أوبك ترحب بالتزام العراق بخفض الإنتاج

اجتماع فيينا: تأجيل تمديد الاتفاق إلى كانون الثاني المقبل
بغداد ـ الصباح الجديد:

رحبت لجنة مراقبة السوق الوزارية المشتركة بين منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك ومنتجين مستقلين بالتزام العراق بالتعاون بشأن خفض الإنتاج، مشيرة إلى أن نسبة الالتزام بالاتفاق بالمتعلق بخفض الانتاج بلغت رقما قياسيا.
ورحبت اللجنة المشتركة التي يترأسها وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الكويتي عصام المرزوق في بيان في ختام اجتماع بفيينا بمشاركة العراق وليبيا ونيجيريا في اعمال اللجنة والتأكيد من جديد على التزامها بالعمل عن كثب مع البلدان المنتجة الأخرى المشاركة لضمان نجاح إعلان التعاون الخاص بخفض الانتاج.
وجاء في البيان ان رئيس مؤتمر أوبك وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية خالد الفالح أعرب عبر الهاتف عن تضامنه مع اللجنة، مؤكدا مجددا التزام المملكة بدعم وانجاح إعلان التعاون.
كما جدد رئيس المؤتمر ضرورة القيام بمزيد من العمل من جانب دول لم يرتق اداؤها ليتوافق مع مستوى التزامها الكامل بموجب الاتفاق، معربا عن شكره لكل من العراق وليبيا ونيجيريا على مشاركتهما الإيجابية وتنسيقهما المستمر مع البلدان المشاركة في إعلان التعاون المشترك.
وأكدت البيانات الحديثة أن نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2017 أصبح أفضل مما كان متوقعا في حين أن الطلب العالمي على النفط في عام 2018 يتوقع أن يكون قويا.
وستستمر اللجنة في مراقبة العوامل الاخرى في سوق النفط وتأثيرها على عملية إعادة التوازن الجارية في السوق وتترك جميع الخيارات مفتوحة لضمان بذل كل جهد ممكن لإعادة التوازن في السوق لصالح الجميع.
ومن المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل للجنة المشتركة في فيينا في الـ29 من تشرين الثاني المقبل.
وفي وقت أكد فيه وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الجمعة، أن منظمة «أوبك» ومنتجين آخرين للنفط لن يتخذوا قرارا قبل كانون الثاني، بشأن ما إذا كانوا سيمددون اتفاقهم لخفض إنتاج الخام، قال نوفاك بعد أن سئل عن موعد اتخاذ قرار بشأن تمديد الاتفاق: «أعتقد أن كانون الثاني المقبل هو أقرب موعد يمكننا فيه حقا أن نتحدث بمصداقية عن وضع السوق».
وجاءت تصريحات الوزير الروسي بعد اجتماع في فيينا للجنة وزارية معنية بمراقبة اتفاق فيينا النفطي، والتي تضم دولا من داخل منظمة «أوبك» وخارجها وهي الكويت وفنزويلا والجزائر والسعودية وروسيا وسلطنة عمان.
وقال نوفاك، أنه يؤيد استمرار التعاون مع «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) في وقت يؤتي الاتفاق المشترك لوضع حد لإنتاج النفط ثماره عبر رفع سعر الخام.
لكن الوزير الروسي اعتبر أنه لا يزال من المبكر مناقشة تمديد أو تغيير الاتفاق الذي أبرمته 24 دولة العام 2016، بما فيها روسيا وأعضاء في أوبك، والذي تنتهي مدة صلاحيته في 31 آذار المقبل.
وقال نوفاك خلال اجتماع في فيينا للجنة تنظر في مدى الالتزام بالاتفاق «علينا الحفاظ على الوتيرة نفسها وبكل تأكيد متابعة التحرك المنسق».
وأشار إلى أنه في حين يتعين على منتجي النفط «تفصيل ستراتيجية» لاتباعها من نيسان 2018، وأن تمديد الاتفاق «خيار مطروح»، لا يزال من المكبر اتخاذ قرار في هذا الشأن في الوقت الحالي.
