معصوم يقّدم في السليمانية مبادرة تضمن التوافق بين أربيل وبغداد
السليمانية ـ عباس كاريزي:
وسط اجراءات امنية مشددة وتحشيد شعبي وسياسي منقطع النظير زار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني محافظة السليمانية التي لم يزرها منذ ثلاث سنوات لاعلان البدء بالحملات الدعائية للاستفتاء المزمع اجرائه في 25 من الشهر الحالي.
فبينما منعت الاجهزة الامنية في المحافظة تظاهرة وتجمع نظمه انصار حملة كلا للاستفتاء في الوقت الراهن، لم تتوقف حركة الحافلات التي قامت منذ مساء الثلاثاء بنقل الاف المواطنين من محافظتي اربيل ودهوك الى محافظة السليمانية، للمشاركة في التجمع الذي نظمه انصار نعم للاستفتاء، حيث املأت على اثرها فنادق المدينة، واستقدم الحزب الديمقراطي عربات مصفحة والالاف من عناصر الزيرفاني الذين اصطفوا على جانبي الطريق الواصل بين اربيل والسليمانية لتأمين الحماية لموكب بارزاني الذي وصل السليمانية في الساعة العاشرة صباح امس الاربعاء وكان في استقباله رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ونائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول والسيدة هيرو ابراهيم احمد عقلية الرئيس طالباني، وزعماء بعض الاطراف السياسية.
بارزاني القى كلمة وسط تجمع جماهيري في الملعب الرياضي الرئيس بالسليمانية، اكد ثقته بابناء محافظة السليمانية وتصويتهم بنعم للاستفتاء في 25 من الشهر الجاري، لافتا الا ان المحافظة لن ترضح ولن تكون اسيرة للاطراف الذين يروجون بكلا للاستفتاء.
واضاف ان الاستفتاء هو قرار جميع الاطراف السياسية وشعب كردستان وليس قرار حزب او اثنين، وهو جاء نتيجة للاخلال بالشراكة من قبل بغداد وعدم الالتزام بالدستور، مبينا ان تحول قضية الاستفتاء الى موضوع رئيسي ووضعها في جدول اعمال المجتمع الدولي واجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة هو نتاج الوحدة الوطنية وارادة الشعب ودماء الشهداء.
ونفى بارزاني ان يكون طرح مسألة الاستفتاء في الوقت الراهن كورقة ضغط تستخدم ضد بغداد والمجتمع الدولي، وتابع «لقد قلت مرارا لبغداد ان نكون جيرانا جيدين وفقا للمصالح المشتركة افضل من نعيش في ظل المشاكل والخلافات والصراعات».
وقال «مع الاسف لم نحصل لحد الان على بديل او ضمانة افضل من الاستفتاء الذي هو قانوني واعتيادي وليس جرما نرتكبه لاننا شعب تعرض منذ مئات السنين للمظالم والاضطهاد، مطمئنا ان الاستفتاء ليس بالضد من اي طرف او جهة وهو ليس نهاية العالم ونحن نظمئن الجميع «ولكن لايمكن ان يمنعوا شعبا من ان يقول رأيه».
واكد بارزاني استعداد الاقليم للتفاوض مع بغداد والمجتمع الدولي عقب اجراء الاستفتاء واضاف « يمكن ان نؤجل الاستقلال لسنة او سنتين عندها يمكن ان ننفصل بالتفاهم الاخوي ونكون عمقا للعراق ويكونو عمقا لنا».
الى ذلك ذكرت مصادر مطلعة للصباح الجديد ان رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم الذي وصل الى مدينة السليمانية، صباح امس الإربعاء يحمل معه مشروعا جديدا لحل الأزمة القائمة بين بغداد واربيل والدفع بإتجاه تأجيل الإستفتاء الذي يصر عليه مسعود بارزاني.
واضافت المصادر أن معصوم سيتباحث خلال وجوده في السليمانية مع مسعود بارزاني في مسألة لإستفتاء» مضيفا» أن المشروع الذي يحمله الرئيس العراقي يحظى بدعم كل من المكونين السني والشيعي في العراق ويرتقى الى مستوى « الضمانة» التي يطالب بها بارزاني.
الى ذلك وتزامناً مع زيارة بارزاني عقدت حركة التغيير والجماعة الاسلامية اجتماعا مهما بمحافظة السليمانية اعلنت فيه ان اجراء الاستفتاء في هذه الاوضاع وهذه الظروف سوف يعقد ويضع مستقبل الاقليم امام مخاطرجمة.
واضاف الجانبان في بيان حصلت الصباح الجديد على نسخة منه « اذا ما تم اجراء الاستفتاء وفقا لما اعلن عنه في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، سيؤدي ذلك الى حصول حرب ومشاكل ما سيتسب بخسارة تلك المناطق، واذا لم يتم اجراء الاستفتاء في تلك المناطق فانه اقرار منا بالتخلي عنها تلقائياً.
وتابع البيان ان حصول اي اشتباك او اقتتال بين قوات البيشركة والفصائل العراقية المرابطة في تلك المناطق، سيسهم في خلخلة الاوضاع الامنية وسوف يزعزع الامن والاستقرار الذي نعمل منذ سنوات على تأمينه لهم.
وطالبت حركة التغيير والجماعة الاسلامية السلطات في الاقليم الى الركون لرأي الدول الكبرى والجتمع الدولي المطالبة بتأجيل الاستفتاء، والاستفادة من الفرصة المتاحة لمعالجة المشاكل العالقة بين بغداد واربيل بما يضمن المصالح العليا لشعب كردستان.