المباراة التي خاضها منتخب أسود الرافدين أمام نظيره الكيني على ملعب البصرة الدولي في البصرة الفيحاء عصر الخميس الماضي.. كشفت عن علو كعب الكرة العراقية بدنياً وفنياً، على الرغم من فقر مقومات الأعداد على مستوى الدوري العراقي،وعلى مستوى الأعداد للمنتخب الوطني المتمثلة بحاجته الى معسكرات تدريبية ترتقي لمستوى الاستحقاقات،ومباراة تجريبية بحجم المناسبات.
السؤال الذي يُطرح تُرى لو أن الدعم غير الاعتيادي الذي تحظى به بعض فرق المنطقة!،ماذا لو قدم عُشره إلى الكرة العراقية؟.
الجواب وبلا غرور أن المنتخب العراقي سيتسيد القارة الصفراء،ويكون ضيفاً دائماً في تصفيات المونديال،وتكون كرة القدم العراقية الواجهة التي نطل بها على العالم.
فاللاعب العراقي يمتلك بناء بدنياً يلائم طبيعة لعبة كرة القدم،وهذا ما أكده المدرب البرازيلي «ايفرستو» عندما تسنم مهمة المدير الفني لمنتخبنا المشارك بتصفيات العالم في المكسيك عام «1986 «،( حيث تعهد بضمان التأهل بجميع التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، مراهناً على البناء البدني المميز على حساب أقرانه من منتخبات آسيا بحال التعاقد معه).
والمتابع لمباراتنا ضد المنتخب الكيني الذي ينحدر من مدرسة الكرة الإفريقية المعروفة بقوتها على مستوى الأداء والالتحام،والتي لم تربك أداء لاعبينا،فكانوا بمستوى المناسبة على قاعدة (الماء يصل مستواه).
فقد بدء منتخبنا عازماً على تحقيق الفوز منذ انطلاقة المباريات،وهذا ما أكده شجاعة الأداء وقوته،ومن ثم مفاجئة المنتخب الكيني وامتصاص عزيمته وبالتالي امتلاك زمام المبادرة حتى الدقائق الأخيرة من المباراة برغم انخفاض منسوب الأداء بسبب عدم جاهزية بعض اللاعبين ونوعية البدلاء.
لم يكن الفوز والأداء في تلك الموقعة هو المفرح فقط، بل واقعية ومرونة وشجاعة المدير الفني لمنتخبنا الوطني الكابتن «باسم قاسم»،الذي حدد الهدف الرئيس لكتيبته،وهو (الحسم المبكر) للمباراة،وخلال الشوط الأول،لقناعته برجحان كفة المنتخب الكيني بدنياً،وبذلك يحقق هدفين الأول منح لاعبينا الثقة،وآخر كسر معنويات الخصم،وفعلاً تحقق للكابتن قاسم ما يريد، فبعد أن جاء الهدف الأول بعد أداء جميل وأريحية للاعبين، ونقل كرات وتبادل مراكز جميل،جاء الهدف الأول عن طريق لوحة جميلة انتهت بعرقلة داخل منطقة الجزاء منح الحكم لمنتخبنا ضربة جزاء لا غبار عليها،أعقبه الهدف الثاني من كرة رأسية استقرت على يمين الحارس الكيني بعد حركة لعب وتناقل كرات جميلة.. انتهى الشوط الأول كما خطط له الكادر التدريبي، بهدفين للاشيء لنظيره الكيني.
بدء الشوط الثاني في ربعه الأول سجال بين الفريقين،بيد أن النصف الأخير شهد بعض التفوق للمنتخب الكيني،بسبب تراجع الأداء الناتج عن الاطمئنان لنتيجة المباراة الذي بدا من خلال التغييرات التي أجراها المدير الفني،فبعض البدلاء لم يكونوا مؤهلين لخوض مباراة بهذا المستوى،إضافة إلى انخفاض مستوى اللياقة للاعبين،ووجود بعض الإصابات التي لم يفصح عنها رغبة في المشاركة بالمباريات.
الحقيقة التي يجب أن ننوه عنها لصاحب القرار أننا بدأنا نلمس هوية منتخب يمكن أن تكون له كلمة بالمناسبات والاستحقاقات القادمة شريطة أن توفر له معسكرات ومباراة تجريبية تناسب سمعة الكرة العراقية،التي تعرضت للأسف لكبوات متكررة بعد الانجاز الآسيوي عام (2007).
* إعلامي عراقي
aburkeif@yahoo.com
جواد أبو رغيف