عملت مع التنظيم في ما يسمى بديوان الحسبة
متابعة الصباح الجديد:
تروي إحدى النساء المنتميات إلى عصابات داعش رحلتها في عالم الإرهاب الذي ولجت إليه عبر وظيفة غريبة وقاسية، وهي تطبيق أحكام أصولية وتنفيذ عقوبات قاسية بحق نساء مدينة الموصل.
ونشرت صحيفة “القضاء” إفادة المتهمة (ش. م. ر) التي روت فيها قصتها الكاملة وعملها في ديوان الحسبة أحد تشكيلات داعش الإرهابي رفقة زوجها.
وأفادت المتهمة بأنها عراقية الجنسية ومتزوجة من رجل عراقي وتسكن محافظة نينوى بناحية بادوش.
وقالت المتهمة التي تقف أمام المحكمة الجنائية المركزية بتهمة الإرهاب “بعد دخول داعش بشهرين إلى مدينة الموصل أقدم زوجي على الانتماء إليه ومبايعة (الخليفة) حتى عيّن لديهم وأوكلت له مهام العمل في ديوان الحسبة”.
ومعروفٌ أن ديوان الحسبة بمثابة شرطة الشوارع يتولى مراقبة الناس والتضييق على حرياتهم ومحاسبة مخالفي أوامر وتعليمات داعش الإرهابي المتشدّدة وفق أحكام فورية وينفذ عناصره عقوباتهم بالمخالفين أمام الجمهور في الأماكن العامة.
وتضيف العضاضة أن “داعش احتاج الى نساء في ديوان الحسبة، وبعد حوالي شهر واحد من عمل زوجي في الديوان وتحديدا في أيلول من عام 2014 طلب مني الانضمام إلى داعش والعمل معهم في ديوان الحسبة”.
وتواصل أن “حديث زوجي أقنعني بمبايعة داعش والانخراط في ديوان الحسبة إذ عيّنت للعمل في ما يسمى بالأمنية”.
وعن ماهية عملها ضمن هذا الديوان قالت أم بكر “أوكلت إلي مهام تفتيش النساء ومراقبة سلوكهن وفيما إذا ما التزمن بتعليمات داعش أم لا”.
وأضافت “كنت أتولى محاسبة النساء ممن يخالفن التعليمات مثلا إذا لم يلتزمن بلبس الحجاب والنقاب وتنص التعليمات الأصولية أيضا على عدم الخروج إلا برفقة محرم وعدم مزاولتهن لأي أعمال خارج المنزل حتى وان كانت تخص المنزل كتنظيفه أو استقبال ضيوف بعلنية دون ستر أو تخفٍّ والالتزام بجميع الأوامر التي يصدرها ديوان الحسبة”.
وعن آلية العمل أشارت إلى أنها كانت غالبا ما تذهب “مع فرق الأمنية إلى بيوت المنتسبين أو الموظفين في الحكومة العراقية ممن تركوا دورهم وبقيت عائلاتهم لغرض تفتيش النساء الموجودات”.
وحسب إفادتها فأنها لم تكن تخرج في جولاتها التفتيشية إلا إذا كان برفقتها دوما رجال الحسبة وغالبا ما كان معها زوجها، وهو أحد رجال الحسبة في داعش.
وأكملت المتهمة بالقول “واجبي كان يتضمن مصادرة أي سلاح أجده مخبئا في المنازل أو أي مصوغات ذهبية لدى النساء وكذلك مصادرة المبالغ المالية التي تعود لعائلات أفراد الشرطة العراقية أو منتسبي الجيش المطلوبين لداعش وهم ممن هربوا من دون عائلاتهم التي بقيت في المنازل بعد أن تعذر عليهم إخراجهم من المدينة”.
وتذكر في أفادتها أيضا أعمالا أو مهاما أخرى تولتها كـ”مراقبة ومحاسبة النساء الخارجات إلى السوق أو معاينة السيطرات المنصوبة على الشارع العام إذا خالفت تعاليم ديوان الحسبة”.
وتروي أن وظيفتها كانت تحتم عليها معاقبة النساء المخالفات بواسطة عقوبة غريبة وهي العض، لافتا إلى أن طقم أسنان حديديا بحوزتها كانت ترتديه وتتولى نهش أجساد النساء.
وتعرج المتهمة على الكنية او اللقب الذي منحه إياها ديوان الحسبة، وتقول “كنّيت بلقب (أم بكر) منذ انتمائي لداعش وأنا معروفة لدى أهالي ناحية بادوش باسم (أم بكر العضاضة)”.
وأشارت الى انها استمرت بالعمل مع داعش لحين بدء العمليات العسكرية في الجانب الأيمن من الموصل وعندما تم تحرير المناطق قمت بالخروج من المدينة مع الأهالي النازحين”.
وتفيد أم بكر بأنه تم القبض على زوجها عند سيطرة للجيش العراقي أثناء المسير مع الأهالي النازحين واعتقل كونه مطلوبا بتهمة الإرهاب، ذهبت بعدها الى منطقة حي الانتصار عند بيت أقارب زوجي وبقيت لديهم مع أطفالي الثلاثة لمدة خمسة عشر يوما، وبعدها حضرت قوة أمنية إلى البيت وقامت بالقبض علي بسبب وجود مذكرة قبض صادرة بحقي من قبل المحكمة”.
وخلصت إفادة المدعوة أم بكر العضاضة إلى اعتقالها واعترافها بالانتماء إلى داعش وآلية عملها فيه، وكشفت عن أسماء العاملين معها، وتمت إحالة أوراقها التحقيقية إلى محكمة الجنايات المركزية لإصدار الحكم العادل بها”.