تراثيات : طارق حرب
ان الموضوع يتعلق بموظفي دار الخلافة وليس موظفو الدولة العباسية حيث الخليفة والوزير وقائد الجيش والامراء للأقاليم واصحاب الدواوين كديوان الخراج وديوان الرسائل وديوان المظالم والقضاة والمحتسب وسوى ذلك من وظائف الدولة وليس وظائف دار الخلافة التي نتولى ذكرها ومن موظفي دار الخلافة استاذ الدار والحاجب وموظف دار التشريفات والفراشون والقهرمانات التي تبدأ كمدبرات لدار الخلافة ثم يصبحن من موظفي الدار الى موظفي الدولة عندما تتولى كل واحدة واجبات الدولة كالقهرمانات زمن الخليفة المقتدر حيث مارسن صلاحيات عديدة منها تعيين كبار موظفي الدولة.
واستاذ الدار هو الذي يدبر امور دار الخلافة بما تحويه من موظفين وخدم وجميع من تضمهم الدار والمقيم على حراسة الدار والمتفقد لها ليلا ونهارا وقد بلغت سطوة أحدهم انه دعي له على المنابر في بغداد عام ٥٨٠ هجرية.
وكان تقليد استاذ الدار يتم مشافهة او تحريرا وكانت هنالك دار مخصصة له وكانت تقع مقابل أحد ابواب دار الخلافة في بغداد ومن تولى هذا المنصب ابو الحسن علي بن بختيار البغدادي عام٥٨٤ هجرية وعبيد الله بن يونس عام ٥٩٠ هجرية وابو محمد يوسف بن الجوزي٦٤٠ هجرية وعضد الدين ابو نصر المبارك ٦٠٦ هجرية.
وكان اديبا شاعرا خبيرا بالإدارة وسبق وان تولى وظائف اخرى كناظر في ديوان الجوالي وديوان الانشاء وسفير اما ابو الازهر احمد بن الناقد فقد تولى هذا المنصب اضافة الى وكالته عن الخليفة المستنصر وقد تولى بعض استاذ الدار السلطات التي توازي الوزير كأبي الفرج بن هبة الله بن رئيس الرؤساء بن المسلمن الذي تولى هذا المنصب عهد الخليفة المقتفي والخليفة المستنجد وكان مجد الدين ابي المظفر هبة الله متحكما في الدولة ليس للخليفة معه امر ولا نهي والذي قتله الخليفة عام ٥٨٣ هج وقام استاذ الدار عام ٥٥٥ هجرية بمنع قرائه الحديث في جامع القصر
ومن موظفي دار الخلافة الحجاب والاصل في مهنتهم الوقوف في باب الخلفاء لحجب الناس عن مقابلة المحجوبين وعدم ادخالهم الا بعد اخذ الاذن بذلك وكان من حجاب الخليفة حمزة بن علي بن طلحة حاجب باب الخليفة المسترشد والخليفة الراشد والخليفة المقتدي وقد توارثت بعض العائلات الحجابة مثل ابناء المعوج وجاء ان الخليفة الناصر استحجب عددا كبيرا من الحجاب منهم ابا الفتح بن هبيرة وابا شجاع بن سعيد الظهيري وابا جعفر المبارك حسن بن علي وابا جعفر بن الناعم وابا القاسم قثم الزينبي وابا طلحة بن عبد الله بن طلحة وكان الحجاب من الادباء والعلماء.
وكان هناك حجاب دار الخلافة الذين يقفون على الابواب كباب المراتب الذي كان أحد ابواب دار الخلافة وكان حاجبه عظيم القدر نافذ الامر.
ومن موظفي دار الخلافة أيضا موظفو دار التشريفات التي كان فيها الكتاب مثل مؤيد الدين ابي طالب بن احمد العلقمي اخر وزير عند سقوط الدولة العباسية وابن ابي الحديد صاحب كتاب شرح نهج البلاغة عام٦٢٩ هج ومحمد بن مقبل بن فتيان البغدادي الفقيه ومن موظفي التشريفات وظيفة الخازن ومن تولاها سعد الدين بن جلدك ٦٢٦ هج وممن تولى الاشراف شمس الدين عبد العزيز بن خليد ٦٣٥ هجرية.
ومن موظفي دار الخلافة الفراشين الذين يهتمون بالفرش وكنس دار الخلافة وكان رئيسهم يسمى مقدم الفراشين او شيخهم او مهتر الفراشين وهو لقب وقع على كبير كل طائفة ويصف احد المؤرخين احدهم وهو عبد الغني بن فاخر انه كان شيخا كبيرا ظريفا لطيفا خاليا من العلم حسن الزي مليح الملبس كثير التنعم متشبها بالملوك في ترتيب داره وكانت نفقته في الشهر تزيد على١٥٠ دينارا ويدفع له عشرون دينارا نفقة الطيور في السطح التي تتولى المراسلات الخاصة بالخليفة الذي مات عام٦٤٨ هجرية وكان هنالك عمر بن جلدك المتوفي عام ٦٥٤ هجرية وكان مقدم الفراشين يحمل المطالعات من الخليفة الى ارباب الدولة وغيرهم .