“العمل” تتخذ إجراءات للحد من انتشار المخدرات والتصدي لتداعياتها على المجتمع

سعت الى تعزيز التعاون الدولي لمحاربة المشكلة
متابعة الصباح الجديد:

تعد ظاهرة الاتجار بالمخدرات وحيازتها وتعاطيها بانواعها المختلفة احدى اهم المشكلات التي تواجه المجتمعات لتأثيرها الكبيرعلى مجمل الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والامنية، اذ تؤثر على فئات المجتمع كافة وخصوصا الشباب وهي الفئة التي تُعقد عليها الامال في بناء المجتمعات وتحقيق خطط التنمية.
وقد وضعت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في اولوياتها مكافحة التعاطي والإدمان ضمن سياسات واهداف وبرامج الوزارة وخصوصا فيما يتعلق بالوقاية وخفض الطلب على المخدرات بتقديم المدخلات المطلوبة، وفقاً لتخصص وحداتها الادارية للتعامل مع هذه المشكلة.
وقال المتحدث باسم الوزارة عمار منعم ان وزارة العمل وضعت جملة مقترحات اهمها استثمار بيئة العمل للتوعية بمشكلة المخدرات من خلال نشر المعلومات التي تحذر من مخاطر تعاطي المخدرات في اماكن العمل بواسطة لجان التفتيش التابعة للدائرة من خلال الزيارات التفتيشية ، وبناء قدرات مفتشي العمل والملاكات القيادية من خلال الدورات وورش التوعية وتزويدهم بمعلومات عن قضية المخدرات ، ودورهم في نشر الوعي بالمشكلة بين العاملين.
وتناولت المقترحات ايضا مد جسور التعاون مع رجال الاعمال واصحاب العمل وتوعيتهم بمشكلة المخدرات، واثارها على انتاجية العمل وتفعيل دور النقابات المهنية في العمل على التوعية من الإدمان على المخدرات وتشغيل الشباب بايجاد فرص العمل المناسبة لهم، وذلك من خلال برامج الاقراض المختلفة ومكافحة ظاهرة عمالة الاطفال لأن الاطفال العاملون معرضين لخطر الادمان وتعاطي المخدرات بنسبة عالية والتوسع في إجراء إختبار طبي “الزامي” للعاملين في القطاع الخاص للكشف عن تعاطي المواد المخدرة بهدف تنقية أوساط العمل من المخدرات والكشف المبكر عن تعاطيها.

بناء القدرات
كما تناولت المقترحات بناء قدرات مفتشي الصحة والسلامة المهنية وتزويدهم بمعلومات عن المخدرات، ودورهم في نشر الوعي بالمشكلة بين العاملين والتدريب على مهن يتطلبها سوق العمل لضمان اكساب العاطلين المهارات المهنية التي تمكنهم من الحصول على فرص عمل منتجة وابعادهم عن البطالة فضلا عن تأهيل من تعافوا من مشكلة ادمان المخدرات والتوسع في شمول العمال في الضمان الاجتماعي ليشمل العاملين لحسابهم الخاص والعاملين في القطاع غير المنظم مع تطوير المناهج التدريبية الاصلاحية لوقاية الفئات الاكثر عرضة للخطر، في دور الملاحظة ورعاية الاحداث والجانحين وتحسين ظروف احتجازهم، وتوفير البيئة الاجتماعية والثقافية المطلوبة لإدماج الأحداث في المجتمع بعيداً عن الحياة المعرضة لخطر تعاطي المخدرات ومعالجة مشكلة (أطفال بلا مأوى) والمتسولين بوصفهم ضحايا بحاجة إلى الأهتمام والرعاية، والعمل على تأهيلهم وإعادة ادماجهم في المجتمع وذلك لارتفاع نسبة تعاطي المخدرات بين هؤلاء الاطفال ، اضافة الى بناء قدرات الباحثين النفسيين والاجتماعيين والمعلمين والمشرفين .. وجميع المتعاملين مع الأطفال، في مؤسسات الايواء او في مجال تدريب الأطفال على مهارات تحليل المشكلات واختيار البدائل الملائمة من الحلول، ودعم ثقتهم بقدراتهم على التصدي للضغوط واجتيازها بنجاح .
ودعت الوزارة الى توعية مستفيدي الدور الايوائية بمخاطر تعاطي وادمان المخدرات والمؤثرات العقلية وتطوير مناهج تدريبية لوقاية الاطفال والشباب من ذوي الاعاقة واستغلال طاقاتهم في أنشطة الخدمات المجتمعية والانشطة الرياضية والثقافية ، اضافة الى ضمان ادراج البرامج الخاصة بالوقاية من تعاطي وادمان المخدرات والمؤثرات العقلية ضمن سياسات الوزارات ذات العلاقة وخططها السنوية ومتابعتها ، وكذلك التنسيق والتعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات لاسيما الاقسام المتخصصة مثل علم الاجتماع وعلم النفس والإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، فضلا عن المراكز البحثية الاخرى لإجراء البحوث لتحديد حجم ظاهرة الإدمان على المخدرات، من اجل الوقوف على أسباب الظاهرة ومدى انتشارها وبالتالي تزويد المؤسسات بقاعدة بيانات تسهل عليها القيام بالاجراءات المطلوبة لمكافحة هذه الظاهرة ، والقيام بدراسات ومسوحات اجتماعية لمعرفة أهم المشكلات التي تسبب المعاناة وطلب المواد المخدرة من اجل وضع خطط تدخل واقعية وناجحة ، وكذلك الاستهداف الدقيق للاسر التي تعاني من الفقر والحرمان والتي تكون معرضة اكثر من غيرها لحالات تعاطي وادمان المخدرات ، وادراج موضوع الوقاية من المخدرات ضمن برنامج الاعانة المشروطة ، وتمكين الفئات الهشة وخصوصا النساء من خلال البرامج التي تقدمها دائرة المرأة وخصوصا برامج التمكين الاجتماعي والدعم النفسي.

حماية الطفل
ودعت وزارة العمل في مقترحاتها الى ادراج موضوع تعاطي وادمان المخدرات والمؤثرات العقلية في برامج سياسة حماية الطفل وايلائه الاهمية المطلوبة والعمل على تنفيذ برامج وقائية وانشطة مجتمعية ومشاريع خاصة بالعلاج واعادة التأهيل موجهة إلى الشباب والاطفال الذين يتعاطون المخدرات والمؤثرات العقلية ، ووضع خطة اعداد وتدريب للعاملين عن المخدرات والمؤثرات العقلية لرفع مستوى ادائهم، وتمكينهم من اكتساب الخبرات العلمية والعملية المطلوبة، وعلى شتى المستويات ودعوة منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشباب إلى اعداد البرامج التي تنطوي على معالجات غير مباشرة لظاهرة تعاطي الشباب للمخدرات والعمل على توعيتهم بمخاطر هذه الظاهرة وكذلك التعاون مع وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة والمقروءة وحثها على ايلاء هذه الظاهرة الاهتمام الذي تستحقه لما تمثله من مشكلة معقدة من شأنها تدمير بنية المجتمع فضلاً عن ما تشكله من تحدٍ لحركة التنمية الوطنية، وذلك لأنها تستهدف شريحة الشباب التي تمثل عماد مستقبل الدولة والطاقة الأكثر فاعلية في العملية الإنتاجية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة