متابعة الصباح الجديد:
كثيرًا ما نسمع قصصا وأخبارا مفزعة عن أفغانستان وأطفالها، حيث تتصدر الجماعات الإرهابية في أفغانستان ومنها داعش وطالبان قائمة المنظمات المسلحة التي تستغل الأطفال بطرائق مختلفة لتنفيذ أجندتها التخريبية، وذلك عن طريق تجنيدهم على أيدي المقاتلين الأجانب الذين يقومون بتدريبهم على تنفيذ عمليات انتحارية في الأسواق والمساجد، لكن في كابول هناك قصة مختلفة، مدرسة صغيرة أسسها الأميركي لاني كوردولا، لتدريب فتيات الشوارع الفقيرات على أنواع من الموسيقى كالعزف على الجيتار والعود، واستعمال الآلات الموسيقية الأخرى وتعليمهن اللغة الإنجليزية أيضًا. وأسس لأني فرقة موسيقية أسماها ((GIRLS WITH GUITAR )).
ومن عضوات الفرقة مدينة محمدي، فتاة أفغانية تبلغ من العمر ١٦عاما، ولدت في أحد الأحياء الفقيرة من العاصمة الأفغانية كابول، وبحكم الظروف الاقتصادية المتردية، لم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة في سن مبكرة، حيث بدأت حياتها بالتجوال في الشوارع والطرقات بحثا عمن يتصدق عليها، الى أن التحقت بمدرسة الموسيقى في كابول واكتشفت موهبتها.
تحدثت مدينة عن تجربتها في تعلم الموسيقى، والحلم الذي تود تحقيقه : « التدرب على عزف الجيتار والآلات الموسيقية الأخرى كان مفتاح حياتي، حلمي هو أن أتعلم عزف الجيتار بنحو جيد و أساعد فتيات آخريات على الالتحاق بالمدرسة، وأن أكون قادرة على إعالة أسرتي وأود أيضا أن أشارك في نهوض أفغانستان من جديد وذلك من خلال موهبتي الموسيقية»
وبالرغم من صغر سنها تتلقى مدينة رسائل وألفاظاً بذيئة من قبل بعض أفراد المجتمع، لكنها تقول إنها تهملها لأن حلمها هو إنقاذ بلدها من مستنقع الإرهاب والفوضى، وإرساء السلام والمحبة بين مواطنيها وذلك عن طريق الموسيقى.
وأضافت مدينة: «بعض الأفغانيين يوجهون لنا انتقادات لاذعة، ويصفوننا بألفاظ غير لائقة فقط لأننا نتدرب على عزف الجيتار، لكننا لا نلقي لهم بالا، لديهم نوايا سيئة تجاهي كفتاة أفغانية تتعلم على يد موسيقي أميركي، لكنهم لا يعلمون عن حقيقتنا شيئاً، صحيح أننا نواجه تحديات كثيرة لكننا مصرون على تعلم الموسيقى، ونتعلم اللغة الإنجليزية أيضًا وكيف نمارس حياتنا بنحو جيد»
أما صديقة مدينة، برشنة أشرف، فقد كانت تعمل بائعة جوارب متجولة في شوارع كابول، وكانت تنتقل بين مقر قوات تحالف الناتو وبيتها، حيث كانت تبيع الجوارب للقوات الأميركية، وكان ذلك يشكل خطراً يهدد حياتها، بعد أن فقدت عدداً من رفيقاتها بسبب تفجيرات طالبان والتي كانت تستهدف مقرات التحالف.
وقالت برشنة «: والديَ يشجعاني على تعلم الموسيقى، وهما على ثقة تامة أن مستقبلي سيكون مضيئاً، ويقولان لي دائما أنني سأكون مشهورة في جميع أفغانستان، وليس لدي أي مشكلة مع أي من أفراد أسرتي بسبب عزفي على الجيتار»
وبالرغم من تهديدات الإرهابيين وخوفها من داعش وطالبان، إلا أن برشنه تستنكر أفعالهم.
وعن ذلك تقول: صحيح أنني أخاف على حياتي منهم، لكن هذا لن يوقفني، برغم أنني أعلم جيداً أن العديد يموتون في أفغانستان بسبب هذه الهجمات، لكن ما يقومون به ليس صحيحاً على الإطلاق»
الموسيقار الأميركي لاني من كاليفورنيا دخل أفغانستان قبل ثلاثة أعوام، ليكتشف ما تعانيه فتيات الشوارع في كابول، فقرر تعليم وتدريب الفتيات كما تعلم هو على ايدي موسيقيين أميركيين حينما كان يافعا.
لاني قال بهذا الشأن: «في المرحلة الأولى من هذا المشروع نهدف الى تدريب الفتيات فقط، وهذا لا يعني أن الفتيان في وضع جيد مقارنة بالفتيات، بل أن الفتيات يعانين من الاضطهاد وسلب حقوقهن أكثر من الفتيان، أما فرص التعليم للفتيات فهي أقل أيضا، ولهذا عندما ترى فتيات أفغانيات يغنين بآلات موسيقية مختلفة ويقلدن أصوات المشاهير تشعر في داخلك بأن شيئاً ما يتغير في حياتهن بنحو سريع، لكن بعض الناس لا يشعرون بذلك.
أفغانيات يتحدين المتشددين ويعزفن الألحان على الغيتار
التعليقات مغلقة