الأنبار ـ الصباح الجديد:
استحصلت الصباح الجديد على حجم الخسائر المادية التي طالت الأنبار جراء العمليات العسكرية في المحافظة، وفي الوقت الذي كشف فيه المجلس المحلي في الفلوجة عن تدمير 364 منزلاً و13 دائرة حكومية بالاضافة الى 3 محطات لتحلية المياه. أكدت مصادر تخريب 34 جسرا في المحافظة.
وقال عضو المجلس المحلي المؤقت لمدينة الفلوجة، مثنى العاني، في تصريح خص به “الصباح الجديد”، أمس الجمعة أنَّ “العمليات العسكرية والقصف الجوي والمدفعي ألحق أضراراً كبيرة جداُ بمدينة الفلوجة في الممتلكات العامة والخاصة وأضر كثيراً بالدوائر والمؤسسات الحكومية ومحطات توليد الطاقة والشبكات الكهربائية ومحطات تنقية المياه وقد أجرينا مع عدد من الناشطين مسحا ميدانيا للأضرار التي لحقت بالمدينة فكانت تدمير 364 منزلا بينها 98 منزلا دمرت بشكل كامل وأكثر من 135 محلا تجاريا و13 دائرة حكومية و3 محطات للمياه ومحطة للطاقة الكهربائية وأكثر من 200 ورشة صناعية في المدينة”.
وتابع العاني ان “التقارير التي ترفعها قيادات الجيش الميدانية عما يدور على ارض الواقع في الأنبار يبدوا أنها تفتقر الى المصداقية فكبار ضباط الجيش يدّعون في تصريحاتهم أنهم يقصفون تجمعات للمسلحين في الوقت الذي يقصفون فيه دوائر حكومية ومدارس واحياء سكنية ومحال تجارية وورش صناعية ومصانع الامر الذي يجب أن يتوقف عنده المعنيون في الحكومتين المحلية والمركزية لأجل التدقيق في تقارير الجيش التي يتم رفعها الى الحكومة المركزية بخصوص ما يجري في الانبار “.
من جهته، قال المهندس ماهر سليمان لـ “الصباح الجديد”، أمس الجمعة، أنَّ “العمليات العسكرية أضرت كثيراً بالبنى التحتية في المحافظة وألحقت بها دماراً كبيراً جداً خاصةً بالنسبة لقطاع النقل والتجارة حيث تضررت العديد من الجسور والمجسرات بشكل كبير خلال المعارك ما تسبب بانقطاع الطرق بين عدد من المدن في المحافظة نتيجة تضرر الجسور الناقلة بين مختلف المناطق”.
وأضاف سليمان “توجد في محافظة الأنبار 67 جسرا بينها 21 مجسرا أغلبها ذات أهمية بالغة في ربط المناطق المختلفة في المحافظة ببعضها البعض وتسهيل حركة نقل البضائع بالنسبة لسيارات الحمل وما تضرر من بين هذه الجسور والمجسرات كان 34 جسرا بضمنها 6 مجسرات أدت بعد تضررها الى قطع الطرق واضطر المواطنون الى ان يسلكوا طرق اخرى بديلة ترابية للوصول من منطقة الى اخرى”.
وتعتبر مدينتي الفلوجة والرمادي أكثر مناطق المحافظة تضرراً كونهما شهدتا عمليات عسكرية واسعة وقصف مستمر منذ مطلع العام الجاري سبب الكثير من الخسائر البشرية والمادية وألحق أضراراً بالغة بالبنى التحتية في المدينتين .
وفي هذا الوقت يعيش أهالي الفلوجة ونواحيها كالكَرمة والصقلاوية وعدد من احياء الرمادي بلا ماء ولا كهرباء منذ ما يقرب من شهر نتيجة تضرر شبكات الطاقة الكهربائية ومحطات المياه بسبب العمليات العسكرية والاشتباكات المسلحة المستمرة.
ويتحدث فرحان حمادي 55 عام من اهالي الرمادي عن المعاناة الكبيرة للأهالي في ظل حرارة الجو اللاهبة وانقطاع الماء والكهرباء عن العديد من احياء المدينة ، موضحاً أنَّ” العمليات العسكرية التي تدور رحاها في المدينة سببت اضرارا في شبكات الطاقة الكهربائية وادت المعارك والاشتباكات المسلحة الى قطع اسلاك نقل الطاقة وتضرر المحولات الكهربائية في العديد من احياء الرمادي لكن المشكلة الاكبر هي المياه التي انقطعت عن مناطقنا وهذه مشكلة كبيرة تضاف الى مشكلة انقطاع الكهرباء حتى أصبحت حياتنا لا تطاق”.
وبين ” لا نسمع من مسؤولي المحافظة اي تصريح او اية خطوة يمكن ان نأمل من خلالها خيراً فالكل صامتون أمام ما يجري لنا أين مجلس المحافظة وأعضائه مما يجري وأين المحافظ فالأنبار تحترق وتدمر والجميع صامتون نحن نريد حلاً لمعاناتنا “.
ويبقى اهالي الانبار في حيرة من امرهم فهم بين النزوح وقساوة العيش بعيداً عن مدنهم المدمرة وبين ترقب حل لمعاناتهم ومن هم مازالوا في مناطقهم المشتعلة برغم القصف والمعارك المستمرة يعيشون حياةً قاسية بلا ماء او كهرباء وكثيرون هم ممن لا يستطيعون مغادرة مناطقهم لضعف حالتهم المادية او لكبر سنهم ومرضهم او لعدم وجود مكان يلجؤون اليه بعد أن اكتظت كل المحافظات بالنازحين فهم بين أعمال متوقفة تماماً ودوائر معطلة وطرقا خطرة واغلبها مغلقة.