عودة العلاقات السعودية – العراقية من أبرز أحداث 2017

انعطف يوم الجمعة الذي صادف الرابع والعشرين من شباط الماضي بالعلاقات العراقية السعودية، انعطافة حادة أدت الى اهمال ما يزيد على خمسة وعشرين سنة من قطيعة غير معلنة بين البلدين، ورنت أجراس الهاتف في بيوت عدد من المسؤلين في وزارة الخارجية العراقية تدعوهم الى الوزارة مع ان اليوم عطلة رسمية، ولم يطل انشغال المسؤلين بالأمر، فما ان دخلوا الوزارة حتى عرفوا ان عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، قدم في زيارة رسمية غير معلنة الى العراق، وقد اجتمع برئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري.
خبر الزيارة هذه احتل اول النشرات الإخبارية على مستوى العالم، ليس بسبب الزيارة المفاجئة للوزير السعودي وانما بسبب توقع المراقبين ان القطيعة سوف تستمر بعد ان لم يلب رئيس الوزراء العبادي دعوة سابقة كان قد وجهها اليه الملك سلمان بن عبد العزيز.
زيارة الجبير كانت البادرة الولى من بوادر تحسن العلاقات بينم البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية، اذ زار رئيس وزراء العراق حيدر العبادي السعودية مرتين م وعادت الرحلات الجوية بين البلدين و اعيد العمل الى معبر عرعر البري بينهما.
وكانت علاقات البلدين قد شهدت توترا وجمودا على مدى اكثر من ربع قرن، لكن السعودية وبعد ان حققت تطوير العلاقات على المستويات الرسمية العليا، استقبلت السيد مقتدى الصدر في نهاية يوليو/تموز على أعلى مستوى، فيما يبدو أنها مقاربة سعودية جديدة للعلاقة مع بغداد وبداية مرحلة جديدة في علاقتهما.
كما زار وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي في ذات الشهر السعودية والتقى بنظيره السعودي، واستقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق عام 2015 وعينت وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان سفيرا لها في العراق بعد اكثر من ربع قرن من انقطاع هذا العلاقات بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وفي يناير/كانون الثاني 2016 قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق بسبب هجوم متظاهرين غاضبين على سفارتها في العراق بعد فترة قصيرة من عودة العلاقات بين البلدين.
وجاء ذلك بعد أن تعالت الاصوات المنادية بطرد السفير السعودي السابق ثامر السبهان من العراق متهمين السفير بالتدخل في شؤون العراق بعد أن صرح بأن العراق استعان بشخصيات «إيرانية إرهابية» خلال معارك استعادة مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم «الدولة الاسلامية» عام 2016.
وتدهورت علاقات البلدين أكثر في أعقاب إعدام السعودية رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر في يناير/كانون الثاني 2016 واندلاع مظاهرات غاضبة في ايران والعراق ولبنان تنديدا بإعدام النمر.
في فبراير/ شباط 2017 قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبر بزيارة إلى العراق، ممهدا الطريق لمزيد من الزيارات بين مسؤولي البلدين.
والتقى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز برئيس الوزراء العراقي حيد العبادي في مارس/آذار 2017 على هامش القمة العربية التي عقدت في الاردن.
في يونيو/حزيران زار رئيس الوزراء العراقي العبادي السعودية وتم الاتفاق خلال الزيارة على تأسيس مجلس تنسيقي بينهما لتطوير علاقات البلدين.
في أواسط أغسطس /آب من العام الحالي اتفق البلدان على إعادة فتح معبر «عرعر» البري بينهما بعد 27 عام من إغلاقه.
كما تم الإتفاق بين البلدين على استئناف الرحلات الجوية عدد من المدن السعودية والعراقية، وحطت أول طائرة ركاب سعودية في مطار بغداد في 18 اكتوبر/تشرين الأول الجاري هي الأولى منذ 27 عاما.
وجاءت زيارة العبادي للسعودية خلال اكتوبر/تشرين الأول الجاري تتويجا لمسيرة علاقات البدلين التي تشهد تحسنا ملموسا

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة