الترويج للإرهاب

لا تنتهي معركة العالم مع الإرهاب إلا باستئصال الفكر المريض والسلوك المتوحش من عقول الذين امنوا بهذا الفكر ومنذ ظهور تنظيم القاعدة الارهابي وسريان نشاطه الارهابي في افغانستان والعراق وانتقاله الى دول اخرى بمسميات جديدة وتنظيمات فرعية تنتمي الى القاعدة فكرا وقيادة يدير قادة هذه التنظيمات عملياتهم باساليب بث الرعب والتوحش وفي ادبيات تنظيم داعش مايؤكد ويرسخ بهذه الاعمال الوحشية بوصفها الوسيلة المثلى في تمدد التنظيم والتمهيد لاخضاع السكان الذين يصبحون تحت سلطة احتلال التنظيمات الارهابية وقد شاهد العالم باسره على مدى عقدين من الزمن مشاهد الذبح والقتل والتعذيب التي اقدم عليها مجرمين وقتلة وجزارين اجتهد الارهاب في تقديم وحشيتهم بنحو يندى له الجبين الانساني وتهتز امامه مشاعر كل من يؤمن بالرحمة واذا كانت فلسفة القاعدة ومن بعدها داعش تقوم على هذه الصور المفزعة والمرعبة فان الاحرى بالدول التي تتحالف لمواجهة هذا الارهاب ان تمنع الارهابيين من تحقيق اهدافهم وغاياتهم في ان تصل رسائل الخوف والموت والترهيب الى الجهات او الاماكن التي يستهدفونها ومن هنا تأتي اهمية وخطورة الاعلام ووسائله المختلفة التي وظفها الارهاب لتحقيق مآربه وكانت ذروة نشاط هذا التوظيف هو الاستعمال الواسع لمواقع الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي وبث الاف الصور والرسائل من خلالها مع وجود دعم من قبل انصار التنظيمات الارهابية الذين سمحوا لهذه الصور وهذه الرسائل بالمرور والانتشار من دون وجود اي رادع قانوني او اخلاقي او اجتماعي يوقف هذا التدفق للفكر الارهابي وبرغم الهزيمة المرة التي لحقت بتنظيم داعش في العراق وسوريا وبرغم تقلص مساحات تواجد الارهابيين في هذين البلدين وانحسار نشاطهم في اماكن صغيرة الا ان قدرة التنظيم على استعمال الاعلام وتوظيفه لبث رسائله ماتزال قائمة وقوية ومايزال قادة هذا التنظيم يختارون الاماكن والشخوص البارزة في عملياتهم الارهابية التي يمكن ان تترك صدى اعلاميا واسعا بعد تنفيذها لذا فان استهداف التجمعات السكانية والاحياء والمناطق المشهورة والابنية والمعالم البارزة والاشخاص المشهورين ستبقى ضمن اجندة التنظيم المفضلة في نشاطه الارهابي من دون ان يراعي هؤلاء القتلة لاية حرمة لاساليب التفجير والقتل وماشهدته محافظة الناصرية من جريمة مروعة تعرف الملايين على مشاهدها من خلال مواقع الفيس بوك وتويتر يؤكد مانقوله في هذه السطور وسيكون من المهم جدا الانتباه لهذه الفلسفة ولهذا الفكر وايجاد آليات عمل تسهم فيها مرجعيات سياسية وقانونية واعلامية لافشال مساعي الارهاب في الترويج لعملياته والعمل على مخاطبة وسائل الاعلام التي تساعد هذا التنظيم من حيث تدري او لاتدري بعدم نشر المشاهد البشعة والمؤلمة لضحايا الاعمال الارهابية والتفجيرات الدامية بما يحقق للارهاب رسائله الملوثة .
د. علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة