التعاهد على التأزيم !

كشف التصويت الاخير حول قانون الانتخابات داخل قبة مجلس النواب عن تنازع كبير بين الاحزاب والكتل لتشريع قوانين تقترب كثيرا من ارادات هذه الاحزاب ومصالحها ورغبتها في تكريس البقاء لممثليها داخل السلطات الثلاث ويبعث هذا التنازع برسائل كثيرة موجهة الى جمهور الناخبين في العراق في مقدمتها ان النخب السياسية غير مستعدة لتغيير فلسفتها واتجاهاتها التي اوصلتها الى مقاعد السلطة برغم الخراب الكبير الذي انتجته هذه الفلسفة وان اية ارادات تستهدف التغيير والاصلاح عليها اجتياز طريق طويل وموانع كثيرة اجتهدت الاحزاب الحاكمة في تضمينها داحل بنود القوانين التي شرعتها خلال السنوات المنصرمة وفي الوقت نفسه كشفت طريقة التصويت على قانون( سانت ليغو) المعدل عن تعاهد وتضامن وتكافل داخل الكتل الكبيرة على ابقاء آليات احتساب الاصوات بما يخدم ويضمن مصالحها ومن المؤكد ان هذه المعطيات ترسخ لدى الرأي العام قناعات بان هناك اصرار وعناد على ادخال العملية السياسية في نفق التأزيم واستبعاد أية محاولات للاقتراب من معالم التغيير التي ينشدها ملايين العراقيين مما انعكس على ردود فعل كبيرة تمثلت بحملة اعلامية واسعة تفاعل معها ملايين المدونين على شبكات التواصل الاجتماعي عبرت عن رفض وسخط شرائح مختلفة لماجرى في مجلس النواب خلال اليومين الماضيين وفي الوقت نفسه اتاح هذا الحدث الفرصة للتيارات المناوئة لميول احزاب السلطة للقيام ينشاطات معارضة تمثلت بدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للتظاهر ورفض هذه التوجهات داخل السلطة التشريعية التي وصفها الصدر بانها املاءات تريد من ورائها جهات متنفذة مواجهة دعوات الاصلاح والتغيير ويبدو ان الايام المقبلة ستشهد حراكا سياسيا معارضا لما تريده الاحزاب والكتل الكبيرة ورفض معاودة وتكرار واستنساخ المشهد الانتخابي خلال الدورات السابقة وتوظيف الثغرات في بنود وآليات احتساب الاصوات لكسب الاصوات حيث عبر عدد من اعضاء مجلس النواب الذين رفضوا التصويت على قانون الانتخابات عن سعيهم لاعادة التصويت على الفقرات التي تتيح جني للكتل الكبيرة الاستئثار بالمقاعد او اعادة التصويت على القانون بمجمله ورفضه برمته ..وفي كل الاحوال ماتزال ارادة الجمهور المتمثلة بتطلعات العراقيين نحو الاصلاح والتغيير مغيبة في توجهات ومشاريع الاحزاب والكتل السياسية ويريد لها المتحمسون للفوز بالمقاعد ان تكون خلف ظهورهم فيما نريدها نحن ان تكون فوق الميول والاتجاهات بما ينهي مشاهد التأزيم في العراق .
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة