لتسهيل العودة الآمنة للنازحين العراقيين إلى المناطق المحررة حديثاً
متابعة الصباح الجديد:
رحبت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بالاسهامات المالية والعينية التي تقدمها الحكومات والدول والمنظمات الدولية التي من شأنها ان تسهل العودة الامنة للنازحين العراقيين الى المناطق المحررة حديثا .
وقد رحبت الدائرة باسهامة جديدة قدرها 500 ألف يورو قدمتها حكومة إيطاليا لأنشطة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام لعام 2017 في العراق ، وسيسهّل هذا الدعمُ وصولَ الشركاء في المجال الإنساني إلى المناطق التي تمت تحريرها من من داعش، كما يساعد في عملية تحقيق الاستقرار، ويسمح بعودة النازحين العراقيين بأمان إلى مجتمعاتهم.
وقد أدّى الصراع مع داعش في العراق إلى تلوّث معقد وشامل في الأخطار المنفلقة، وشرّد أكثر من ثلاثة ملايين شخص منذ عام 2014 ، وتمثّل المواد والمخلفات المنفلقة خطرا كبيرا على الأفراد الذين يحاولون العودة إلى مجتمعاتهم وعلى العاملين في المجال الإنساني وتحقيق الاستقرار، وكذلك على أولئك الذين يعيشون في المناطق المحرّرة حديثا.
إنّ إزالة أخطار المتفجرات من البنية التحتية خطوة أولى حاسمة قبل أن يمكن لإعادة التأهيل أن تبدأ ، و قد أنجزت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وشركاؤها مؤخّرا مسحا وتطهيرا لأحد المستشفيات الرئيسة في شرق الموصل ، اذ تم إزالة المخاطر المنفلقة من هذه المناطق ، مما أتاح بدءَ أعمال إعادة التأهيل.
وبما أن المستشفى يخدم كمزوّد رئيس لرعاية الأمومة والأطفال في المنطقة، يقدّر أن 500 ألف امرأة وفتاة وفتى ورجل سيستفيدون من خدمات الرعاية الصحية المحسّنة نتيجة لإعادة تأهيل المستشفى. كما قامت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام والشركاء المنفذين بتطهير العديد من المدارس في القيارة، المحاطة بخط دفاعي من العبوات الناسفة المبتكرة، إضافة إلى عبوة ناسفة مبتكرة عند البوابة، وواحدة في المخزن وواحدة في مكتب مدير المدرسة ، كما تم الآن تطهير المدرسة وإعادة فتحها امام الطلاب.
وسوف تواصل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بفضل الإسهام الذي قدمته مؤخرا حكومة إيطاليا، الاضطلاعَ بأنشطة خطوة أولى حاسمة، مثل تطهير المستشفيات والمدارس من الأخطار المنفلقة، ودعم و تمكين الاهالي من العودة إلى مجتمعات أكثر أمنا.
ان التهديدات الناجمة عن مخاطر المتفجرات تديم الأزمات الإنسانية؛ و لذلك فإن الحاجة تدعو إلى العمل في مجال الألغام أكثر من أي وقت مضى. إن حكومة إيطاليا ملتزمة بالأعمال المتعلقة بالألغام في العراق لأنها تنقذ الأرواح وتسهّـل إيصال المساعدة الإنسانية وتحمي المدنيين وتدعم العودة الطوعية للنازحين واللاجئين.
وقال السفير الايطالي المعتمد لدى العراق ماركو كارنيلوس “إن تمويل بلاده لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من أجل أنشطة إزالة الألغام هو دليل ملموس على التزام طويل الأمد بتحقيق الاستقرار في العراق” ، فيما قال المدير الاقدم لبرنامج دارة الامم المتحدة للاعمال المتعلقة بالالغام في العراق ان المنظمة تلقت اسهامة سخية من حكومة إيطاليا في تمكين دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام من إزالة العبوات الناسفة والذخائر غير المنفلقة في المناطق المستعادة، و سوف تسهم إسهاما كبيرا في العودة الآمنة للمجتمعات النازحة.”
على صعيد متصل تقول دراسة وضعتها المنظمة الدولية للهجرة انه بسبب وضع العراقيين الهش في البلدان المضيفة والنمط المُدني للنزوح العراقي، من الصعب الحصول على إحصائيات رسمية دقيقة حول الأعداد. في الأردن، تراوح التقديرات بين 450 الفا و750 الفا، فيما تراوح في لبنان بين 20 الفا و50 الفا. ويجعل توزع العراقيين في المدن ونمط استيطانهم في البلدان المضيفة يجعل من الصعب أيضًا جمع المعلومات حول أوضاعهم النفسية واجتماعية وتأمين المساعدة لهم ، وتعد المعاملات الإدارية المتعلقة بالنزوح والوضع غير المحدد للعراقيين من الأسباب الأساسية التي تسهم في الانزعاج النفسي والتوتر لدى المجتمعات العراقية النازحة”.
كذلك من الصعب على العائلات العراقية الحصول على الخدمات الصحية، غالبًا بسبب ارتفاع تكلفة العلاج. وتغطي المنظمات غير الحكومية ومؤسسات البر والإحسان 24% من الحالات التي تحتاج الى استشارات تخصصية. وتستفيد العائلات العراقية في لبنان من خدمات عامة مقدمة، إما الى المجتمع ككل، بما فيه المجتمع اللبناني، أما مصممة خصيصًا لهم”.
وتلفت الدراسة الى واقع في المجتمعات العراقية المحلية. “هناك يتم التغاضي عن الألم النفسي، علمًا أنه ليس حالة مرضيّة. وهو ليس مقبولا على الصعيد الاجتماعي، بل غالبا ما يُنظر إليه على الصعيد الروحاني. ويتم استشارة أختصاصي فحسب عندما يترتب عن الألم النفسي اختلال في السلوك والوظيفة الاجتماعية. ونتيجة للوصمة المتعلقة بالاضطرابات النفسية، تكون نسبة الإحالة على اختصاصيي الصحة النفسية متدنية، نظرًا الى ارتباط مفهوم الصحة النفسية بالمرض والاختلال في الوظيفة الاجتماعية. وفيما العلاج التقليدي شائع في المجتمع الريفي في العراق، من غير المستطاع بالنسبة للنازحين العراقيين الاستعانة بهذا النوع من الخدمات نظرًا لرفض هؤلاء المعالجين مغادرة العراق بسبب دورهم الديني والاجتماعي”.