وصرح للصحافيين عقب الاجتماع «أعتقد أن كانون الثاني هو التاريخ الأقرب الذي يمكننا فيه التحدث بمصداقية عن حال السوق وكيفية تطور الوضع».
وأضاف «لا أعتقد أنه على الناس التوقع منا اتخاذ قرار قبل سبعة أشهر على انتهاء صلاحية الاتفاق».
وقبل الاتفاق، تسببت الوفرة في الإنتاج بهبوط أسعار النفط من مئة دولار للبرميل العام 2014 إلى أقل من 30 دولاراً العام الماضي، وهو أدنى مستوى منذ 13 عاماً.
وتقلبت أسعار النفط بشكل كبير خلال الأشهر الستة الماضية، لكنها بلغت مستوى نحو 50 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع، ما يشير إلى أن الاتفاق يؤتي ثماره أخيراً.
من جهته، قال الأمين العام لـ «أوبك» محمد باركيندو خلال المحادثات «لدينا كل الأسباب لنشعر بالرضا عن التقدم الثابت الذي حققناه في جهودنا المجتمعة لتجاوز تحديات دورة سوق النفط الحالية، والتي لربما تعد الأسوأ بين جميع الدورات السابقة التي شهدناها أخيراً».
وأكد الأمين العام النيجيري أن معلومات السوق الأخيرة تظهر انخفاضاً في الوفرة العالمية التي تسببت بتراجع أسعار النفط وهو ما «يؤكد بلا أي شك.. أن السوق في طريقه إلى استعادة توازنه».
وقال وزير النفط النيجيري ايمانويل ايبي كاشيكو، لوكالة «بلومبرغ» إن «أعضاء أوبك يحاولون الوصول إلى هدف 60 دولاراً للبرميل. لسنا بعيدين كثيراً عن ذلك».
وأضاف «في حال وصلنا إلى آذار (عند انتهاء مدة صلاحية الاتفاق) ووجدنا أن هناك ضرورة للقيام بالمزيد، فأعتقد أننا سنفعل ذلك».
لكن هناك خطر من أن يدفع ارتفاع أسعار النفط الخام منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة (خارج الاتفاق) إلى زيادة انتاجهم، وهو ما سيتسبب بحدوث فائض في السوق.
على الصعيد ذاته،ارتفعت أسعار النفط نحو واحد بالمئة في تسوية تعاملات مسجلة أعلى مستويات في شهور بعدما قال كبار منتجي الخام الذين اجتمعوا في فيينا إنهم قد ينتظروا حتى كانون الثاني قبل اتخاذ قرار بشأن تمديد خفض الإنتاج بعد الربع الأول من العام المقبل من عدمه.
وذكرت رويترز نقلا عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بعد انتهاء اجتماع منظمة أوبك مع المنتجين المستقلين «أعتقد أن كانون الثاني هو أقرب موعد يمكننا فيه حقا أن نتحدث بمصداقية عن وضع السوق».
وقال وزراء آخرون إن قرارا بشأن تمديد التخفيضات قد يتم اتخاذه في تشرين الثاني عندما تعقد المنظمة اجتماعها الرسمي التالي.
وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 43 سنتا، أو ما يعادل 0.8 بالمئة، في التسوية إلى 56.86 دولار للبرميل وهو مستوى يقل سنتا واحدا عن الأعلى خلال الجلسة، والذي كان أيضا الأعلى منذ آذار.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في تسوية العقود الآجلة 11 سنتا، أو 0.2 بالمئة، إلى 50.66 دولار للبرميل.
وعلى أساس أسبوعي، حقق برنت مكاسب بلغت 2.2 بالمئة بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.5 بالمئة.
وزادت أسعار النفط أكثر من 15 بالمئة في ثلاثة أشهر بما يشير إلى أن اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط بواقع 1.8 مليون برميل يوميا قلص فائض المعروض عالميا. وساعدت زيادة الطلب أيضا في إحداث توازن في السوق.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة