الهمجية الدينية؟

بدءاً نقول إن ما يجري من همجية بشرية تُرتكب باسم الدين لا علاقة لها بالتعاليم الدينية ورسالتها السماوية. إن ما يجري الآن هو دمار همجي ضد البشرية والأديان والرسالات السماوية جميعها. بيد أن الذي يجري من أعمال تخريب وسرقة وقتل وذبح واغتصاب للفتيات القاصرات والزوجات والحرمات إنما يجري تحت شعار “لا إله إلا الله أفقيا.. الله رسول محمد عموديا” وهذا تشويه متعمد.

هذا هو ما يجري على أرض الواقع شئنا أم أبينا؛ والناس تتلقى هذه الرسالة البشعة والواضحة بشكل مباشر في كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل سنة. الناس تتلقى هذه الرسالة العلنية عند السطو على البنوك ونهب البيوت واستباحة الأعراض، وأخيرا الذبح بالسكين وجزّ الرقاب تحت الشعار الأسود المذل ذاته. هنا يجدر بنا التوقف والبحث والتفكير بالغرض والهدف الحقيقي لتلك الزمر المنفلتة من عقالها والخارجة عن جميع القوانين والأعراف والقيم والأديان، ما هو الهدف الكامن وراء كل هذه الأعمال الهمجية وإثارة الرعب والأحقاد على الإسلام والمسلمين في شتى أصقاع الأرض؟

يكمن الجواب على هذا السؤال بذات الدرجة من الوضح الذي تتصف به هذه الأعمال الهمجية: إنه مخطط مدروس ومعد جيدا لتدمير المسلمين عبر تدمير عقيدتهم بدينهم. وما هؤلاء الشراذم من القتلة المأجورين الذين لا يفقهون من الدين شيئا سوى أدوات وبيادق رخيصة ميتة سلفا في هذا المخطط التدميري الواسع النطاق. وبالتالي يقودنا الدليل إلى العقول الخبيثة والأموال المنهوبة والمسروقة من الشعوب التي تدعم هذا المخطط الرهيب. إنها دول غربية ومعها الدولة المسخ إسرائيل والدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية تليها الدولة القزم قطر مباشرة بدعم وتسويغ هذا المشروع الجهنمي لتدمير الدول العريقة بالحضارة كالعراق وسوريا ومصر وتحويلها إلى مصادر رخيصة للطاقة وتحويل شعوبها إلى شحاذين يتقاتلون على رغيف خبز فيما بينهم.

يتضح هذا المخطط الهمجي ويتكشف يوما بعد يوم عبر الصمت الدولي العالمي عن المجازر الإنسانية الفظيعة التي تُرتكب ضد البشر بمختلف أديانهم وعقائدهم. وأخيرا يتوج الهجوم الشرس الضاري اللاإنساني من قبل دولة عنصرية إرهابية مدججة بالسلاح على بشر عزّل في قطاع غزة وتلحق بهم القتل المجاني والدمار الشامل لمجرد التغطية على المشروع الأكبر والأهم وهو تمرير مشروع الدولة الإسلامية في العراق والشام، والآن لبنان وغيرها من المناطق ذات الأهمية التاريخية والحضارية الغنية بمصادر الطاقة الطبيعية من بترول ومعادن نفيسة. إنها منجزات همجية قل نظيرها بالتاريخ البشري براء منها الأديان وبراء منها البشر الأسوياء.

علي عبد العال

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة