اليوم.. ليوث الرافدين في مواجهة الوحش الأفريقي

ضمن دور الـ 16 لمونديال كأس العالم للناشئين
الهند ـ حسين الذكر

بعد انتهاء مباراتنا امام انجلترا وبرغم ما سادها من اجواء طبيعية كانعكاس للخسارة ، الا ان فرحت التأهل الى دور الستة عشر في مونديال العالم ، تعد انجازا عراقيا غير مسبوق ، لهذه الفئة العمرية المهمة ، بتاريخ ومستقبل كرة أي بلد كان ، وتشكل نواته وانطلاقته المتوقع في قادم السنوات . وقد انتقل منتخبنا من مدينة كلكتا الى مدينة جوا الهندية ، التي تبعد مسافة ساعتين ونصف بالطيران الجوي ، برحلة ليست سهلة ، برغم تسهيلات الفيفا واللجنة المنظمة ،حيث وفرت اجواء ومستلزمات ، خففت الكثير من عناء المنتخب ، الا ان الجدول المكثف وضغط المباريات والارهاق ، جعل الرحلة متعبة ، فضلا عن كون الوقت غير كافي لاجراء وحدات تدريبية اضافية ، تتناسب مع حجم مباريات الدور 16 ، جعل فريقنا يستثمر الوقت ويتدرب في حديقة الفندق مساء ذات اليوم الذي وصل فيه الى جوا .
يخوض منتخبنا الوطني للناشئين بكرة القدم مباراته في دور ال16 لمونديال العالم في الهند امام نظيره منتخب مالي على ملعب جواهر لال نهرو في مدينة جوا الهندية ، كاول مباراة له بعيدا عن كلكتا ، ذلك في الساعة الخامسة والنصف بتوقيت العاصمة الحبيبة بغداد ، بعد ان تأهل منتخبنا كثاني مجموعته التي خلف وراؤه فيها كل من المكسيك وتشيلي ، فيما وصل نظيره المالي الى هذه المباراة ، كثاني مجموعته B بعد فوزين على نيوزلندا 3-1 وعلى تركيا 3- صفر وخسر امام البارغواي بثلاثة اهداف لهدفين ، وقد سجل ثمانية اهدف ودخلت مرماه اربعة كمؤشر لقوة هجومية فعالة ، قد تكن تعبيرا طبيعا منسجما مع المنتخب الافريقي ،الذي جعلت اجسام لاعبيه واطوالهم وقوته البدنية ، فضلا عن المستوى الفني الافريقي المعهود ، ان يبدو وكانه وحشا ، يتم الاستغراب من خلاله ، عن كيفية ان يكن هؤلاء دون سن 17 عشر سنة ، وكيف تم عبور لجنة الفحص ، خاصة ان بعضهم تظهر عليه علائم الرجولة بنحو واضح جدا لا يقبل اللبس ، كاللاعب رقم (15) عبدالي ديالي الذي يلفت الانظار اليه أينما حل وارتحل، لدرجة يبدو غريبا ، بل مستهجنا وجوده مع هذه الفئة العمرية ،جراء طول تجاوز المترين وملامح لاتبدو عليها الطفولة باي ناحية كانت وكانه لاعب منتخب سلة بفئة الرواد وليس المنتخبات الاولى. وستكون هنالك ثلاث مباريات اخرى اذ ستواجه كل من ايران والمكسيك في ذات المدينة والملعب الذي سنخوض فيه مباراتنا وقبل مواجهتنا بثلاث ساعات ، فيما سيتقابل كل من فرنسا واسبانيا في مدينة جوهاتي على ملعب انديرا غاندي الساعة الثانية والنصف بتوقيت بغداد ، كذلك يتلقي منتخبا انكلترا واليابان على ملعب يبا بهارتي في كلكتا الساعة الخامسة والنصف ، فيما سيكون يوم غدا الاربعاء يوم ختام مباريات الدور ال16 بلقائي غانا والنيجر بملعب باي باثيل على ملعب بومباي الجديدة الساعة الثانية والنصف ، فيما يتلقي البرازيل مع هنداروس على ملعب جواهر لال نهرو في مدينة كوتشي الساعة الخامسة والنصف .
منذ انتهاء مباراتنا مع انكلترا والظروف التي مر به الفريق ، حاول المدرب جثير وملاكه المساعد وكذا رئاسة الوفد باحتواء اثار الخسارة والسيطرة على الاجواء ، عبر تهيئة المنتخب نفسيا ، محاولين عدم التأثر نهائيا ونسيان الخسارة وعدها من الماضي والتهيء بنحو نفسي ومعنوي ممتاز، لمباراتهم امام منتخب مالي ، باعتبارها فرصة كبيرة لدخول التاريخ الكروي العالمي ، اذا ما اتيح له التوفيق وحسن الاداء بالفوز على نظيره المالي ، الذي لا يعد اصعب من الفرق التي واجهناها بالرغم من التفوق الجسماني الواضح ، الا انه ليس الاساس بعالم التدريب الكروي ،حيث يتفوق لاعبينا ان شاء الله ، بفارق فني لا بأس به ، ومن ثم لكل مباراة ظروفها وخططها وتشكيلتها وأساليبها وتغيراتها التي نتمنى ان تصب لصالح فريقنا ، حتى يتمكنوا من التأهل الى دور الثمان كهدف جدير بالتحقيق، بعد ان تحقق الذي قبله ، وقد شكلت اتصالات رئيس اتحاد كرة القدم العراقي الاستاذ عبد الخالق مسعود وتكريمهم ، حالة صحية ونفسية جيدة ، خففت من المعاناة وشدت ازر اللاعبين كذلك كان لاتصال الكابتن رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية ، اثرا معنويا حسن لدى رئاسة الوفد والمدربين وباقي اللاعبين الذين تعاهدوا لبذل كل شيء من اجل العراق واسعاد جماهيرنا ان شاء الله . كذلك كان لتواصل عدد كبير من المدربين والرواد والاعلاميين العراقيين في الداخل والخارج ، مع الوفد ودعمهم ودعاؤهم ومساندتهم للفريق يعد حافزا معنويا كبيرا ، شد من الازر واعاد الامور لطبيعتها بنحو متوازن يمكن ان يثمر خيرا ان شاء الله .
كل منصف ومتابع لفريقنا منذ التأهل والاعداد وحتى المشاركة مقارنة مع ما يمر به شعبنا وعراقنا جراء الظروف العامة المحيطة ، لا يسعه الا ان يشكر هذا الفريق البطل الذي تمكن من الوصول الى تحقيق كاس أسيا كمرحلة لم يحصل عليها غيرنا ، ممن توفرت لهم كل الظروف ، فضلا عن التأهل الى مونديال الهند وما يعنيه ذلك من رفع العلم العراقي والتسليط الاعلامي على بلد شارك بالمونديال العالمي من جهة ويقارع الارهاب ويصد قوى الظلام بكل الجبهات الاخرى ونحن هنا جزء منهم منهم ، لا نتخاذل ولا نتهاون ابدا عن دعم جنودنا ومقاتلينا الابطال وخدمة بلدنا العراق العزيز ، هذا ما صرح به الكابتن قحطان جثير قبل مواجهته لمنتخب مالي ، مضيفا اننا لا ننظر الى اسماء واجسام المنافسين ولا نهتم ولا نحشى احدا ، ما دام العراق باعيننا وهمنا الاول والاخير ، ان نخدم بلدنا ونرفع رايتنا بين الرايات وننشر السمعة الطيبة ونشيع اسم العراق بكل المحافل والميدان ، التي نعد انفسنا مقاتلين فيها مع ابطالنا الذين يبذلون الغالي والنفيس لاجل العراق ، فكلما نرى العلم العراقي يرتفع بكلكتا او جوا او بقية المدن الهندية التي نطمح ان نواصل المشوار فيها ، تدمع اعيننا حبا وشغفا وتضامنا مع ضمير الشعب الواحد.. وهنا ابناؤنا الابطال يلعبون بهذه الروحية ولا نخشى احد ، لكن لكل مباراة ظروفها والمنتخبات جميعها قوية ومستعدة بصورة ومثالية فاقت استعدادتنا بنحو واضح ، وهذا ليس تبرير او تقليل من شأن لاعبينا ، فنحن تغلبنا على تشيلي وواجهنا المكسيك واحرجناها وهي بطلة العالم ثلاث مرات وتغلبنا على تشيلي ، بطلة اميركا الجنوبية وواجهنا إنكلترا بطلت أوروبا وقدمنا امامها شوطا جيد كنا ند فيه ، وسنقابل منتخب مالي ، بروحية عالية نطمح وعيننا للفوز والتأهل الى دور الثمان ان شاء الله ، ولا نحتاج الا الدعم المعنوي والدعاء لنا بالتوفيق بهذه المباراة الحاسمة ، لقوة المنافس وطول اجسام لاعبيه وقوتهم البدنية ، لكني سالعب بخطة وتشكيل منسجم مع ظروف المباراة ، صحيح خسرنا محمد داود هداف الفريق لحصوله على انذارين ، لكننا سنتحدى الظروف وسنكون حاضرين ، واثق ببقية اللاعبين وكلهم طموح لتقديم الافضل ، اذ لكل مباراة ظروفها وسأضع الخطة المناسبة لذلك والعب بواقعية تأخذ قوة المنافس بالنظر ، دون اغفال قوة فريقنا وثقتنا بلاعبينا ، ونقدم كل ما عندنا من اجل عيون العراقيين واسعادهم قبل كل شيء ، وقبل ذاك نسال الله العلي القدير ان يمنحنا القوة والتوفيق وهو على كل شيء قدير.

* موفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة