العراق والسعودية يوقّعان على تأسيس مجلس تنسيقي للتعاون في جميع المجالات

سفير الرياض يكشف لـ “الصباح الجديد” عن قرب فتح منفذ عرعر
بغداد – وعد الشمري:
وقع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أمس الاثنين في الرياض اتفاقية لتأسيس المجلس التنسيقي الذي يضم 12 عضواً مشتركاً يهدف إلى تحقيق التعاون في شتى المجالات، فيما تم الكشف عن قرب افتتاح المنفذ الحدودي بين البلدين قريباً.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في كلمته التي تابعتها “الصباح الجديد”، إن “زيارتنا للسعودية تمخضت عن المجلس التنسيقي بين البلدين الذي سيكون منعطفا مهما ومنطلقا للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية”.
وتابع العبادي أن “العراق يؤمن بأن التعاون والشراكة وتبادل المصالح وربطها بشبكة علاقات بشتى المجالات هي السبيل لتحقيق تطلعات شعوبنا في الامن والاستقرار والتنمية”.
واشار إلى اطلاق “برنامج لمستقبل المنطقة يقوم على التنمية وبسط الامن بدل الخلافات والحروب التي عانينا منها ويتكون من خمس نقاط اساسية للتنمية واعطاء امل للشباب”.
ورأى العبادي أن “تركيز التعاون ضد الارهاب هو هدف مشترك لبلدينا”، مشددا على أن “العراق اليوم غير الأمس فقد دحرنا الارهاب وحررنا مدننا التي احتلتها داعش بسلاح الوحدة الوطنية”.
ونبه إلى ان التوجه الحالي نحو الاعمار بعد أن “تمكنا من اعادة معظم النازحين الى ديارهم، وحفظنا وحدة العراق ارضا وشعبا”، مبينا أن “السلطة الاتحادية نجحت في بسط سلطتها في عموم البلاد وتم فرض القانون في ابعد نقطة”.
وفيما نوه العبادي إلى أن السياسة الداخلية قد “حظيت بتقدير القوى السياسية كافة والمرجعيات الدينية”، اضاف أن “سياستنا الخارجية اتجهت نحو الانفتاح والتعاون الجاد وطي صفحة الماضي والخلافات السابقة.
وحذر من أن “المنطقة لاتحتمل المزيد من التقسيم ولاتحتمل استمرار النزاعات”، مطالباً بـ”انهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين”.
واعرب العبادي عن تطلعه بـ “مرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك”، ودعا إلى “انهاء النزاعات والتدخلات التي خلّفت ملايين النازحين وبددت ثرواتنا الوطنية في حروب لا طائل منها”.
وابدى العبادي استعداد العراق إلى توحيد جهوده مع “جهود اخواننا للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتنمية واقامة شبكة مصالح تخدم شعوبنا وتعمّق علاقاتنا وتفتح ابواب المستقبل للشباب بدلا من ان تخطفه عصابات الارهاب والجريمة”.
وأكد أن “حسم المعركة ضد تنظيم داعش بات قريباً وذكر أن “معركة خضناها بدعم وتعاون دولي، ولايمكن ان نفرط بالتضحيات، ولابد ان نفتح ابواب الامل للعراقيين في المناطق المحررة وعموم البلاد ونزيد فرص الاستقرار والاستثمار والتنمية ونأمل بهذا التعاون بين البلدين ان يزيد من فرص التنمية.
ودعا العبادي ايضاً إلى “غلق كل الابواب التي تسمح للارهاب بالعودة وابعاد منطقتنا عن النزاعات التي ارهقت شعوبها، فيما وأعرب عن تفاؤله بـ “المجلس التنسيقي المشترك بين العراق والسعودية وبما سيحققه للشعبين”
بدوره، رحب العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بالحاضرين في الاجتماع، ووجه شكره إلى العبادي على تلبية الدعوة وحضور الاجتماع الاول لمجلس التنسيقي بين الرياض وبغداد.
كما شكر عبد العزيز حضور وزير الخارجية الاميركي للاجتماع، وقال في كلمته التي تابتعها “الصباح الجديد”، أن “هذا “يعكس اهتمام الادارة الاميركية للمصالح المشتركة بين الرياض وواشنطن وبغداد”.
وتحدث عن “تحديات تواجهها المنطقة تتمثل التطرف والارهاب ومحاولات ضرب استقرار الامن”، مشدداً على أن الامر “يستدعي التنسيق التام في مواجهة تلك التحديات”.
وبارك عبد العزيز للعراق “القضاء على الارهاب وتحرير مدنه بمشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية”، معرباً عن تأييده “لوحدة العراق واستقراره ومعالجة الخلافات بالحوار داخلياً على وفق الدستور”.
وزاد العاهل السعودي أن “حضورنا الاجتماع لاهتمامنا به، وما نعلقه عليه من امال تخص العلاقات بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات”.
ووجد عبد العزيز أن “الامكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريحية لبناء وشراكة فاعلة وتحقيق التطلعات المشتركة”.
وذكر أن “ما يربطنا بالعراق ليس فقط الجوار او المصالح المشتركة انما اواصر الاخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد”.
وانتهى عبد العزيز بالقول أن “الجانبين يتطلعان إلى أن تسهم اجتماعات المجلس في تحقيق افاق اوسع وان اعماله ستكون محالاً للمتابعة من قبلنا ومن قبل رئيس الوزراء العراقي”.
بدوره، أفاد السفير السعودي في العراق عبد العزيز الشمري في تصريح إلى “الصباح الجديد”ـ ان “العلاقة بين بغداد والرياض تشهد انطلاقة حقيقية بداية من مشاركة 60 شركة في معرض بغداد الدولي وصولاً إلى توقيع اتفاقية المجلس التنسيقي بين البلدين”.
وأضاف الشمري أن “المجلس سيحقق شراكة قوية وفاعلة بين البلدين على شتى المجالات، وهناك مستقبل واحد ينتظر الطرفين”.
وأكد أن “العلاقات التجارية ستشهد طفرة بالتزامن مع الاستعداد النهائي لفتح عرعر الحدودي حيث سيكون هناك نقل بري للبضائع والافراد اضافة إلى النقل الجوي الذي تم اعادته مؤخراً”.
وأستطرد الشمري ان “مشتركات عدة تجمعنا بالعراق نعول عليها في بناء علاقتنا معه فهناك امتداد قبلي وديني يجعلنا نعمل على تواصل مستمر ومثالي للمرحلة المقبلة”.
إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية السعودي ماجد القصبي في تصريحات للصحفيين تابعتها “الصباح الجديد”، أن “المجلس التنسيقي يضم 12 عضواً على مستويات عالية في التمثيل نظراً لأهميته”.
وأضاف القصبي أن “الهدف من استحداثه لغرض التعاون في المجالات التنموية والاقتصادية الامنية والاستخبارية والاعلامية والثقافية
ويتفق مع الشمري بأن “هناك انطلاقة جديدة في العلاقة بين العراق والسعودية تخلق فرص عمل لكل من افراد البلدين”.
ومضى القصبي إلى ان “ان المصالح الاقتصادية تقرّب الشعوب وتقوّي القطاع الخاص، وتوفر المصالح الحقيقية للشعبين”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة