يُتوقّع أن يصبح حزب المعارضة الرئيس في البرلمان
برلين ـ وكالات:
يُتوقّع أن يصبح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، هو حزب المعارضة الرئيسي في انتخابات اليوم الأحد حيث تشهد ميركل انخفاضًا في الدعم عقب سياسة الهجرة المفتوحة، وربما يحصل الحزب على المركز الثالث، الأمر الذي سيجعله الحزب المعارض الرئيسي في البرلمان المقبل، في احتمال ينظر إليه الكثيرين في ألمانيا بخيبة وذعر.
ووصفت المستشارة أنجيلا ميركل، أخيرًا، المقاطعات التي تلقتها من أعضاء الحزب خلال اجتماع انتخابي، بأنها «نوع من التعصّب القاسي جدا»، وميركل على وشك الفوز بفترة ولاية رابعة، ولكن من المتوقع أن تنخفض نسبة كتلة الاتحاد المحافظ التابعة لها عن نسبة 41.5 في المائة التي فازوا بها في عام 2013، وواجهت المستشارة معارضة شديدة من قبل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي هاجم بشدة قرارها السماح لعدد كبير من اللاجئين والمهاجرين الآخرين في عام 2015، ولم يتضح بعد مدى قوة أداء حزب البديل من أجل ألمانيا في التصويت، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن مستوى دعمه يُرجح أن يحدده مدى نجاحه في الطعن على احتجاج الناخبين في عدم رضاهم عن الأحزاب الأخرى.
ودشّنت ميركل، المستشارة لمدة 12 عامًا، بحملتها على الحد من التخفيضات الضريبية والحفاظ على اقتراض ألمانيا إلى أدنى حد ممكن، وأشادت بمعدلات البطالة المنخفضة في ألمانيا والنمو الاقتصادي القوى في ظل العالم المتقلب، وهي تأمل الآن في الحصول على أغلبية ضئيلة من أجل تحالف يمين الوسط في البرلمان مع الحزب الديمقراطي الحر، الذين حكموا معهم ألمانيا في الفترة من 2009 إلى 2013، أو حزب الخضر اليساري.
ويقول المعلقون إن الحملة كانت تفتقد الحماسة والحيوية، وبصرف النظر عن قضية المهاجرين، لم تسفر إلا عن عدد قليل من القضايا المثيرة للانقسام، ومن التطورات الجديدة زيادة الدعم للأحزاب الصغيرة بما في ذلك حزب البديل من أجل ألمانيا ، الذي من المقرر أن يصبح الحزب اليميني المتطرف في البرلمان لمدة 60 عامًا.
وتمنح استطلاعات الرأي السابقة للانتخابات، كتلة الاتحاد المحافظ التابعة لها ميركل من 13 إلى 17 نقطة على الديمقراطيين الاشتراكيين الوسطيين لمنافسها مارتن شولتز، هذان الاثنان هما منافسين تقليديين لكنهما حكما معا في «الائتلاف الكبير» لأكبر الأحزاب على مدى السنوات الأربع الماضية، وعاد شولتز غالى السياسة الألمانية في يناير بعد سنوات من توليه رئاسة البرلمان الأوروبي، لكنه كان يكافح من أجل كسب الحراك خلال حملة تركزت على تصحيح الظلم الاقتصادي المتصور للفقراء في ألمانيا، كما كان يكافح من أجل وضع خط فاصل واضح مع المحافظين، كما يعتقد أن ميركل استفادت بسبب تجربتها في مجال السياسة الخارجية، والتي تشمل التعامل مع الاتحاد الأوروبي، والمحادثات الصعبة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والانخراط بحذر مع الرئيس دونالد ترامب.
ويبدو مجلس النواب مبعثرا مع ما لا يقل عن ستة احزاب مدعوة الى ان تتمثل فيه، كما لم يحصل منذ 1990. بدءًا بالمتطرفين واليسار الراديكالي وخصوصا اليمين القومي والبديل لألمانيا المعادي للمهاجرين، وهو اول حزب من هذا النوع يدخل الحلبة بقوة منذ 1945. وكلاهما يحوز 10% من الأصوات على الاقل.
واوجز سودا دافيد-فيلب، المحلل لدى «جرمان مارشال فاوند» الوضع بالقول «لا نعرف فعلا نوع الحكومة التي ستتشكل، والتشويق السياسي يأتي بعد التصويت الاحد». وإذ يتم استبعاد «البديل لألمانيا» واليسار الراديكالي منذ البداية، يبقى خيار تجديد التحالف اليميني-اليساري مع الاشتراكيين-الديموقراطيين، او خيار الاتفاق مع الحزبين الاخيرين الموعودين في البوندستاغ، الحزب الليبرالي الديموقراطي وحزب الخضر.
والحزب الليبرالي الديموقراطي الذي أنعش نفسه ببرنامج يميل صراحة الى اليمين بعد طرده في 2013 من البوندستاغ، هو في المقام الأول حليف طبيعي للمحافظين الذين حكم معهم بين 2009 و2013.
والمشكلة هي ان الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي يحوز 9% من الأصوات، ليس في موقع يمكنه هو وحده ان يؤمن اكثرية لأنغيلا ميركل التي يمكنها عندئذ ان تحاول توسيع الثنائي الى ثلاثي مع انصار البيئة. وهذا التوافق بين الثلاثة قائم منذ فترة على المستوى الاقليمي في شمال المانيا. الا ان هذا التحالف غير المسبوق سيكون صعب التحقيق على المستوى الفدرالي، لان الفروقات كبيرة بين الخضر والحزب الليبرالي الديموقراطي، القريب من اوساط رجال الاعمال خصوصا حول مستقبل الديزل.
ومن مواضيع الخلاف الأخرى، يتطلع الليبراليون الى حقيبة المال التي يتولاها فولفغانغ شويبله، الشخصية الاساسية في حزب انغيلا ميركل والذي لا ينوي التخلي عنها.
والأهم من ذلك، ان تحالفا مع الحزب الليبرالي الديموقراطي من شأنه ان يؤدي الى تعقيد مشاريع الاصلاح في منطقة اليورو التي وعد بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، واعلنت انغيلا ميركل عن استعدادها لمناقشتها. ويعارضها الحزب الليبرالي الديموقراطي لأنه يتخوف من ان يرى المانيا تدفع عن البلدان الاخرى.
وهذه معضلة للمستشارة التي ستضطر الى الانصراف بعد الانتخابات الى اجراء مفاوضات «صعبة الى حد ما وطويلة»، كما يتوقع ثورستن بينر من «غلوبال بابليك بوليسي انستيتيوت».
وستجرى المشاورات وسط اجواء متوترة سيساهم الدخول المتوقع لليمين الشعبوي الى البوندستاغ في تعميمها في الاشهر المقبلة.
وقال بينر ان الحملة تجري «لكن ثمة الكثير من الغضب ايضا» لدى قسم من الرأي العام بسبب وصول عدد قياسي من المهاجرين وتزايد هوة اللامساواة.
ويبدو ايضا ان حزب البديل لألمانيا لا يتأثر بالجدال، حتى لو ان احد قادته، الكسندر امتدح جنود جيش الرايخ الثالث.
وقال وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل «هذه المرة الاولى منذ اكثر من 70 عاما سنرى نازيين في الرايشتاغ».
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن منافسها شولتز من حزب الديمقراطيين الاشتراكيين سيحققون نسبة 23 في المائة أو أقل وهي النسبة التي فازوا بها في أسوأ جولاتهم الانتخابية عام 2009، ويقول الخبراء إن النتيجة المرجّحة ستشهد أن ميركل تحاول تشكيل تحالف جديد مع أطراف أخرى أو تسعى إلى تشكيل تحالف كبير مع الاشتراكيين الديمقراطيين، وهناك القليل من الاختلافات الجوهرية في السياسات بين الأحزاب الأربعة التي يمكن أن تصبح جزءا من الحكومة المقبلة، أثناء فترة توليتها، أسقطت ميركل التجنيد العسكري، وعجلت بخروج ألمانيا من الطاقة النووية، واعتمدت مطالب الديمقراطيين الاشتراكيين بالحد الأدنى الوطني للأجور، وفي حزيران/يونيو، أفسحت المجال أمام البرلمان لإضفاء الشرعية على زواج المثليين، ويقول شولتز إنه ما زال يأمل في الفوز على الناخبين المترددين، قائلا إن «ميركل ليس لديها رؤية للمستقبل».