظروف النشأة والأحداث التي مروا بها في الحياة ،مرهفو الاحساس ، سريعو التأثر ، ابداعهم يتلون بما مروا به من أحداث وما ذاقوه من عذاب واخفاقات أو ما يظهرون به من نجاحات ،لديهم فلسفة في نظرة الكون تفسر مشكلاتهم الحياتية والقضايا الجوهرية للوجود والانسان ، ارادتهم صلبة يحاولون الانتصار على الضعف والخمول والموت ، والتطلع الى حياة قوية ناهضة كاملة ، يطالبون بالقوة والعزم للفرد والجماعة ، بالاصرار والارادة والانتصار على الالم والضعف ، يقاومون كل من يقف في طريقهم من مستعمر او ظالم او حاكم مستبد أو فقر مستشر في الشعب ، يبحثون عن السلام الموجود في الطاقة الروحية والعقلية ، لديهم قوة معنوية يتغلبون بها على الضعف المادي والجسدي ، ليجدوا من خلالها ارادة الحياة .
ندعو في السنة الجديدة ان يهنأ الجميع بالامن والسلام ، وان تتحقق أمنيات الشعوب بشروق شمس تبشرهم بعهد جديد وفرح بعيد عن الفوضى ، باوقات تنسيهم واقعهم المرير ، بعيدا» عن الانكسار فليس هناك مكان وراء الوجود ، فلنبق سائرون في درب الحرية حتى ولو لم نستطع الوصول ، ليبقى هناك هدف يدفعنا للتقدم بدلا من البكاء على الاطلال.
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة