«كلاسيكو العراق» الذي جمع سنام الكرة العراقية الغريمين التقليديين نادي «القوة الجوية « و نادي «الزوراء» على أديم ملعب «كربلاء»،كان أشبه بمختبر كشف كثير من الايجابيات على مستوى التنظيم الإداري لإدارة الملعب،وكذلك على المستوى الفني للمباراة تمثل بأداء اللاعبين والمدربين،على الرغم من حالات الانفلات للبعض، والتي نتمنى أن لا تكرر حرصاً على مسيرة الكرة العراقية،وهدفنا برفع الحظر عنها.
بدأت المباراة بتفوق جوي على مستوى تنظيم صفوف الفريق،ناتج من تراكمية الانسجام بين لاعبين الفريق،فهم لم ينقطعوا عن خوض المباريات لفترة تعد طويلة،آخرها الفوز بكأس بطولة «الأندية الآسيوية».ذلك الفوز الذي اثبت علو كعب الكرة العراقية وجدارتها في حصد البطولات القارية، قابله توجس زورائي مشروع لقيمة الفريق الجوي المنتشي والعائد للتو بكأس الأندية الآسيوية.. بيد ان الزوراء ليس بالفريق السهل،ولن يكون لقمة سائغة لصقور الجوية.. انتهى الشوط الأول بهدف عماد محسن بالدقيقة (13 ) بمرمى الزوراء.
انتظرنا جميعاً شوط المدربين،فكان فعلاً كما هو، مدرب الزوراء» ايوب اوديشو» نزل الى الملعب بلغة التسجيل المبكر لهدف التوازن،ثم كسب المباراة،ساعده بذلك خيار مدرب الجوية «حسام السيد» بالدفاع المبكر،بعدما استبدل مهاجمه (امجد راضي) بلاعب الوسط (سيف سلمان)،ذو الصبغة الدفاعية،بالدقيقة (53 ) من المباراة.
الجميع كان يتوقع ان يبكر الزوراء بالتسجيل بالشوط الثاني،بعد ان لعب الجوية بمهاجم واحد،وتلاشي خطورة خط الهجوم ،بعدما كان بأحسن حالاته وهو يلعب بمهاجمين صريحين،غير أن قوة خطه الدفاعي أخرت التسجيل الى الثواني الأخيرة من المباراة،برأسية لاعب منتخبنا الوطني السابق (علي رحيمة) الرائعة،التي سيتذكرها عشاق كرة القدم لسنين،ليس لما حمله الهدف من رمزية كأس السوبر،ولا لكيفية التسجيل، بل لكونه اشر الى ولادة مرحلة جديدة لصفة الكرة العراقية على صعيد الأندية ،حيث باتت تقترب من أداء الفرق الانكليزية،وعمر نتائجها التي تحسب بالثواني،حتى وصفها المختصين بـ «كرة الثواني»!.
المباراة كشفت عن نجاح إدارات الأندية،بأعداد وتهيئة فرقهم ،فنياً وبدنياً،لمثل تلك المناسبات على الصعيدين الداخلي والخارجي،ما يبشر بوجود استراتيجيات عملت عليها إدارات تلك الأندية،تمخضت عن تحقيق الجوية للكأس الآسيوية،برغم عدم توفر البنى التحتية،والمعسكرات التي تتناسب وتحقيق الانجاز الآسيوي، أذا ماقورنت باستعدادات الفرق المنافسة.. الزوراء الذي يعيش ظروف غير مؤاتية،استطاع أن يحقق الفوز ويضيف إلى انجازاته للمرة الرابعة «كأس السوبر العراقي».
ما شهدناه الجمعة الماضية بين العريقين الجوية والزوراء من أداء فني وصراع تكتيكي،عصارة جهود متفانية لإدارة الفريقين،تستحق أن نرفع لها القبعة،جهود تخطيط استراتيجي نتمنى ان يستسخ على صعيد الاتحاد العراقي للارتقاء بواقع المنتخب الوطني العراقي،سيما وهو يتلمس طريقه الى كسب البطولات،بعدما ظل طريقها لعقد من الزمان!.
فنحن تنتابنا الخشية من حدوث فجوة بين نتائج فرق الأندية وبين المنتخبات الوطنية،نتيجة عدم وجود إستراتيجية واضحة لمسيرة الكرة العراقية على صعيد المنتخبات.
* صحفي رياضي عراقي
جواد أبو رغيف