قالوا ان عدد المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية 103 مرشحا ثم قلصت الاخبار والتسريبات العدد ليصل على صفحات الفيسبوك الى 50 مرشحا ، دون ذكر الاسماء طبعا، واخر الاجتهادات تحدثت عن 8 مرشحين ربما سيتنافسون اليوم على منصب محسوم بالعرف السياسي العراقي للمكون الكردي ..
الكرد سيقدمون مرشحين اثنين هما برهم صالح نائب رئيس وزراء سابق وفؤاد معصوم رئيس الكتلة الكردية السابق ايضا ، فيما من المرجح ان يتقدم للمنصب كل من
“النائب مهدي الحافظ وزير التخطيط السابق وشاكر كتاب من الصابئة المندائيين عن ائتلاف العراق والنائب حنان الفتلاوي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، والناشطة قرطبة عبد الكريم الظاهر المقيمة في ألمانيا، إضافة إلى المستشار القانوني أحمد العبادي، والمرشح الرئاسي في انتخابات عام 2010 حسين الموسوي”.
كم ستبدو اللعبة جميلة ومسلية لو كان جسدنا السياسي معافى خال من الادران التي تراكمت وانتشرت على جسدنا ، فنشاهد عرضا في المنافسة الديمقراطية ربما يبعث فينا الامل من اننا لم نضع بعد وان في الوقت متسع للنهوض ونفض الادران والغبار والانطلاق نحو المستقبل ..
لكن للاسف لاتبدو الصورة ، في احسن حالاتها، مشجعة ومطمئنة ، فيبدو في الامر ثأرا من النوع القبلي الذي ربما يقطع آخر الشعيرات في حبل “المودة ” بين فرقاء المناصب و”الوطن” !!
محسوم امر رئاسة الجمهورية للكرد .. فماذا يفعل المهدي والفتلاوي وكتاب وقرطبة والعبادي بالترشيح لمنصب لايمكن ان يخرج من السلّة الكردية ولو حصل اي من هذه الاسماء على الثلثين واكثر من ذلك ، وهذا لن يحصل ابدا ..
انها لعبة تشبه لعبة الجلبي حين رشح لمنصب رئاسة الوزراء وهو يعلم ان بامكانه ان يعرقل وليس بامكانه ان يفوز ..وهذا ما سيحصل اليوم لو كتب للجلسة ان تنعقد ، وان عقدت ان لاتشهد انسحابات فتفقد النصاب وندخل في دوامة التأجيل ..
بوجود هذا العدد من المرشحين من الصعب على المرشحين الكرديين الحصول على الثلثين حسب الدستور، واذا سارت الامور دون تعقيدات، فمن المؤكد اننا سنشهد عرضا ثانيا للانتخاب ، ينسحب فيه برهم او معصوم وبقية المرشحين ، في صفقة الدقائق الاخيرة ، مع وصول رسائل الجميع الى الجميع كما وصلت رسالة الجلبي الى دولة القانون ، والتي قال الجعفري رئيس التحالف الوطني ان المعنيين بالرسالة قد استلموها !
على السيد الجبوري ورئاسته ضبط ايقاع اجتماع اليوم ، وحسم الامور كالعادة قبل افتتاح الجلسة التي ستقودنا لترشيح الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة العتيدة القادمة، واختصار الزمن علينا لنرى ما يحدث وما تخبئه الاحداث لنا ..
الكثير من وجهات النظر مع هذا التنوع المطلوب ، لكن عندما يحسم امر رئاسة البرلمان للسنة والوزراء للشيعة ، فمن يتوقع ان يلعب الكرد لعبة الديمقراطية في واقع التقاسم الطائفي والعرقي للمناصب في البلاد !!
عامر القيسي