بالعدل تبنى المجتمعات

بالعدل تبنى المجتمعات، وتتحقق المساواة بعيدا» عن ممارسة الظلم،وذلك بوضع قوانين منصفة داخل الدولة وإدارتها بالشكل الصحيح،وكيفية استعمالها بين الناس وتطبيقها على الجميع من دون استثناء .فالانصاف في المجتمع يكمن في المساواة بين المواطنين وعدم التمييز بينهم وحرمانهم من حقوقهم ومكتسباتهم،لكي لا يخلق جوا» من الفوضى ينتشر من بعده الفساد.
العدالة كفيلة في نشر السلام والامن، خاصة عندما تتوزع الموارد والثروات بالتساوي ما بين المواطنين واشعارهم بالأمان، وهذا يتطلب جهدا من الحكومات وأصحاب القرارات لتنفيذها على أر ض الواقع من خلال رفع المستويات الاقتصادية للأفراد والعائلات ليتمكنوا من العيش بكرامة واستقرار مادي ومعنوي.
يأتي العدل بالاحترام والتقدير بعيدا عن المنفعة المادية والمعنوية، وذلك بعدم الانحياز في محاكمة او قرار خارج عن القانون،يكون ذلك بالاستقامة وصيغة عيش مشتركة بين البشر ،والتحلي بالفضيلة، فالعدالة تتغير من مجتمع لآخر وفقا لتغيير مصالح الاقوى فيها ولا تكون فردية وانما مرتبطة بنحو مباشر مع العدالة العامة.
على الانسان أن يكون عادلا بأحكامه وقراراته ،فالانصاف والموضوعية بالتعامل مع الآخر تقرب ما بين الناس وتزرع المودة والمحبة فيما بينهم وتساعد على فض النزاعات،يعود ذلك لطريقة التفكيرالايجابية التي تقرب وجهات النظر وتوضح الرؤية الصحيحة للمواقف.
هناك شعب ذاق الامرين ولم يزل، منذ خمسين سنة ونيف والاحتلال ينشد سرقة ارضه، ويطمع بالمزيد من المتبقي منها ، يرزح تحت أنظمة دموية ،كل الوسائل الجهنمية تستعمل في تدميره، مستبعد ،منتهكة حقوقه مُداسة كرامته ،شُرد من بلده، قُتلت أطفاله، أدخل في حروب لا طائل من ورائها ولا هدف،على مرأى من العالم أجمع ،من دون رادع من المنظومة الدولية برغم انتهاك العدو للقوانين .
العدالة في فلسطين مطلب قوى التقدم وانتصار لحقوق الانسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.هناك حق العودة واستعادة الأرض، واعطاء اهل البلد حقوقهم بما في ذلك حق تقرير المصير والحق في التنمية ، ومناصرة القيم التي ترتكز عليها الآمال في عالم أفضل وأكثر عدلا وأكثر أمنا» لنصل الى المساواة والكرامة لكل انسان ، والنهوض بحقوق الانسان في جميع انحاء الارض.
لا سلام من دون عدالة، خاصة عندما تكون حقوق الشعب مهدورة ويكون هناك تمييز عنصري بين فئات عرقية ودينية وأثنية، مما يجعلنا نطالب بمنع الانتهاكات ، وانصاف كل مظلوم، واقرار قوانين وضمانات تحمي الشعوب من التشرد والضياع.هناك شعب هجر، واغتصبت أرضه ،وهدرت حقوقه ،قضيته مهمشة ،مغيّبة، العالم بأسره يراقب من البعيد ، من دون أن يطالب القانون الدولي بردع الاحتلال وانقاذ البلد من خطر الانهيار..
ايمان عبد الملك

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة