المجلس الأعلى للاستفتاء يناقش بديل المجتمع الدولي لتأجيل الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:
يناقش المجلس الاعلى للاستفتاء البديل الذي قدمه المجتمع الدولي لسلطات الاقليم لقاء تأجيل الاستفتاء، والعودة الى الحوار والتفاهم مع بغداد، في غضون ذلك اكد المتحدث باسم الحزب الديمقراطي عن زيارة وفد رفيع المستوى من الاقليم الى بغداد للتباحث في احتواء التوتر والتشنج الذي نجم مؤخرا على خلفية اصرار الاقليم على اجراء الاستفتاء في 25 من شهر أيلول الجاري.
وقال المتحدث باسم الديمقراطي محمود محمد ان وفداً من الاقليم سيزور بغداد خلال الايام المقبلة للتفاهم مع بغداد ودول الجوار حول القضايا الخلافية وتوضيح وجهة نظر الكرد والاسباب التي دفعت بهم الى تبني مسألة الاستفتاء، منتقدا موقف الحكومة الاتحادية من الاقليم وسعيها للتضييق عليه والتنصل من الشراكة التي بنيت عليها العملية السياسية.
واضاف محمد في تصريح للصباح الجديد على هامش مشاركته في مؤتمر الديمقراطية وحق تقرير المصير المنعقد بمحافظة السليمانية يومي 16-17- من الشهر الجاري بمشاركة كتاب واكاديميين عرب وعراقيين، ان الوفد سيناقش مع بغداد الضمانات الدولية ومدى تقبل بغداد لها اذا ما وافق الاقليم على تأجيل الاستفتاء، وهل ستعترف بغداد بالنتائج التي ستلي التأجيل ، مبيناً ان الاقليم يسعى لاختيار افضل الطرق بعيدا عن العنف والاقتتال لتحقيق الاهداف التي يرنو اليها.
وتابع ان تفعيل البرلمان جاء كضرورة حتمية للاقليم وان ابواب الحوار مفتوحة امام حركة التغيير والجماعة الاسلامية للعودة والمشاركة في جلسات البرلمان وطرح وجهة نظرهم ورؤيتهم تجاه الية معالجة مشكلات الاقليم.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد وصف في احدث تصريح له اجراء الاستفتاء في كردستان بانه «لعب بالنار»، محذرا من فتح الباب على مصراعيه أمام الدول لعدم احترام حدود ودستور العراق، اذا ما اصر الاقليم على اجراء الاستفتاء، وقال ان «كل المكتسبات التي حققها مواطنونا الكرد العراقيين معرضة للتهديد».
وأضاف العبادي أنه «عندما تفتح خلافا مع الكل ولا تعترف بالدستور والحدود والقانون العراقي، وتطلب من الدول الأخرى الاعتراف، فإن هناك تناقضا»، مستدركا «أنت الآن تفتح الباب على مصراعيه لعدم احترام هذه الدول للحدود والدستور العراقي، وتشجع الآخرين على التدخل بالشأن العراقي، وهذه خطورة».
من جانبه اشار عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي إلى استعداد بغداد للاتفاق مع الاقليم على برنامج لتحقيق الكونفدرالية والاستقلال بضمانات دولية، خلال السنوات العشر المقبلة.
وتابع الربيعي في تصريح لموقع روداو إن الاستفتاء خطوة خطرة لأنها سوف تذهب جميع المنجزات التي حصل عليها الشعب الكردي، مضيفاً وإن ما يقوم به الكرد هو القفز في الهواء، ولا توجد خطوات ما بعد الاستفتاء، لان الاصرار على اجراء الاستفتاء سيجعل من كردستان بؤرة للتوتر من الآن حتى عشرات السنين.
في غضون ذلك ناقش المجلس الاعلى للاستفتاء في اقليم كردستان الضمانات والبدائل التي قدمها المجتمع الدولي لحكومة الاقليم لقاء تأجيل الاستفتاء، واكدت مصادر مطلعة ان اهم الضمانات المقدمة هي طرح قضية الكرد على جدول اعمال مجلس الامن الدولي لمناقشتها وتوجيه طلب رسمي للاقليم بتأجيل الاستفتاء وتحديد موعد آخر لإجرائه.
الى ذلك حذر مسؤول المركز الثاني لتنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك من خطورة اجراء الاستفتاء على مستقبل الكرد في المدينة، مطالبا رئيس الاقليم مسعود بارزاني بعدم اجراء الاستفتاء في كركوك والمناطق المتنازع عليها.
ونقل موقع شار بريس عن مصادر مطلعة ان مسؤول مركز تنظيمات كركوك في الاتحاد الوطني الكردستاني اسو مامند حذر مسعود بارزاني من الاصرار على اجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها وخصوصا كركوك، مؤكدا ان اجراء الاستفتاء سينعكس سلبا وسيلحق ضررا بمصالح الكرد في كركوك.
وتابع مصدر مطلع ان الكرد لا يشكلون اغلبية مطلقة في محافظة كركوك وان اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن في ظل مقاطعة العرب والتركمان له الى جانب قسم من الكرد لن يحقق النسبة المطلوبة لاعتماده في كركوك.
وقال مصدر انه وفي ظل الاختلاف في وجهات النظر ومعارضة مسؤول واعضاء مركز تنظيمات كركوك لاجراء الاستفتاء في المدينة من دون اتخاذ التدابير المطلوبة، ادى الى توقف ومنع البدء بالحملات الدعائية للاستفتاء في كركوك.
بدورها طالبت حركة (كلا للاستفتاء في الوقت الراهن) الاطراف السياسية في الاقليم الى التجاوب مع المعارضة التي ابداها المجتمع الدولي للاستفتاء وتأجيل الاستفتاء الى اجل غير مسمى.
واضاف عضو برلمان كردستان المتحدث الرسمي باسم حركة كلا للاستفتاء رابون معروف، ان الموقف الرسمي للامم المتحدة والمجتمع الدولي، فضلاً عن جميع التطورات والاحداث السياسية الاخيرة الخاصة بالاستفتاء أثبتت من دون مجال للشك صحة التوقعات التي اعلنت عنها حركة كلا للاستفتاء.
واقال اننا نؤكد مرة اخرى ان قرار اجراء الاستفتاء لم يأت منسجما وملبياً لمتطلبات ومصالح شعب كردستان العليا، وان الاصرار على اجرائه بهذا الشكل سوف يعرض شعب كردستان للعديد من الازمات والكوارث السياسية والانسانية التي نحن في غنى عنها.