هشام المدفعي
اعتادت الصباح الجديد ، انطلاقاً من مبادئ أخلاقيات المهنة أن تولي اهتماماً كبيرًا لرموز العراق ورواده في مجالات المعرفة والفكر والإبداع ، وممن أسهم في إغناء مسيرة العراق من خلال المنجز الوطني الذي ترك بصماته عبر سفر التاريخ ، لتكون شاهداً على حجم العطاء الثري والانتمائية العراقية .
واستعرضنا في أعداد سابقة العديد من الكتب والمذكرات التي تناولت شتى صنوف المعرفة والتخصص وفي مجالات متنوعة ، بهدف أن نسهم في إيصال ما تحمله من أفكار ورؤى ، نعتقد أن فيها الكثير مما يمكن أن يحقق إضافات في إغناء المسيرة الإنمائية للتجربة العراقية الجديدة .
وبناءً على ذلك تبدأ الصباح الجديد بنشر فصول من كتاب المهندس المعماري الرائد هشام المدفعي ، تقديرًا واعتزازًا بهذا الجهد التوثيقي والعلمي في مجال الفن المعماري ، والذي شكل إضافة مهمة في مجال الهندسة العمرانية والبنائية وما يحيط بهما في تأريخ العراق .
الكتاب يقع في (670) صفحة من القطع الكبير، صدر حديثاً عن مطابع دار الأديب في عمان-الأردن، وموثق بعشرات الصور التأريخية.
الحلقة 27
الفصل الثاني عشر
من مشاريع تطوير بغداد
مشروع شارع حيفا
تحدثت في الفصل السابق عن هذا المشروع العظيم في مدينة بغداد ، وفي هذا الجزء نواصل الحديث عن تفاصيل تنفيذ هذا المشروع العمراني الكبير .
يتكون المشروع من ثمانية اجزاء من حيفا / 1 الى حيفا 8 , على طول الشارع من الجانبين ، وطوله اعتبارا من ساحة جمال عبد الناصر الى ساحة حماد شهاب وبموازاة نهر دجلة لما يقارب من 2400 متر .
في عام 1979 بوشر بالاعداد لتنفيذ الشارع وبدأت عملية الاستملاك والهدم ، مع اعطاء الوعود على ان تصبح لأصحاب الأملاك المرحلين الافضلية بالحصول على وحدات سكنية في المشروع .
وضعت الافكار الرئيسة لتقسيم شارع حيفا الى (8) اجزاء وتوزيعها بالتنسيق بين امانة العاصمة و على ضوء تخطيط مدينة بغداد من قبل رفعة الجادرجي ، وقام رفعة بإناطة كل قسم من اقسام المشروع الثمانية الى مهندس معماري عالمي معروف ، لوضع التصاميم المعمارية فقط . على ان يتم وضع تصاميم الاعمال الانشائية والخدمية من قبل المقاولين ، وان تناط بهم الاعمال بطريقة تسليم المفتاح ويتم تدقيق التصاميم المقدمة من المقاولين من قبل الاستشاريين (Ove Arup). وفي اجتماع مع امين العاصمة حضرته في غرفة رفعة الجادرجي ، بحثنا موضوع مدة تنفيذ مشروع شارع حيفا وكم من الوقت يحتاج ذلك . كان ذلك في حزيران 1981، وقد طلب الشيخلي ان تكون مدة العمل 30 شهرا ليكون المشروع جاهزا عند انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز المنوى عقده ببغداد سنة 1984 . وبعد تحليل متطلبات فترة التصميم والاعلان عن المشاريع والاحالة ، اعترضتُ على هذه الفترة لسببين ، اولهما ان مدة سنتين للتنفيذ خلال فترة الحرب القائمة تعد قليلة وبالاخص ما يتطلب لمد شبكات الخدمات بعد ذلك . والثاني هو ان تكاليف العمل ستكون باهظة جدا ، ولا ارى سببا يدعو الى ذلك ، واقترحت ان يشاهد ضيوف المؤتمر سعة اعمال البناء لبلدٍ يمرُ في حالة الحرب . ان العدد الكبير من الكرينات والرافعات والمقاولين العالميين سيعطي فكرة جيدة عن الخط التطوري لمدينة بغداد ، وجهود الدولة في ذلك . قُبلت الفكرة وعملنا على هذا المبدأ وبلا تحديد أولي لموعد الانجاز .
يبلغ عدد الوحدات السكنية في مشروع شارع حيفا (1923) شقة من غرفتين او ثلاث . ومجموع العمارات هو 77 عمارة . يربط جميع تلك العمارات رواق مسقف للمشاة على جانبي الشارع ، يعطي شعورا بالاستمرارية والتكامل بين اجزاء المشروع . وقد تميزت تصاميم الشارع ، بأن كل جزء منه وُضعت تصاميمه من قبل معماريين عالميين وعراقيين معروفين لهم من الشهرة والخبرة الشيء الكبير . فالمركز القومي للاستشارات الهندسية بمهندسيه المعماريين المعروفين ( هنري زفوبودا ) و ( معن سرسم ) ، قد عهد اليه حيفا / 7 من الشارع ، ويتكون من عمارتين خصصتا لوزارتي العدل والحكم المحلي . وجاءت هاتان العمارتان لتكونا من اجمل الابنية والمتميزة معماريا بما ترمزه الى الحداثة والوظيفة والشفافية في العمارة .
اما حيفا / 6 من الشارع ، فقد وضعه تصاميمه المهندس المعماري المعروف معاذ الالوسي . استعمال الجدران والكتل المعمارية دون هدف او رمز معماري معين لم تكن بنظري هي فكرة مدروسة . وحيفا / 8 وضعت تصاميمه من قبل معماريي امانة العاصمة ، ويتكون من تسع عمارات سكنية ذات 15 طابقاً . واعتقد ان هذا الارتفاع جاء بسبب اعتقاد المسؤولين العراقيين آنئذٍ بان السكن العمودي هو الحل المناسب لأزمة السكن في العراق . واكتفي بالقول ان تصاميم شقق هذه العمارات من افضل التصاميم وانجحها ، واكثرها راحة للعائلة العراقية . و حيفا / 5 من الشارع ، يتكون من عمارتين كبيرتين جدا ، خصصت الاولى لتكون مركز الفنون ( وزارة الثقافة حاليا ) ، والاخرى مركزا للبنوك والبريد ودائرة السياحة . وهذا القسم وضع تصميمه المهندس العراقي المعروف موسى الموسوي الذي اكتسب الجنسية البريطانية واسس مكتبه في مدينة مانجستر . ولا شك ان تصاميمه جاءت وفق مبادئ الحداثة في الفن المعماري في هذا العصر .
من المتطلبات التصميمية لعمارات شارع حيفا ان يكون لكل عمارة ملجأ تحت العمارة ضد الضربات النووية . وحددت المواصفات السويسرية لتكون قاعدة لتلك التصاميم بكل ما تتطلب من قاعات وحمامات للغسل وتغيير الملابس ، وانفاق الهروب الى الخارج عبر مسارب تخرج بعيداً عن العمارات ، ليكون الاشخاص بمأمن فيما لو سقطت العمارة وقد شيدت تلك الملاجئ بموجب المواصفات المحددة . وكما ذكرت سابقا ، فقد اسسنا معرض المواد المستخدمة في كل مشروع ، يبين مواصفات ومناشئ وتفاصيل كل قسم من اقسام مقاولات مشروع شارع حيفا . ولا يفوتني ان اذكر اني ادخلتُ طلبا من كل مقاول ان يجهز مواد احتياطية تكفي لاعمال الصيانة لمدة خمس سنوات.
كانت جميع التصاميم مهيأة من قبل استشاريين معماريين ، والتصاميم الانشائية والخدمات مدققة من قبل استشاريين مختصين . اما المقاولون فقد كانوا من افضل المقاولين العالميين من ذوي الخبرة والتجربة . وبهذا لم يحدث من الخلافات وتباين وجهات النظر في التنفيذ ما يستحق الذكر . كما ان اجتماعات المتابعة الاسبوعية التي كنت اعقدها مع فريق المتابعة والتنسيق PCMT الذي يرأسه المعماري معاذ الالوسي وفيصل الجبوري بالاشتراك مع المكتب الالماني RAINIKE ، والزيارات اليومية والدورية لمواقع العمل وتدارس منهاج العمل ومعوقاته مع استشاري الاشراف لكل جزء من المشروع ، كل هذا ادى الى ان تكون العمليات الانشائية التي تكاتف فيها جميع العاملين تجري على افضل وجه وتبقى الاعمال المعمارية والخدمات تنجز بموجب توقيتاتها واعمال الذرعات النهائية من قبل مساحي الكميات وانجاز وتسلم المشروع.
عمارات حيفا / 8 من مشروع شارع حيفا ، تتألف الواحدة من 15 طابقاً فوق مستوى الطابق الارضي ، تستند الى ركائز عملاقة ذات قطر يبلغ 120 سم . وكان ذلك يستعمل لاول مرة في بغداد في اعمال اشرف عليها مباشرة . لذلك كان علىّ كمهندس استشاري ، ان اتعرف على التجارب العالمية المماثلة ، رغم وجود استشاريين عالميين . كان المقاولون الهولنديون الخبراء في هذا المجال ، يعملون على وضع تلك الركائز تحت اسس العمارات . ولاول مرة اتعرف على نزول خبير من تلك الشركة الى اسفل احدى الركائز بعمق نحو 12 مترا ، ليتأكد من دقة العمل ومطابقته للمتطلبات التصميمية.
لانشاء الهيكل الانشائي لعمارات هذا المشروع حيفا / 8 ، كان المنهج يتطلب ان تستعمل القوالب الكونكريتية المنزلقة slip form ، وان تكون المدة المحددة للعمل 45 يوما لكل عمارة لإكمال الهيكل الانشائي من الجدران والسقوف . ولتحقيق هذا المنهج فقد استورد المقاول طاقمين كاملين من القوالب . تابعت الاعمال هذه لأول مرة واتضح لي ان مجموعة المهندسين والخبراء والمقاولين المكلفين بإنجاز المهمة ، ليسوا على استيعاب كامل لمتطلبات الاعمال وانجاز الهيكل الواحد في 45 يوما ، وهذا يعني ان تأخيرا كبيرا سيحدث في انجاز المشروع .
بعد مناقشة جهاز الاشراف الموجود في الموقع من هولنديين واردنيين ، لم ارَ بدا من طلب رئيس الشركة للحضور على الفور الى بغداد للإشراف على تعديل مسار العمل . حضر رئيس الشركة واتضح لي انه من كبار المهندسين الاكفاء ، فتفهم وجهة نظري وايدني بدون تردد . وفي خلال اسبوعين قام بسحب جميع المهندسين الهولنديين والاردنيين ، كما استبدل مدير المشروع . لقد شعرت بالسرور والفخر عند قيامنا باكمال اعمال الهيكل الانشائي للعمارة الثالثة في المدة المقررة ، وهي 45 يوما ، فاحتفلنا عصر ذلك اليوم واخذنا الصور التذكارية . وبعدها سارت جميع الاعمال الختامية لهذا المشروع الكبير بالشكل الصحيح والاوقات المحددة لها .
تفجير محطة اذاعة بغداد
سمعنا صباح يوم 21 نيسان 1983 انفجارا هائلا في مركز بغداد . وبعد بعض الوقت ، استُدعيتُ عن طريق اجهزة المخاطبة وطلب امين العاصمة حضوري الى دار الاذاعة والتلفزيون في منطقة الصالحية على الفور . حضرت الى المكان وفوجئت بأن الجزء الامامي من ابنية الاذاعة والتلفزيون كان هو المستهدف بتفجير سيارة كبيرة محملة بالمواد المتفجرة ، وتبين فيما بعد ان احدى الحركات المعادية للسلطة يومئذ كانت وراء التفجير .
تجولتُ مع امين العاصمة للتعرف على سعة وتفاصيل هذا الحادث الذي سقط فيه العديد من المدنيين الابرياء . وبعد لقاء عدد من مسؤولي المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون ، التفتَ الي الامين وقال : هشام ، انا وعدتُ ان ازيل هذا الدمار واعادة تشييد البناية المتضررة الى ما كانت عليه واحسن ، واريدك ان تقوم بهذه العملية خلال اسبوع واحد ، هذا عملٌ تخريبي واهمية الاذاعة والتلفزيون كبيرة ، ونحن في حالة حرب ضروس . وعدتُ الامين خيرا باننا سنبذل جميع جهودنا لتحقيق ذلك . استدعيت على الفور المهندس رشيد الدبيبسي ومدير مشروع حيفا / 5 الكوري ، وطلبتُ منهم تحقيق المهمة والعمل ليلا ونهارا لاكمالها ، وقامت اجهزتنا في معاونيه الانشاءات مع المقاول بمساعدة الاخرين من اكمال العمل بعد اسبوع .
مركز صدام للفنون
كلمني هاتفيا السيد لطيف نصيف جاسم وزير الإعلام ، وقال : استاذ هشام لقد وافق السيد رئيس الجمهورية على ان تكون البناية الغربية من مشروع حيفا / 5 مركزا للفنون . اجبته بكل لطف : اننا منذ فترة طويلة نبحث مع السيدة سعاد العمري المسؤولة عن الاسواق المركزية في وزارة التجارة على جعل تلك البناية الكبيرة والمكونة من سبعة طوابق سوقا كبيرة لخدمة منطقة الكرخ ، لاسيما وانها تقع في وسط الكرخ ولها موقع تجاري متميز . وبعد نحو اسبوع ، اتصل بيّ ثانية واكد لي انه تمت الموافقة من قبل رئيس الجمهورية على تخصيص جميع تلك البناية لتكون مركزا للفنون باسم ( مركز صدام للفنون ) ، وسيتم تبليغ امانة العاصمة بذلك ، لاعدادها لمؤتمر دولي للفنون التشكيلية سيعقد في بغداد ، ثم طلب مني ان احضر اجتماعاً له مع عدد من المسؤولين في وزارة الاعلام .
حضرت الاجتماع مع الفنانين اسماعيل الشيخلي وليلى العطار ، وبحماس غير عادي شرح الوزير للمجتمعين ما قررته رئاسة الجمهورية حول تاسيس مركز الفنون والاستعداد لانجاح المؤتمرالمقبل . تحدثت في الاجتماع عن استعدادنا كأمانة العاصمة لتحقيق نجاح المؤتمر . غير ان الوزير فاجأني بقوله : هشام نرغب ان تقوموا باستيراد جميع ما نحتاج اليه من الواح عرض من ايطاليا واثاث من الكويت ، وتغيير الانارة ونصب الاجهزة الصوتية المناسبة ، وكل ما يتطلب لاكمال المركز ولإفتتاح المؤتمر الفني في عام 1986 . قلت له : يا سيادة الوزير ، تعلمون ان الاستيراد للاثاث ممنوع قانونيا ، كيف يمكن ان نقوم بما طلبته ؟ وهل لديكم التخصيصات للقيام بذلك ؟ اجابني : كلا !
ومهما يكن من شيء فقد تذاكرتُ مع مدير عام شركة هايونداي في بغداد وزملائي ومنهم المهندس رشيد الدبيسي على تقديم المساعدة الكاملة لاكمال المركز ، والتنسيق مع الفنانة الراحلة ليلى العطار لجلب جميع لوحات العرض والمنصات والاجهزة المتخصصة وتراكيب الانارة ومنظومات الصوت ، وتحويل بعض الجدران الانشائية لتكوين قاعات لعرض الاعمال الفنية . كما وافقت على استيراد اثاث المركز من دولة الكويت محسوبة على المشروع .
بعد الانتهاء من الاعمال عُينت الفنانة ليلى العطار مديرا عاما لهذا المركز الفني الكبير . وعند مباشرتها العمل اتصلت بيّ وابدت شكرها وشكر وزارتها على جهودي المخلصة لتاسيس المركز واظهاره بهذا الشكل الذي كان حلما للفنانين ، وانه سيلعب في تطور الحركة الفنية التشكيلية في العراق ، ولهذا وافق الوزير على ان يقدم المركز هدية رمزية لي ، وعلي ان احضر الى المركز لاختيارالهدية وهي اي لوحة فنية ارغب باقتنائها .
توجد في بيتي مجموعة فنية خاصة ، ولوحات لمعظم زملائي الفنانين ، وقد اقتنيتها تدريجيا منذ بدء صلتي بالحركة التشكيلية العراقية منذ الخمسينيات ، الا انها تفتقر الى عمل من اعمال الفنان القدير اسماعيل الشيخلي ، لذا تجولت مع الفنانة العطار في اروقة المركز ، فدلتني على احدى لوحات الشيخلي فرفعتها من موقعها وقدمتها لي هدية من وزارة الاعلام . انه لفخر كبير ان يعمل الانسان ويبذل طاقاته في سبيل تقدم المجتمع ، لذا كنت فخورا بهذه الهدية التي لاتقدر بثمن .
من يسكن عمارات من 15 طابقاً ؟
من سيسكن هذه الشقق ؟ كان هذا السؤال حاضرا واخيراً في كل مراحل انشاء مشروع شارع حيفا ، يتداوله الجميع ويحاولون الحصول على اجابته علنا او همسا . غير ان التساؤل الاكثر اثارة هو : هل سيكون بامكان العوائل المرحلة من المنطقة ان تسكن هذه الشقق ؟ لم يكن بامكاننا ان نعطي جوابا حول هذا السؤال ، لان الاجابة الصحيحة تتطلب الاحاطة بالعديد من المعطيات والفرضيات . ولما لم تكن لدينا اية سياسة مرسومة او افكار ثابتة حول توزيع شقق شارع حيفا ، لذا اكتفينا بانجاز اعمالنا اولا قبل البحث في هذا الامر . والحقيقة ، كان هناك العديد من المقترحات والافكار المطروحة التي لاعلم لنا بها. من هذه الافكار تخصيص الشقق لموظفي الدولة ومنها ان تباع بالمزايدة لمن يدفع السعر الاعلى ، ومنها تخصيصها لاهالي منطقة الكرخ وهو الاكثر تضررا بسبب فتح الشارع .
كان الامر يُبحث في اعلى حلقات السلطة ، سواء الحزبية منها او الحكومية .تداولت شخصياً مع سمير الشيخلي عدداً من المرات حول تخصيص شقق حيفا/8 واتفقنا مبدئياً ان اساتذة الجامعات هم الشريحة الاكثر تأهلا للسكن فيها وبأمكنهم تأهيل عوائلهم لذلك افضل من اي شريحة اخرى من المجتمع ,الا ان القرار النهائي يجب ان يصادق عليه من الجهات العليا. اعلمني سمير الشيخلي صباح احد الايام ان شقق حيفا / 8 والبالغ عددها 540 شقة ، وهي العمارات ذات 15 طابقا ستخصص لاساتذة الجامعة . ايدته في هذا القرار اذ ان شريحة الاساتذة الجامعيين هم اعرف المجتمع بكيفية التصرف عند السكن في شقق عمارات شاهقة . وهكذا كان ، فقد خصصت جميع هذه الشقق للمستحقين من اساتذة الجامعات ممن هو مسجل ببغداد في تعداد 1957 ، ويجري التنافس بينهم بطريقة النقاط .