وفود أميركية إيرانية تركية تزور الإقليم للتشديد على ضرورة تأجيل الاستفتاء

حراك سياسي محموم قبيل بدء جلسة برلمان كردستان غداً الخميس
السليمانية ـ عباس كاريزي:

وسط توقعات بأن تقاطع حركة التغيير والجماعة الاسلامية جلسة برلمان كردستان المعطل بقرار سياسي منذ سنتين الذي اتفق الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي على عودة عقد جلساته غدا الخميس 14-9-2017، يشهد اقليم كردستان حراكاً سياسياً محموماً لضمان مشاركة جميع الاطراف في الجلسة التي يتوقع ان تشهد جدلا واسعا تمهيدا لاصدار قانون يشرع اجراء الاستفتاء في الاقليم.
الاتحاد الوطني الكردستاني عقد امس الثلاثاء اجتماعين منفصلين مع الحزب الديمقراطي وحركة التغيير من جهة والجماعة الاسلامية والديمقراطي من جهة اخرى، بهدف مناقشة والحصول على رد حول مبادرة قدمها لمشاركة القوى والاطراف السياسية كافة في اعادة تفعيل البرلمان مقابل تبني حزمة شاملة من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية في الاقليم.
وفي حين يصل وفد أميركي وآخر تركي الى الاقليم اليوم الاربعاء الى اربيل بهدف مناقشة التداعيات التي سيخلفها اجراء الاستفتاء وبينما كانت مدينة مندلي في مقدمة المناطق التي طالتها التوترات الطائفية والقومية وعدها البعض اول مدينة متنازع عليها يخسرها الاقليم، يناقش وفد ايراني يزور الاقليم منذ يومين برئاسة قاسم سليماني مع قادة الاقليم مسألة الاستفتاء وضرورة تأجيله واعطاء فرصة ثانية للحوار مع بغداد.
وبينما يصل مبعوث الرئيس الاميركي في التحالف الدولي للحرب على الارهاب بريت ماككورك ورئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان الى الاقليم اليوم الاربعاء لوضع الاقليم في صورة التداعيات التي قد يخلفها اصرارهم على اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن، والتشديد على ضرورة تأجيل استفتاء اقليم كردستان المزمع اجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول الجاري. وعلى وفق معلومات حصلت عليها «الصباح الجديد» من مصادر سياسية مطلعة، فأن ماككورك سيرأس وفداً أميركياً رفيع المستوى، يزور أربيل للتأكيد على ضرورة تأجيل استفتاء اقليم كردستان في الوقت الحالي.
وعلى وفق تلك المصادر المطلعة فأن الوفد الأميركي سيؤكد للقيادة السياسية الكردستانية على ضرورة التوافق بين أربيل وبغداد لحل المشكلات العالقة.
وكان السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان والقنصل الأميركي العام في أربيل كين غروس، قد زارا المقر الرئيسي لحركة التغيير في مدينة السليمانية اول امس الاثنين.
حيث شدد السفير الاميركي خلال لقائه بالمنسق العام لحركة التغيير عمر سيد علي بأن الولايات المتحدة الأميركية ليست مع اجراء الاستفتاء في الوقت الحالي، وستعمل على تأجيله الى اجل غير محدد، مجدداً تأكيد بلاده بعدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء في حال إجرائه.
في غضون ذلك عقد الاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعات منفصلة اطلق عليها المبادرة الاخيرة مع حركة التغيير والجماعة الاسلامية اللذين اعلنا سابقا رفضهما اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن ووفقا لمصادر مطلعة فان الاجتماع الثلاثي ناقش مسألة تفعيل برلمان كردستان والنقاط السبع التي طرحها المجلس القيادي للاتحاد الوطني على الاطراف السياسية الكردستانية.
وقال سامال عبد الله عضو المجلس الوطني لحركة التغيير في تصريح، ان التغيير مصرة على تنفيذ النقاط الخمس التي كانت الحركة طرحتها مسبقا لحل المشكلات السياسية، وفي مقدمتها تعديل قانون رئاسة اقليم كردستان، والغاء نظام الادخار الاجباري في رواتب الموظفين بقرار رسمي من قبل الحكومة.
وفي تصعيد عدّ خطيرا على مستقبل العلاقة بين اربيل وبغداد صوت مجلس النواب خلال جلسته الاعتيادية امس الثلاثاء، على رفض استفتاء اقليم كردستان المزمع اجراؤه في الـ 25 من الشهر الجاري في محافظات الاقليم اضافة الى كركوك والمناطق المتنازع عليها.
كما الزم مجلس النواب رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ جميع التدابير التي تحفظ وحدة العراق، بما فيها استعمال القوة، وكان مجلس النواب قد صوت على ادراج موضوع استفتاء كردستان، على جدول اعمال الجلسة بناء على طلب مقدم من ٨٠ نائباً.
نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي الأمين العام لحزب العراق متحدون قال من جهته ان اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان ضمن حدود 2003 ، يشكل مخالفة دستورية واضحة يجب التحفظ عليه.
وتابع في بيان حصلت الصباح الجديد على نسخة منه « شمول كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها في الاستفتاء تصرف غير دستوري وغير قانوني ويتضمن اعتداء جليا على حقوق المكونات المتآخية من عرب وتركمان ، لذلك فإننا نرفضه رفضا قاطعا» .
واضاف «ندعو أهلنا من العرب والتركمان في المناطق المتنازع عليها إلى رفض الاستفتاء وعدم المشاركة فيه، ونعلن رفضنا لأية نتائج يتمخض عنها الاستفتاء ذلك أننا غير معنيين بها بسبب عدم قانونيتها وتناقضها مع الحقوق والعيش المشترك للمكونات المتآخية .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة