الجيش السوري «يطوق» مسلحي تنظيم «داعش» في الميادين ويستعيد السيطرة على بلدة «مراط»

تعد أحد آخر معاقل التنظيم الإرهابي في دمشق
متابعة ـ الصباح الجديد:

أعلن الجيش السوري أن قواته تمكنت من تطويق مسلحي تنظيم داعش في بلدة الميادين، أحد آخر معاقلهم في سوريا، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الأحد إن قوات تركية تبادلت إطلاق النار مع هيئة تحرير الشام السورية قرب قرية كفر لوسين على الحدود بين سوريا وتركيا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في سوريا عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات الجيش استعادت السيطرة على بلدة مراط الفوقا شرق نهر الفرات وطوقت إرهابيي (داعش) في مدينة الميادين».
ويأتي هذا بعد يومين من نجاح القوات السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي في دخول البلدة، الواقعة في محافظة دير الزور الغنية بالنفط.
وينظر لبلدة الميادين على أنها العاصمة الأمنية والعسكرية لتنظيم داعش ، ويشكل فقدها ضربة قوية للتنظيم.
وكانت الميادين والبوكمال القريبة من الحدود العراقية ملاذا للمسلحين الهاربين من معركة شمال الرقة أمام المقاتلين الأكراد والعرب المدعومين من الولايات المتحدة.
وتقع الميادين التي بسط تنظيم داعش سيطرته عليها منذ عام 2014 على الضفة الغربية لنهر الفرات، بين مدينة دير الزور حيث ما يزال التنظيم يحتفظ ببعض المواقع، والحدود السورية.
وما زال تنظيم داعش يسيطر على نصف محافظة دير الزور بالرغم من تقدم القوات السورية وتحالف «قوات سوريا الديمقراطية».
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس الأحد إن قوات تركية تبادلت إطلاق النار مع تحالف هيئة تحرير الشام السورية قرب قرية كفر لوسين على الحدود بين سوريا وتركيا.
بالمقابل قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان امس الاول السبت إن مقاتلين من المعارضة السورية سيشنون عملية عسكرية كبرى بدعم من قوات تركية في منطقة بشمال غرب سوريا يسيطر متشددون على مناطق واسعة منها.
وقال مقاتلون من المعارضة السورية إنهم يعدون لبدء عملية قريبا في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، وهي أكثر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة اكتظاظا بالسكان، فيما قال سكان إن السلطات التركية تزيل أجزاء من جدار حدودي.
يأتي هذا التوغل بعد اتفاق إيران وروسيا، اللتين تدعمان الرئيس بشار الأسد، وتركيا، التي تدعم المعارضة، الشهر الماضي على الحد من القتال بين المعارضة والحكومة في شمال غرب البلاد.
ويبدو أن العملية تهدف إلى كبح جماح تحالف هيئة تحرير الشام، الذي يمثل أقوى جماعة متشددة بعد تنظيم الدولة الإسلامية، وتأمين الحدود التركية.
وقال إردوغان في كلمة لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه «هناك عملية كبيرة في إدلب السورية اليوم وستستمر «مضيفا أن تركيا لن تسمح بوجود «ممر إرهابي «على حدودها مع سوريا.
وتابع قائلا «في الوقت الراهن ينفذ الجيش السوري الحر العملية هناك، روسيا تدعم تلك العملية من الجو وقواتنا من داخل الحدود التركية».
وفي وقت متأخر امس الاول السبت قال شاهد من رويترز إن تركيا نشرت دبابات وعربات عسكرية على حدودها مع سوريا وإنها تحشد تعزيزات عسكرية.
وقال مصطفى السيجري وهو مسؤول بارز في لواء المعتصم وهو جماعة معارضة تشارك في العملية إن الطائرات الروسية لن تدعم مقاتلي المعارضة عسكريا.
وأعلنت أنقرة وموسكو وطهران اتفاقا الشهر الماضي لإقامة مناطق لخفض التصعيد ومراقبتها في منطقة إدلب حيث قال إردوغان إنه سينشر قوات لكن تحرير الشام تعهدت بمواصلة القتال.
وقال وزير الخارجية التركي امس الاول السبت إن تركيا تهدف إلى منع الاشتباكات في إدلب.
وقال مولود تشاووش أوغلو للصحفيين «المراقبون الروس والإيرانيون سيكونون في بعض المناطق هنا ومراقبونا سيكونون في داخل إدلب. وبطبيعة الحال سيكونون في مناطق آمنة ومن ثم لن تكون هناك أي مخاطر».
تقود جبهة النصرة هيئة تحرير الشام. وكانت جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا حتى العام الماضي عندما غيرت اسمها وأعلنت انفصالها عن التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.
ومثلت هذه الجماعة قوة عسكرية هائلة منذ وقت مبكر في الحرب السورية إذ انتقلت من مرحلة تنفيذ هجمات تفجيرية في المدن إلى مرحلة حرب العصابات ضد الجيش السوري والتي قاتلت خلالها في صفوف كثير من الفصائل الأخرى.
ومنذ أوائل العام الجاري قاتلت هيئة تحرير الشام جماعات معارضة أخرى في إدلب وأنحاء أخرى من سوريا بينما ركزت الحكومة على الحرب على تنظيم داعش في شرق البلاد. وفي يوليو تموز سيطرت هيئة تحرير الشام على أراض في محيط معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا مما جعل معظم المنطقة الحدودية داخل سوريا تحت سيطرتها. وقال مقاتل في المعارضة وأحد سكان بلدة قرب باب الهوى إن تحرير الشام لها وجود قوي في منطقة الحدود في إدلب واحتفظت بوجود كبير أيضا في بلدات قريبة. ونددت هيئة تحرير الشام امس الاول السبت بجماعات في المعارضة السورية المسلحة تدعمها تركيا تخطط لتنفيذ عملية في محافظة إدلب التي تسيطر على أغلبها. ووصفت الهيئة تلك الجماعات «بفصائل الخيانة» دون أن تشير إلى تركيا.
وقالت في بيان نشر على موقع للتواصل الاجتماعي إن إدلب «ليست نزهة لهم. آساد الجهاد والاستشهاد لهم بالمرصاد».
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن الولايات المتحدة لا تشارك حاليا في هذه العمليات لكنها تدعم جهود تركيا في مكافحة الإرهاب وتذكر بأن الموقف الأميركي من تحرير الشام لا يزال دون تغيير.
وقال المتحدث باسم البنتاجون إريك باهون «نؤيد جهود تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي لتأمين حدودها ومكافحة الإرهاب ومنع الملاذات الآمنة للمنظمات الإرهابية».
وأرسل سكان قرب معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في سوريا صورا لرويترز لما قالوا إنه قطاع من الجدار الحدودي تزيله السلطات التركية.
وانخرطت هيئة تحرير الشام في قتال عند الطرف الجنوبي من المعقل الذي تسيطر عليه المعارضة في شمال غربي البلاد إذ دخلت في معركة مع الجيش شمالي حماة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن الغارات الجوية على بلدات تسيطر عليها المعارضة زادت كثافتها على مدى الأيام الماضية.
وكانت تركيا أحد أكبر الداعمين للمعارضة المسلحة التي تقاتل الأسد خلال الحرب الدائرة منذ ستة أعوام ونصف العام لكن تركيزها تحول من الإطاحة به إلى تأمين حدودها.
وقبل عام دعمت تركيا المعارضة شرقي إدلب في عملية عرفت باسم درع الفرات لطرد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ومنع المقاتلين الأكراد من تحقيق المزيد من المكاسب على حدودها.
وقال مسؤولان في صفوف جماعات سورية معارضة قاتلت مع تركيا في درع الفرات إن هناك استعدادات لدخول المنطقة بدعم من قوات تركية.
وقال السيجري من لواء المعتصم «الجيش السوري الحر بدعم من القوات التركية أصبح على جاهزية كاملة لدخول المنطقة لكن حتى هذه اللحظة لم يحدث تحرك».
وصرح معارض آخر من الجيش السوري الحر لرويترز بأنه يعتقد أن هناك توغلا وشيكا في شمال غرب سوريا. وعبر عن اعتقاده بأن العملية الكبرى التي يجري الإعداد لها ستبدأ في غضون الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وبثت كتائب الحمزة، وهي أيضا جزء من حملة درع الفرات، تسجيل فيديو على الإنترنت لما قالت إنها قافلة لقواتها تتجه صوب إدلب.
ورفض إردوغان تقديم تفاصيل لدى سؤاله عن الحد الذي يمكن أن تصل له تركيا في نشر قوات داخل سوريا.
وقال إردوغان «عندما تخوض مباراة للملاكمة لا تحصي عدد اللكمات التي تسددها».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة