هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبير اً لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع
، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري
والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن
نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية
الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقدير اً واعتزاز اً بهذا الجهد التوثيقي
والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في ) 670 ( صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 37
الفصل الخامس عشر
الوقوف امام محكمة الثورة والحكم بالاعدام
ابلغنا بان نهيئ انفسنا للانتقال الى أبو غريب ، ويتضح ان جميع التحقيقات معنا قد تمت .نقلنا الى أبو غريب بحراسة مشددة ، حيث كان هناك موقف او سجن هو عبارة عن بناية مستطيلة طولها ثلاثون مترا تقريبا وعرضها عشرون مترا . بقي في القاعة الكبيرة عبد الوهاب المفتي وجماعته والدكتور محمود البحراني الذي التقيت به بعد اكمال التحقيق معه بتهمة سخيفة.
قاعة ابو غريب عبارة عن ساحة وسطية محاطة من جانبيها بالزنزانات ، كل واحدة بنحو 4 ×2.5 م ، وفي كل منها شباك هوائي مرتفع وباب من القضبان الحديدية ، تغلق علينا ليلا . وضعت مع موفق العلاف في نفس الزنزانة ، وقسم الاخرون على الغرف الباقية . صباح كل يوم تفتح الابواب وتوزع علينا الارزاق ، وتحلق ذقوننا كل ثلاثة ايام ، كما يمكننا السير والتحدث مع الاخرين بحرية . كان مسؤول القاعة شخص من الموصل ، فظ الطباع وسيئ الاخلاق ، وقاس الى درجة لاتصدق مع البعض ، وكانت تلك طباع مسؤولي المخابرات من مدراء ومحققين ومراقبين .
قضينا في هذا الموقف المؤقت نحو شهرين ، مترقبين الاحداث القادمة احيانا ، واخرى في الاحاديث والقصص والذكريات وقراءة القرآن ، وقراءة الشعر والادب ، وغير ذلك ما يلهينا لقضاء الوقت . خلال تلك الفترة كانت معنا نسخة من القرآن الكريم . وقد قرأت مع موفق العلاف القرآن بمعدل ساعة يوميا ، كما كنا نصلي صلاة الظهر جماعة ، يؤمنا احد المتضلعين من الدين .
في تلك الفترة تعرفت كثيرا على موفق العلاف ، اخلاقه وطباعه ونفسيته . لقد حدثني بالتفصيل عن حياته واسرته وعمله وصلاته . كما كان حافظا للكثير من الآيات القرآنية ، وله معرفة بقراءة القرآن ، حتى أنه كان يصوب لغتي عند القراءة . قد يكون هذا الشخص ناجحا في حياته العملية بسبب تواطئه مع مسؤولين كبار واشراكهم معه في اعمال المقاولات ، وكان متخصصا بأعمال المرمر ، الا اني استطيع ان اقول انه كان انسانا وضيعا وبخيلا وغير مثقف ، وجاهل بالكثير من اخلاق العمل ، وآداب مزاولة المهنة . يتظاهر بشكل غير طبيعي وجشع تجاه المال ، مما يدعوه الى ان يكون منافقا خداعا . اني اذكر هذا خدمة للتاريخ والحقيقة .
بلغنا انا وموفق العلاف بتهيئة انفسنا لاخذنا الى المحكمة في اليوم التالي الذي يصادف 27 كانون الاول 1986 . قضينا تلك الليلة في التفسير والتحليل ونوع الاحكام المتوقعة . الا اني كنت اشعر في قرارة نفسي بأني لم ارتكب جرما واني غير مذنب ، لقد كانت لدي ثقة باني لا استحق ما يجري لي . ولا اعرف كيف ستتعامل محكمة الثورة مع قضيتي ؟
نقلنا في اليوم التالي الى محكمة الثورة ، وكنت البس بجامة رصاصية اللون ، ومعي كيس نفايات اسود وضعت فيه بعض ملابسي وحاجياتي . وبقينا ننتظر مع عدد كبير من الموقوفين نحو ساعة ونصف قبل ان ينادى علينا للدخول الى قاعة المحكمة . في الممر الى القاعة استوقفني شخص رشيق القامة ، يرتدي ملابس مدنية جيدة ، وقال : انت هشام المدفعي ؟ قلت له : نعم . قال : انا المحامي الخاص بك ووكلت من قبل عائلتك بالدفاع عنك . ودفع الي استمارة التوكيل الرسمي ، فوقعت عليها .
دخلنا قاعة المحكمة ، وادخلنا الى قفص الاتهام . الحاكم امامي وعلى جانبيه عضوا المحكمة . على يساره جلس المدعي العام وعلى يمينه خلف المنصة جلس المحامون ، ووقف عدد من حرس المحكمة في القاعة . وجهت الينا الاسئلة الروتينية عن الاسم الكامل والعمل وما الى ذلك . بعدها نهض المدعي العام وتلا الاتهام وهو في صفحة واحدة على ما اتذكر . وقد لاحظت ان ما تلاه المدعي العام هو نفس الامور التي سجلت في التحقيق الذي جرى في حاكمية المخابرات وما فيه من مغالطات وتلفيقات . سألني الحاكم : هل انت مذنب ام بريء ، قلت : انا بريء . ووجه الى العلاف السؤال نفسه ، وكانت الاجابة نفسها . القى المحامي كلمة الدفاع ، وكانت من صفحة واحدة ، مبينا طبيعة عملي واندفاعي المخلص ، واني لست موظفا في الدولة ، بل امارس عملي بعقد سنوي مؤقت ، فلا تطبق علي المواد القانونية الخاصة بموظفي الدولة . وجه الحاكم سؤالا الى المدعي العام : هل لديك اي تعليق او رد على مطالعة محامي الدفاع ، اجاب بالنفي . طرق الحاكم المنضدة بمطرقته وقال : ترفع الجلسة للمداولة . لم تستغرق الجلسة اكثر من ربع ساعة ، واخرجنا من قفص الاتهام الى خارج قاعة المحكمة .
بعد انتظار نحو ساعة ، نودي علينا وادخلنا القاعة ثانية . دخل الحاكم فوقف جميع من في القاعة . اوجز الحاكم بان المحكمة نظرت في القضية المرقمة والمؤرخة كذا حول المتهمين هشام المدفعي وموفق العلاف ، واصدرت حكمها كما يلي : الحكم على المهندس هشام المدفعي بالاعدام شنقا حتى الموت ، وعلى موفق العلاف بالسجن لمدة عشر سنوات وفق المواد كذا وكذا . رفع الحاكم الجلسة رغم اعتراضي بأن الحكم غير صحيح واني غير مذنب . اخرجنا الى خارج قاعة المحكمة ، ولم تستغرق الجلسة اكثر من عشر دقائق ، لتنتهي التمثيلية المأساة ، وانا صامت بين مصدق ومكذب . شاكيا الى السماء ظلم الانسان ، ومعتقدا ان المجتمع لابد ان يعترض على ذلك !
****
في زنزانة الاعدام
اقتادنا الحرس الى موقف حاكمية المخابرات ، لاكمال اوراقنا ، ونقلنا كلا الى الاتجاه المرسوم له . بعد ثلاثة ايام اقتادوني مع حاجياتي الى سجن ابو غريب ، وادخلت زنزانة المحكومين بالاعدام ، وهي بناية طولها نحو 30 مترا وعرضها 20 مترا وبطابقين . يقع على الجانب الطولي وفي الطابقين غرف 5 × 2,5 متر ، مغلقة بشكل محكم ، والجانب الامامي لكل غرفة جدار مع مشبك حديدي يضم باباً من القضبان الحديدية الغليظة والجانب الخلفي منها حمام . اقتادني الحرس الى الغرفة الاخيرة من الطابق العلوي ، وادخلني اليها ، وهي تضم عشرين شخصا محكوما بالاعدام . اتضح لي اني الوحيد فيهم كبير السن ، وجميعهم من الشباب الاكراد المنتمين الى جماعة جلال الطالباني.
في الصباح توزع علينا صمونة وكوب شاي غامق اللون ، يقال انه ممزوج بمواد مهدئة للمحكومين ، وبعد الظهر توزع الارزاق ، ونجلس جميعا حول الاكل ونبدأ بالحديث . كثيرا ما سألني الشبان الاكراد المحكومون بالإعدام عن تجاربي واعمالي واسفاري ولمحات من حياتي ، وهم حدثوني عن قراهم في كردستان وعوائلهم ، وقد اقروا بأن مصيرهم الموت الا اذا تم الاتفاق والصلح بين زعيمهم الطالباني وصدام حسين . وتحدثت لهم عن سبب مجيئي الى هذه الزنزانة ، واختصرت لهم الحديث بأن مصيري سيتقرر خلال اسابيع ، إما ان أتوجه الى الاعدام ، او الى طريق آخر لا اعلمه .
لم تتسع القاعة الى هذا العدد من الاشخاص ، وكان علينا ان نتناوب للنوم على الارض . يبقى البعض واقفا ، والاخرون يفترشون الارض للنوم ، وقد شعرت ان هؤلاء الشبان تقديرا لعمري قد استثنوني من الوقوف ، لذا كنت اقضي معظم يومي في هذه الزنزانة الرهيبة نائما ويائسا ولاحول لي ولا قوة .
في زنزانات الطابق الارضي عدد غير قليل من اعضاء حزب الدعوة او المتهمين بالانتماء له . كان اثنان يتناوبان قراءة القرآن طوال الليل ، وتلاوة القرآن في مثل هذه الظروف القاسية تخفف من الالام النفسية وتهدئ الارواح كثيرا . كانت الدعوة الى الله وضد السلطة تتوالى ونسمعها ليلا بصورة مستمرة بين فترات قراءة القرآن . كان اعضاء حزب الدعوة يذكرون دائما بأن قوافل الشهداء لاتنتهي ابدا .
****
في الطريق لتنفيذ حكم الاعدام
بعد نحو اسبوع نودي على اسمي ، وبدأ اصحابي في الزنزانة ينبهوني بالتهيؤ .. كنت لا اعلم سببا واحدا لهذه الدعوة سوى سوقي الى حبل المشنقة .. ودعت اصحابي وخرجت من الزنزانة وعصبت عيني كي لا ارى ما يحدث ، تركت بالطبع كيس النفايات الذي احتفظ بملابسي وحاجاتي فيه . قادني الحرس وانزلوني الدرج ، ثم امروني بالصعود الى خلف السيارة البيك اب المغطاة . شعرت ان هناك من يجلس بجانبي ، وكنت مقتنعا بأني متوجه الى الاعدام ، وتبادر الى ذهني ان تنفيذ الاعدام سيجري امام ساحة نصب الشهيد . وسارت السيارة وانا اهيئ نفسي لهذا الشيء الجسيم .
فكرت بعائلتي واولادي واصدقائي .. الا ان ايماني ببراءتي كان قويا ، وان ظلما كبيرا حاق بي ، والى الله المشتكى .. لكن الذي يعرف ما تفكر به المخابرات قد يقتنع بالموت القريب . وهكذا مرت الدقائق والسيارة متجهة الى المجهول .
هل هذا مصيري بعد كل تلك السنوات من العمل الجاد والمخلص والتفاني في خدمة الصالح العام ؟.. كيف ساواجه الموت ؟ لم افكر بالمغفرة من الله لان ذلك لم يتبادر الى ذهني . لكني كنت ادرك ان المجتمع يعرف من هو هشام المدفعي ، وستتوضح الحقيقة للجميع ، ويكشف عن اخلاصي لعملي ووطني .. وانا بهذه الافكار والشعور باليأس والعدم ، واحيانا براحة النفس ، سمعت صوت من بجانبي وانا معصوب العين: تهانينا ابو كميت !! .. تهنئني على اي شيء ؟ اجبته وانا مصعوق من قمة راسي الى اخمص قدمي .. قال : اهنئك لان حكم الاعدام قد خفض …
من هو هذا الشخص الذي اخبرني بهذا الشيء ؟ وماذا يعرف اكثر ؟ وكيف عرف ؟ .. لماذا لم يخبرني احد قبله ؟ والى اي مصير اتجه اليه ؟.. اسئلة كثيرة تواردت علي ، ولكن لااجد لها جوابا شافيا ، اعرف به الحقيقة . وقد علمت بعدئذ ان الشخص الي كان بجانبي في سيارة الموت ، وتحدث الي هو التاجر الضرير محمد حمرة الذي لم اعرفه او اتعرف عليه من قبل ، ويتضح انه ممن تصله اخبار السجناء والاخبار الاخرى يوميا من مصادرها الرئيسية عن طريق علاقاته مع المسؤولين .
وصلت بنا السيارة الى بناية حاكمية المخابرات ، وادخلت احدى الغرف الخارجية ، واذا بي امام شقيقتي العزيزة ميادة . لا ادري كيف كان مظهري امامها . لحيتي طالت كثيرا ، وملابسي قذرة للغاية بقذارة زنزانة الاعدام .. بكيت وحضنتها في مشهد انساني لا انساه ما حييت . بدأت تتحدث وفي حديثها يشع الامل ، تتحدث ويجلس بجانبنا احد ضباط المخابرات ، قالت : هل اخبروك بتغيير عقوبة الاعدام الى السجن المؤبد . لم اعرف وفوجئت بالخبر ، والتفت الى الضابط وصحت معاتبا : لماذا لم تخبروني بالامر ! وكررت هذا مرتين. انني وان كنت متوقعا ان يحدث مثل هذا العفو ، ولكنه كان مفاجئا تماما .
اتضح لي ان صدام حسين هو الوحيد الذي لم يؤمن بالمؤامرة والمخطط الذي دبر ضدي ، لانه يعرف كيف تعمل المخابرات واساليب عملها . انتهت المقابلة وازال الخبر المفاجأة الكثير من مشاعر اليأس ، وفتح الطريق امامي من جديد ، للتفكير بحياة جديدة . بقيت في موقف الحاكمية عدة ايام لحين وصول امر تنفيذ المرسوم الجمهوري بتخفيض حكم الاعدام ، وارسالي ثانية الى سجن أبو غريب ، ولكن هذه المرة الى سجن الاحكام الخاصة .
****
العودة الى زنزانة الاعدام
استدعيت من القاعة الرئيسية في الحاكمية ظهر يوم الخميس ، فوضعوا القناع على عيني ، واخبرني الحرس بأني سانقل الى سجن الاحكام الخاصة . وهذا السجن يختلف عن السجون الاخرى ، حيث يرسل اليه المحكومون بقضايا تعتبر تاديبية ، ولا تخضع لاحكام القانون العام ، ومنها صدرت لرغبة ما في نفس مسؤول كبير . ولما وصلت بي السيارة الى دائرة السجن ، كان الدوام الرسمي قد انتهى ، فطلب مني النزول من السيارة ، واذا بي اساق الى نفس بناية المحكومين بالاعدام . ولما تساءلت عن الامر وامتنعت من الدخول ، اجابني السجان بأني ساقضي ليلتي هنا ، وفي الغد انقل الى سجن الاحكام الخاصة . قادني السجان الى الطابق الاعلى والى نفس الزنزانة التي خرجت منها . لكني رأيت شيئا غريبا ، فقد كانت الزنزانات خالية من المحكومين سوى عشرة تقريبا ، وضعوا في الزنزانة التي امام زنزانتي المؤقتة . الجدران قد صبغت باللون الابيض ، واعيد صبغ المحجرات .
نمتٌ تلك الليلة مفترشا الارض ورأسي تحت يدي ، اذ لم يكن معي اي شيء . لم ازل مستغربا ، ولكن من يدلني على ما حدث ؟ ناداني من الجانب الاخر احد الاشخاص الذين كانوا معي في نفس الزنزانة ، وقال : ابو كميت الله سترك ..فقد كنت محظوظا للغاية ، فعندما اقتادوك الى خارج هذه الزنزانة ، وفي اليوم نفسه ، تقررتنفيذ حكم الاعدام ببعض المحكومين ، وسيقوا الى خارج زنزاناتهم بعد ذهابك بنحو ساعة ، ولما تجمعوا في الساحة السفلى التف عدد منهم على الحراس واشتبكوا معهم ، واستعملت الاسلحة النارية . وبهذه الحالة استدعت ادارة السجن فصائل الاعدام المسلحة ، وداهموا السجن وقتلوا من كان فيه ، فتطايرت دماء واشلاء القتلى من المحكومين ، من اعضاء حزب الدعوة وانصار جلال الطالباني واخرين ، ولم يبق على قيد الحياة سوى من كان تحت جثث القتلى . قدَر الشخص الذي اخبرني بأن عدد القتلى يقارب ( 256 ) شخصاً . وبعد انتهاء المجزرة واخلاء الجثث والجرحى ، جاءت فرق الصيانة ونظفت القاعات وصبغتها من جديد لازالة اثار الجريمة المروعة . واعيد محدثي ومن معه الى زنزانة الاعدام مرة اخرى .
يا لها من مجزرة بشرية ، يندى لها الجبين . كان من المفروض ان يعامل المحكوم بالاعدام وهو في ايام عمره الاخيرة معاملة انسانية خاصة . ايرضى المجتمع بهذه الجرائم التي اعتقد ان ادارة السجن هي المسؤولة عنها بشكل رئيسي ؟ وهل سجلت في صحائف التاريخ ؟ وكم جرى مثلها يا ترى ؟ اسئلة تتبادر الى ذهن الانسان ، ولكن هل من مجيب ؟
في صباح اليوم التالي ، نقلت الى سجن الاحكام الخاصة ، والحمد لله تركت زنزانات الاعدام التي تركت الكثير من الذكريات التي لم ارغب بالحديث عنها ، لقسوتها وما تثيره من مشاعر اليمة ، قد لايرغب الكثيرون في التعرف عليها
لاتشكُ للناس جرحاً أنت صاحبهُ لايؤلم الجرحُ الإ من به ألمُ