“اليونسكو” و”التربية” تحتفلان بنجاح نظام إدارة المعلومات الطلابية (سيمس)

لتحسين وتحديث النظام التربوي العام في العراق
بغداد ـ الصباح الجديد:

احتفلت اليونسكو ووزارة التربية في العراق بنجاح المشروع التجريبي لنظام إدارة المعلومات الطلابية (سيمس) في مديرية تربية الرصافة الثالثة في العاصمة بغداد ، اذ إن الهدف الرئيس لهذا المشروع هو تمكين نظام تعليمي أكثر كفاءة ولا مركزية في العراق، ولتزويد مخططي وزارة التربية والتعليم ومديري المدارس بمعلومات دقيقة وفي الوقت المناسب عن الطلاب والمعلمين والمدارس.
من جانبها أشادت مديرة مكتب اليونسكو للعراق لويز اكستاهاوزن بالمشاركين في المشروع وأثنت على جهودهم الجماعية ومثابرتهم خلال المرحلة التجريبية ، مبينة ان اليونسكو تعمل بالاشتراك مع اليونيسيف على وضع خطط لإصدار نظام معلومات إدارة التعليم على الصعيد الوطني استنادا إلى نظام المعلومات الإدارية المتكامل الذي يستفيد منه جميع العراقيين والأجيال المقبلة .
وقد بدأت المرحلة التجريبية في أيار الماضي وأسفرت عن جمع المعلومات وتوليد مؤشرات التعليم عن 31 مدرسة و 251 مدرسا و 862 طالبا تم اختيارهم في المديرية العامة لتربية الرصافة الثالثة حيث تم اختبار نظام سيمس والتحقق منه للتأكد من استيفائه لمتطلبات شتى مجتمعات المشاركين .
وقال مدير عام التخطيط التربوي بوزارة التربية شلال اسماعيل نوري “نحن ممتنون لموظفي مديرية تربية الرصافة الثالثة الذين عملوا بجد خلال هذه المرحلة التجريبية التي تزامنت مع نهاية العام الدراسي والاستراحة الصيفية ، والأهم من ذلك، هو إننا نتطلع إلى تعاوننا المستمر مع اليونسكو واليونيسيف لتحسين وتحديث النظام التربوي العام في العراق”.
وقد اختتم هذا الاحتفال بتقديم جوائز لأفضل المدارس والمدرسين والإداريين في مديرية تربية الرصافة الثالثة، فضلا عن كبار المسهمين الفرديين في المشروع. إن تطوير واختبار نظام إدارة المعلومات التربوية (سيمس) هو الاسهام في برنامج تحديث القطاع العام العراقي، وهو برنامج مشترك تنفذه الأمم المتحدة في العراق.
حسب تقرير لمنظمة اليونسكو فان العراق في فترة ماقبل حرب الخليج الأولى عام 1991 كان يمتلك نظاما تعليميا يعد من أفضل أنظمة التعليم في المنطقة ، وتقدر نسبة المسجلين في التعليم الإبتدائي بماتقرب من الـ 100%، كذلك نسبة عالية للقادرين على القراءة والكتابة (literacy). لكن التعليم عانى الكثير بسبب ما تعرض له العراق من حروب وحصار وإنعادمية في الأمن .
وتباعاً لفترة مابعد غزو العراق ، هناك تعديلات أدت الى إلغاء الهوية البعثية من ضمن المناهج العراقية ، كذلك الزيادة في رواتب المدرسين والمدربين المهمشين في مدة حكم النظام السابق نظراً لقلة الدعم للتعليم في فترة ماقبل عام 2003 ، ظهر أن مايقرب الـ 80% من نسبة المدارس العراقية (15) الف مدرسة تحتاج لإصلاح و دعم للمنشئات الصحية بها كذلك قلة المكتبات و المختبرات العلمية في هذه المدارس.
وقد تدهور وضع التعليم في العراق مابعد فترة حرب الخليج الأولى ، فقلة نسبة المشاركين في منظومة التعليم ، كذلك قلة نسبة الدعم الحكومي لهذا القطاع ، ونظراً لتلك الأسباب توجه العديد من الأطفال العراقيين إلى مجال العمل بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق أصبح النظام التعليمي في العراق يضم مايقرب الـ 6 ميلايين تلميذ مابين فترة الحضانة حتى الدرجة الـ 12 ، إضافة إلى مايقرب الـ 300 الف معلم و إداري .
ويعد التعليم في العراق تعليما إجباريا حتى إكمال المرحلة الإبتدائية ، بعدها يخير الطلاب لإكمال دراستهم على حسب نتائجهم في الإختبار العام. بالرغم من وجود خيار التعليم المهني في منظومة التعليم العراقية ، لكن القليل من الطلاب يختارونه نظراً لرداءة النوعية التعليمية المقدمة فيه.
ويمكن ملاحظة تأثير السياسيات الحكومية على التعليم في تلك الفترة على نسبة المشاركة في منظومة التعليم ، التدريب وكذلك التوظيف إضافة إلى نسبة الإجور بسبب هذه السياسيات التوسيعية في التعليم ، إنتقل العديد من الطبقة الدنيا في الريف والمناطق الحضرية العراقية ليكونوا الطبقة الوسطى في المناطق الحضرية العراقية وكذلك نسبة منهم أصبحوا من قيادي حزب البعث ومنهم من أحتل مناصب عليا في الحكومة أو القطاع العام والإجتماعي.
وتؤكد الدراسات الإجتماعية في ذلك الوقت أن الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 اسهمت بقدر كبير في تعميم التعليم على مجمل سكان العراق ، فقد إزدادت نسبة المدارس الإبتدائية بمايقارب الـ 30% ، في الوقت نفسه إزدادت نسبة المشاركات في التعليم من الإناث من 35% لتكون مايقرب 44% من المجموع الإجمالي للطلاب ، وإزدادت نسبة المعلمين للمدارس الإبتدائية بمايقارب الـ 40% في الفترة نفسها في المرحلة الثانوية من التعليم العراقي ، إزدادت نسبة الطالبات بمايقارب 55% وفي المقابل نفسه إزدادت نسبة الطلاب (ذكوراً أو إناثا) بشكل عمومي في هذه المرحلة إلى مايقارب الـ 46% ، العاصمة العراقية بغداد حيث كانت تحوي مايقرب الـ 29% من مجمل سكان العراق ، إحتفظت بمايقرب من الـ 26% من مجمل المدارس الإبتدائية في أنحاء العراق ، إضافة إلى 27% من المدارس الإبتدائية المخصصة للبنات ، وبما مجمله الـ 32% من طلاب الثانوية مقارنة بإجمالي طلاب الثانوية في البلاد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة