الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي: العراق اليوم أمام تحدٍ كبير وتاريخي ونحتاج الى مواقف كبيرة

في رسالة وجهها الى الشعب العراقي
خاص ـ الصباح الجديد:

دعا الأمين العام للمؤتمر الوطني العراقي آراس حبيب الى تلاحم جميع العراقيين بعربهم وكردهم الى تجاوز الخلافات واللجوء الى طاولة الحوار في الوقت الذي يواجه العراق تحدياً كبيراً يتطلب مواقف وطنية كبيرة ، وادناه نص الرسالة التي وجهها الى الشعب العراقي..
إلى أبناء الشعب العراقي الكريم ..
وقفنا بالأمس نُحيي رمز الحرية والشهادة … حيث كانت ملحمة الإمام الحسين(ع) تجسيداً لمعنى الموقف عندما يكون التحدي كبيراً وخطيراً على مسار الأمة .
واليوم فإن عراقنا أمام تحدي كبير وتاريخي ونحتاج الى مواقف كبيرة وواضحة تليق بتاريخنا وتؤسس لمستقبلنا .
ان الأخوة الكُردية العربية خصوصاً والأخوة بين أبناء كل الشعب العراقي هي أقدس علاقة تنطلق منها الشعوب نحو التلاحم وبناء الأوطان .. وهناك تاريخ مشترك عمده الشهداء بدمائهم من أجل الدفاع عن حقوق أهلنا وأحبتنا في كردستان وفي كل العراق .
إنني من موقع المواطنة والمسؤولية التاريخية أمام اهلي في كردستان العزيزة وأهلي في كل العراق اُناشد القوى السياسية أن تلتزم بقدسية الأخوة الكردية العربية وأن لا تسمح لقواعدها الجماهيرية في الإنجرار خلف بعض الغوغاء هنا أو هناك من الذين يحاولون شرخ هذه العلاقة وزرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد والجغرافية الواحدة .. فمهما تغيرت السياسة ومهما تغير القادة تبقى هذه الجغرافية واحدة ويبقى دجلة يغسل ظفائر كردستان مثلما يغسل وجه بغداد وتتعمد به العمارة والبصرة .
أخوتي وأحبتي وأهلي في كردستان الحبيبة وفي كل العراق الأشم ..
اليوم نحتاج الى كل المواقف المتعقلة والحكيمة ، كما نحتاج إلى كل كلمة طيبة وصادقة ، وليكن الخلاف سياسياً تعالجهُ إجراءات قانونية ودستورية ولكن يبقى شعبنا الكردستاني جزءٌ أصيل من الشعب العراقي تربطهما أواصرُ الأخوة والتاريخ والعيش المشترك ، ولنقف معا ضد كل من يتجاوز على هذه الأخوة أو يكسر أواصرها .
بالأمس القريب …. قاتلنا الديكتاتورية معاً ، وكافحنا معاً من أجل الحرية والكرامة ، ونقاتل اليوم معاً من اًجل قهر قوى الظلام والإرهاب والإنحراف .
كانت لبطولات البيشمركة والحشد وجيشنا الباسل صدىً مدوياً في كل العالم وكنا مثالاً للشعب الصابر المقاتل وحررنا كل أرضنا من دنس الظلاميين الدواعش وروت دمائنا أرض العراق دون أن تسأل إن كانت هذه الارض ، كردية أو تركمانية أو عربية أو أيزيدية أو مسيحية .
وكما أكدت مرجعيتنا العليا على إن الحوار والعودة للمسارات الدستورية هو الحل لكل مشاكل الحاضر ، وهو الطريق الصحيح لبناء المستقبل ، وبدورنا ندعو جميع الأطراف والقوى السياسية للإلتزام بنصائح المرجعية واتباع حكمتها الإيمانية والتي هي كفيلة بتجاوزنا هذه المحنة الخطيرة بسلام .
ونحن في المؤتمر الوطنيّ العراقيّ عملنا وسنعمل بكل قوة وثبات ومثابرة من أجل أن نتجاوز هذا التحدي الخطير ، ونضع جميع إمكانيتنا وقُدراتنا من أجل تحقيق ذلك .
تحية لشهداء الطف ، رجال الموقف والوقفة التاريخية …
تحية لشهداء العراق وتحية من وحي كربلاء للأخوة الكردية العربية في وطن الأنبياء والتاريخ المجيد …
اللهم احفظ كردستان وكل العراق وابناء شعبنا من كرد وعرب وتركمان وأيزيديين وشبك وصابئة وكلدان وأشوريين… وكافة أبناء الوطن
ويبقى العراق ارض الطيبين المخلصين الأوفياء …
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
آراس حبيب كريم
الأمين العام للمؤتمر الوطنيّ العراقيّ
2 تشرين الأول 2017

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة