دبي – وكالات:
مع بدء موسم توزيع جوائز نوبل في جميع المجالات، يعود سؤال قديم جديد، أين النساء من هذه الجوائز فمن بين الـ 838 جائزة نوبل حتى عام 2012 حصلت 43 امرأة فقط على جائزة نوبل.
وهذا العام في مجال الفيزياء، حاز الاكتشاف الفائز على اهتمام الصحف العالمية، وتقاسم الجائزة ثلاثة باحثين لكشفهم الرائد عن موجات للجاذبية عام 2015، أما في مجال الكيمياء، فاعترفت اللجنة بإنجاز غير معروف على نطاق واسع يتناول تطوير تقنية مجهرية جديدة قالت عنها لجنة نوبل إنها «نقلت الكيمياء الحيوية إلى عهد جديد».
وتم تكريم الفريق الذي كشف عن فهم أفضل لساعات أجسادنا البيولوجية وذلك في مجال الطب. ولكن كان المجتمع العلمي سريعاً في ملاحظة شيء مشترك بين كل الحائزين على الجوائز هذا العام، فكما قال أحد المغردين على تويتر: «هذه الرسوم ما هي إلا مجرد تأكيد على أن احتفاظ الفائز بالجائزة بنفس المواصفات، رجل أبيض متقدم في العمر».
وقال الفلكي الملكي، السير مارتن ريس : إن الفيزيائيين الثلاثة الذين كرمتهم لجنة نوبل كانوا «أشخاصًا بارزين وكانت إسهاماتهم متميزة ومكملة لبعضها البعض».
ولكن، وبرغم الحماس المرافق للاعتراف الواسع بالبحث الرائد، من الواضح أن الكثير من العلماء يشعرون بضرورة إحداث التغيير، ذلك أن 17 امرأة فقط حصلن على جائزة نوبل في فئات العلوم الثلاث منذ إطلاق الجوائز عام 1901، ولم يكن ضمن القائمة أي شخص ذي بشرة سوداء حائز على الجائزة.
وكانت امرأتان فقط هما ماري كوري (1903) وماريا غوبيرت ماير (1963) من بين الـ 206 أشخاص الحاصلين على جائزة في مجال فيزياء.
وانتقد بعض الباحثين على تويتر المعايير الحالية لمنح جائزة نوبل، ذلك أنه لا يمكن مشاركة كل جائزة بين أكثر من ثلاثة أشخاص، كما أنه لا يمكن تسمية فائزين بالجائزة بعد الوفاة، هذا وتبقى قوائم الترشيح سرية لمدة 50 عامًا.
وذكر اسم كل من فيرا روبين، وليز مايتنر، وجوسلين بيل بورنيل كمرشحات محتملات لتسلم الجائزة في السنوات السابقة، لكن وفاة روبين عام 2016 جعل عملها المتعلق بالمادة المظلمة، التي يعتقد أنها تشغل معظم كتلة الكون، غير مؤهل للاعتراف به.
أما أوتو هان، الذي تعاقد لمدة طويلة مع مايتنر، فحصل على جائزة الكيمياء للانشطار النووي عام 1944، لكن مايتنر لم تشاركه الجائزة برغم ترشيحها لها في سنوات سابقة ولاحقة.
كما شهدت كل من الفيزيائيتين بورنيل، وشيان شيونغ وو، على فوز زملائهما في الأبحاث التي شاركتا العمل فيها ولكن اسميهما لم يدرجا ضمن الفائزين.
ونظرا للمكانة التي يحصل عليها الحائز على جائزة نوبل وتستمر مدى الحياة، تشكل الجائزة دفعا كبيرا لمهنة أي باحث، فالجائزة تضفي شرعية على عمل الحائز عليها، وتسفر عن اكتساب سمعة دولية في مجال يتسم فيه تمويل الأبحاث بقدر كبير من التنافسية.
آما بالنسبة للنساء في الفيزياء والكيمياء، هناك عدد قليل من المرشحات، ومع وجود 12 امرأة حائزة على جوائز في مجال الطب يصبح الوضع في هذا المجال أفضل قليلاً وغالبًا ما تكون جوائز أخرى في مجال الآداب مثلا أكثر عدلا من حيث المساواة بين الجنسين، حيث حازت في السابق أليس مونرو، ودوريس ليسينغ وتوني موريسون، وهذا العام كانت جائزة الآداب من نصيب الكاتب الياباني البريطاني «كازو إيشيغورو».
وما يزال الحصول على جائزة نوبل في مجال العلوم من أكثر الانجازات بعيدة المنال عن النساء، وذلك برغم وجود مبادرات (مثل أثينا سوان) ومنظمات (مثل ستيميتيز) عاملة في مجال تعزيز دور المرأة وتشجيعها.
هل جائزة نوبل للفيزياء حصراً على الرجال؟
التعليقات مغلقة