مِحنةُ كاتب

عمّار ذياب
1
ربما …
يستلُّ مسدساً نوع سميث من جرار مكتبه، ذلك الذي وقع في غرامه،يوم سرقهُ من أحد محال بيع الذهب.
و ها هي اللحظة آتيه …
2
كيف سيتم قتل البطل ؟!
بعد أن تعبت يداه من مداعبة لوحة المفاتيح، أخذ قسطاً من الراحة لشرب فنجان قهوة، خاصة و أن روايته شارفت على النهاية، قرر أنها ستكون الأخيرة في مسيرته، عدها مسك الختام، لكن هناك معضلة أخيرة
موت البطل يجب أن يكون صاخباً .. !
دارت في رأسه عدّة سيناريوهات، منها بالطبع سيارة مفخخة، لكن ستكون ميتة لا يستحقها البطل، فأستنبط فكرة الموت على سرير المرض، فلقيت نصيبها من الرفض بحجة أن الأبطال لا يموتون على فراشٍ بمعزل عن العالم، مع تصاعد بخار القهوة، راودته أفكار ( إدغار آلان بو ) و طرقه في القتل، كأن يستحضر آلة كبندول ( بو ) و بدل أن يقطع البطل نصفين، يفرمه بتلك الآلة، أعجبته الفكرة و هلّل لها، قبل أن تصدمه مشكلات الحبكة الروائية، فالبطل لا يقرأ و لا يكتب، أنّى له بناء مثل تلك الآلة العجيبة !َ
نادى على زوجته، كي تجلب له قدح ماء، تركت زوجها يحوم حول نفسه، طريقة الموت أصبحت مشكلة وجودية للكاتب .
– يا الله .. كم تمرّد هذا البطل، صراعٌ لابدَّ منه، بعض الأحيان يبادلُ الأدوار جزافاً، ما حل المعضلة ؟
علّه يجد حلاً لهذه المشكلة في بساطة الفكرة، فراودته أبسطها، الإنتحار . فواتتهُ الحبكة، و بدأ في كتابة الفكرة.
3
ربما
لن يتوانى السيد سميث، المسدس، ذلك الذي يشبه المسدس في درج الروائي، بقيامهِ بالمهمة …
… و ها هي اللحظة آتية،
يخرج المسدس و يوجهه نحو صدغه الأيمن، مصوباً طلقة لا تخطيء طريقها القصير .
تدخل الزوجة فزعة و في يدها قدح الماء، سرعان ما سقط محدثاً ضجة، أعقبه صراخها، كانت الدماء تسيل من رأسه الساقط على الأرض، و قرب يده مسدس، قد تصاعد منه دخان ابيض، ينبضُ طلقاته بفرحٍ .
قد أتَّم المهمة …

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة