نائب: الإصرار على إجراء الاستفتاء على شكله الراهن خطأ قاتل للقيادة الكردية

كتّاب وصحفيون يطالبون المواطنين بالتصويت بكلا في الاستفتاء
السليمانية ـ عباس كاريزي:

توقع مراقبون للحراك السياسي في اقليم كردستان ان يتراجع رئيس الاقليم مسعود بارزاني عن قراره باجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم في 25 من ايلول المقبل، وان يحمل شركاءه في العملية السياسية المسؤولية عن اخفاقه في بناء الدولة الكردية المرتقبة.
فبينما قال سكرتير برلمان كردستان فخرالدين قادر ان مسألة الاستفتاء والاستقلال قضية مصيرية يجب ان يتم المصادقة عليها وفقا للقانون في برلمان كردستان، لانه وبخلاف ذلك سيأخذ الموضوع طابعاً حزبيا، اكد عضو مجلس النواب عن حركة التغيير النائب هوشيار عبد الله ان الذين تبنوا مسألة الاستفتاء ويقولون المهم ان يكون لنا دولة يرتكبون خطأ قاتلاً، «لان بناء الدولة اذا لم يكن على اساس ناجح سيؤدي الى انشاء دولة شبيهة بجنوب السودان او كوريا الشمالية، ستكون دولة فاشلة ينفر منها المواطنون، ستغدو عامل عدم استقرار للمنطقة وشعب كردستان على حد سواء.
واضاف عبد الله في تصريح للصباح الجديد ان مفهوم بناء الدولة على اساس قومي اثبت فشله وفقا لجميع التجارب السابقة، وهي ستكون اشبه بليبيا وعراق صدام حسين وبعض الدول الاخرى الى بنيت على اساس قومي، مؤكدا ان الدولة القومية عفى عليها الزمن، لذا يجب ان نبني دولة على اساس المواطنة والحقوق والواجبات بعيدا عن النعرات القومية والطائفية.
وتابع ان الماكنة الحزبية التي تروج للنزعة القومية الكردية التابعة للاطراف والاحزاب المتنفذة، تتاجر بقوت ومقدرات الشعب، وتسعى عبر اجراء الاستفتاء للحصول على تفويض جديد من الشعب يمكنها من التحكم بمقدرات الاقليم لعشرين عاماً المقبلة، بعيدا عن اية اعتبارات ديمقراطية وقانونية.
عبد الله دعا الى الاستفادة من التجربة في شمالي كردستان وتعديل مسار الادارة والحكم في الاقليم مشيرا الى انه يعارض اجراء الاستفتاء لانه لا يثق بهؤلاء ان يبنوا لشعب كردستان دولة، ولن تكون الدولة التي ينوون بناءها ناجحة، لذا اقول كلا وادعو المواطنين للادلاء برأيهم بكلا حتى لا تزور اصواتهم.
من جهتهم عدّ صحفيون واعلاميون استطلعت الصباح الجديد أراءهم الاستفتاء الذي يروج له خدعة وليس الهدف منه بناء دولة للكرد، وقال الصحفي ابراهيم عباس في تصريح للصباح الجديد، ان بارزاني اثار ملف الاستفتاء بهدف تحقيق بعض الاهداف الشخصية والحزبية، مبيناً ان هذا الاستفتاء لا يصب في مصلحة شعب كردستان، وحتى اذا تمكن من تأسيس دولة فانها ستكون على شاكلة الدول الدكتاتورية المتواجدة في المنطقةً.
وتابع ان حملة كلا للاستفتاء مستمرة في تنفيذ الخطط والبرامج التي تبنتها لتعبة الرأي العام لتأجيل الاستفتاء في الوقت الحاضر، وانها ستحث المواطنين على المشاركة، اذا ما تيقنت من اجراء الاستفتاء فان الخطة(B) تكمن في مطالبة المواطنين بالمشاركة في العملية والتصويت بكلا للاستفتاء حتى لا يتم مصادرة اصواتهم.
بدوره قال شاسوار عبد الواحد وهو ايضا عضو في حملة كلا للاستفتاء خلال مشاركته في ملتقى نظم لمناقشة الاستفتاء في السليمانية انه متيقن من ان الاستفتاء الذي تروج له الطبقة السياسية ليس الهدف منه بناء دولة، وتابع ان بناء الدولة يتم باناس يستحقون هذا العنوان وان الذين يروجون لبناء الدولة لايستحقون ان تخرج هذه الكلمات منهم.
بدورها أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والإستفتاء في إقليم كردستان، عن آلية مشاركة المواطنين المقيمين خارج الاقليم في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر/ايلول المقبل .
وأوضحت المفوضية في بيان أصدرته يوم أمس أن بإمكان المواطنين في الخارج تسجيل أسمائهم على موقعها الالكتروني ابتداءً من الأول من شهر سبتمبر/أيلول المقبل ولغاية السابع من الشهر ذاته، ودعت المواطنين لزيارة موقعها الالكتروني www.khec.krd لتسجيل أسمائهم من أجل المشاركة بالاستفتاء.
الى ذلك توقعت مصادر مطلعة ان يتراجع رئيس الاقليم المنتهية مسعود بارزاني عن اصراره على اجراء الاستفتاء، وهو يسعى للحصول على ضمانات محلية ودولية بضمان حقوق الكرد والشراكة في الحكومة العراقية المقبلة.
وتابع المصادر ان بارزاني وصل الى قناعة يشاركها فيها شركاؤه في العملية السياسية، بضرورة تأجيل الاستفتاء، على عكس ما تروج له وسائل اعلام تابعة لحزبه، وهو مستعد للتخلي عن اجراء الاستفتاء نزولا عند رغبة ودعوات اوروبية اميركية.
وكان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان قد استقبل اول امس السبت في منتجع صلاح الدين، وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان و وزيرة دفاع فرنسا فلورنس بارلي، اللذان قدّما شرحاً عن موقف بلادهم من عملية الإستفتاء في إقليم كردستان، أكد خلاله على ضرورة إستمرار الحوار بين الإقليم وبغداد للوصول إلى نتيجة ترضي الطرفين.
‏بدوره قال بارزاني أنّ شعب كردستان لن يتحمل تكرار التجارب الفاشلة، وسيسلك سبيل الإستفتاء وتقرير المصير، ويتمنى أن يعيش ‏في علاقة جيرة إيجابية جنبا إلى جنب مع بغداد، وأن يبني معها علاقات جوار جيدة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة