الفئران.. البعض يقدّسونها وآخرون يصارعونها بالكلاب

أكثر حيوان مسؤول عن قتل البشر
متابعة الصباح الجديد:

أينما ذهب الإنسان، وجد فأرًا يطارده، يختبئ تحت الفراش، أو في شرفة المنزل المغلقة أبوابها فترات طويلة، أو في المطبخ، متسببًا في صراخ السيدات وركضهن. الفأر بالفعل كابوس للإنسان، كما أن الإنسان ليس خبرًا جيدًا للفئران، فالإنسان يقتله، ويطرده من دون شفقة، ويجري عليه التجارب، وينشر عنه الشائعات المُغرضة في بعض الأحيان، ربما أشهرها أن الفأر يخاف القطط، وللتصحيح هو لا يعطي اهتمامًا للقطة ، وربما يركض وراءها مهاجمًا، ولكن ما نتفق عليه أن الإنسان يعيش في صراع دائم مع الفأر، وعلى الرغم من ذلك فمعظم الناس يعرفون القليل عن الفأر.

الفأر والإنسان التشريح نفسه
على مدار عشرات السنين لعب الفأر دورًا محوريًا في المعامل البحثية، حيث أجرى عليه الإنسان آلاف التجارب التي تهدف لصالح البشرية، ولكن السبب وراء هذا ليس العداوة الأزلية بين الإنسان والفأر أو حجم الفأر الصغير والقابل للسيطرة فقط.
هناك سبب منطقي وليس تعسفيًا، وهو أن الإنسان والفأر على الرغم من اختلاف حجميهما – إلا أنهما يتشاركان في بعض الخصائص التشريحية والوظائف الحيوية خاصة المخ والأعصاب، وهذا يمنح الباحثين الثقة بأن ما ينجح تأثيره على الفئران في التجارب، هو بنسبة كبيرة له تأثير فعّال على الإنسان أيضًا، هذا إلى جانب أن نظرية التطور تعد أن البشر عاشوا منذ ملايين السنين مع الفئران باعتبارهم عائلة واحدة، قبل أن تنقسم الرئيسيات والقوارض في سلسلة التطور البشري.
والفئران هي تلك الكائنات الحية المنبوذة وجدت في الهند مكانًا يحتويها ولا يقتلها بل يقدسها أيضًا، معبد كارني ماتا بالهند يعد منزلا دافئاً لما يزيد عن 25 ألف فأر أسود، وهذا التقديس للفئران ليس لأجل كونها فئرانًا فقط، ولكن لإيمان بعض معتنقي الهندوسية أن هؤلاء ليسوا فئرانًا من الأساس، بل هم إعادة تجسيد لبعض أرواح الأسلاف، وهذا المعتقد تعود أصوله إلى أسطورة شعبية عن الإلهة كارني ماتا، والتي هزمت جيشًا من الأعداء مكونًا من 20 ألف جندي، وبعد قتلهم أعادتهم إلى الحياة مرة أخرى على شكل فئران، واعد الجنود تلك الخطوة هبة من كارني ماتا.
قرر الجنود أن يعيشوا بقية حياتهم فئرانًا في خدمتها، ولذلك هم يعيشون في المعبد المخصص لعبادتها، ويأتي إليهم بشكل متواصل الكثير من السائحين سواء بغرض الفضول، أو بغرض تقديم الاحترام والحصول على البركة من الفئران، وهذا عن طريق تناول الطعام الذي نقرته الفئران من قبل، فمن يحصل على تلك اللقمة التي نقرها الفأر، فهو شخص محظوظ من وجهة نظرهم.
أحدهم صرح من قبل للإعلام : أنه يعتني بالفئران في المعبد لإيمانه أن والده ربما يكون واحدًا من تلك الفئران، وقد تطرق الفيلم التسجيلي «Rats الفئران» لهذا المعبد والفئران التي تعيش فيه، والبشر الذين يقدسون تلك الكائنات الحية المنبوذة من العالم كله، وحظي هذا المعبد باهتمام العديد من وسائل الإعلام كحالة فريدة في معاملة الفئران.

الفئران تضحك
«كما الأطفال بالضبط تشعر الفئران بالحماسة والمرح عندما تدغدغها، وتحاول أن تمسك بيدك لتمنعك» ، هكذا صرح عالم الأعصاب شيمبي إيشياما للإعلام، مؤكدًا : أن الدراسات التي شارك فيها وأجريت على الفئران ، منحتهم اليقين بأن الفئران لديها حس فكاهة مثل البشر، وعندما تدغدغهم يتحركون بنحو حماسي مميز سماه القائمون على الأبحاث «قفزة البهجة»، لأن هذا ما يشعر به الفأر عندما تداعبه، والمثير للاهتمام أنه يصدر أصواتًا تشبه «قهقهة» الضحك لدى البشر، ومع الوقت يحب تلك الدغدغة وينتظرها، وحيـن تتوقف اليد عن دغدغته يظل يبحث عنها في الأرجـاء حتـى يستكمـل المـرح.
الأصوات التي تصدرها بعض الحيوانات ربما لا يدركها البشر إدراكًا كاملًا، ولكنهم يستخدمونها في التواصل مع بعضهم البعض، وكذلك الفئران، ولذلك سيكون من الصعب أن تسمع صوت ضحكات الفأر بأذنك البشرية العادية إذا تملكتك الشجاعة ودغدغته، ولكن باستخدام أجهزة متخصصة منحنا العلماء فرصة سماع «قهقهة» الفئران عندما تداعبهم، ولكن ما أكده شيمبي ، أن الفأر يضحك تحت تأثير الدغدغة عندما يكون مزاجه جيدًا فقط، أما الفأر المصاب بالتوتر أو القلق من كثرة التجارب عليه، فلا يتمتع بحس الفكاهة ويرفض مداعبة البشر له، وكأنه يعبر عن اعتراضه على تجاربهم من خلال الامتناع عن المشاركة في المرح.

أكثر حيوان مسؤول عن قتل البشر
من الشائعات التي انتشرت حول الفأر، أنه حامل لـ«داء الكلب rabies» وهو مرض نادر ولكنه قادر على الفتك بالإنسان من خلال مهاجمة مخه والخلايا العصبية بالجسم، ولكن براءة الفأر من هذا المرض لا تجعل منه حيوانًا بريئًا صحيًا يصلح حيوانًا أليفًا، ففي دراسة أجريت عام 2014 بالولايات المتحدة الأميركية تحت إشراف جامعة كولومبيا أُثبت أن الفأر خطر على حياة الإنسان، حين كشفت الدراسة أن الفئران التي تتخذ أنفاق المترو بيتًا لها؛ تحمل ما يزيد عن 18 فيروسًا لم يكتشف طبيعتهم العلم بعد.
وهذا جنبًا إلى جنب مع الأمراض الخطيرة التي اكتشفها العلم مثل «الالتهاب الكبدي الوبائي hepatitis C» وهو مرض قادر على قتل الإنسان بعدما يهاجم كبده ويدمره.
ومن الجدير بالذكر أن الفئران قتلت ما يقرب من 25 مليون شخص خلال خمس سنوات حينما نشرت مرض «الطاعون bubonic plague» في القرن الرابع عشر، وبنحو عام، من بين الثدييات، فـالفئران هي أكثر حيوان مسؤول عن قتل البشر.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة