بعد تعرضهم لأبشع النكبات جرّاء هجمات “داعش”
بغداد ـ الصباح الجديد:
من المعلوم ان الإيزيديين تعرضوا لأبشع النكبات جراء الهجمات التي استهدفتهم وديارهم من قبل عصابات “داعش” وتم تهجير أكثر من 275 ألف مواطن من بيوتهم في جبل سنجار، أكثريتهم من الأيزيديين، كذلك تم تهديم المنازل بشكل مُمَنهج أو الاستيلاء عليها من قبل “الدواعش”. وقد تم تدمير وإحراق نحو ثلاث آلاف منزل في ناحية سنوني وحدها.
الأيزيديين هم مجموعة عرقية دينية تستوطن العراق وسوريا، يعيش أغلبهم في منطقة جبال سنجار والشيخان ضمن الموصل في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وينسبون عرقياً إلى أصول ذي جذور هندو أوروبية، يرى الأيزيديون أن شعبهم موجود منذ الأزل على الأرض ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، بينما يرى بعض الباحثين الإسلاميين أن الديانة الأيزيدية ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام.
والديانة الأيزيدية غير تبشيرية، وبذلك يعدها كثيرون قومية مستقلة وديانة، في حين يرى الكثير من الأيزيديين أنفسهم أكراد القومية، في حين قسم ثالث منهم يرون أنفسهم كعرب القومية كإيزيدية بعشيقة وبحزاني.
وكجزء من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) بشأن إعادة التأهيل الحضري في العراق بالشراكة مع محافظة نينوى، فقد تم ترميم أكثر من 562 منزل متضرر في 11 قرية في ناحية سنوني منها 108 منزل في بلدة آشتي. وقد تم تنفيذ المشروع بدعم من برنامج الأمم المتحدة الانمائي في العراق من خلال برنامجه لمواجهة الكوارث ودعم القدرة على الصمود، بدعم سخي من الحكومة الألمانية.
وبحسب بيان صحفي صدر عن المنظمة الدولية فقد تم الاحتفاء بالانتهاء من تنفيذ مشروع إعادة تأهيل المساكن في سنوني والذي سهل عودة 3000 نازح إلى بيوتهم التي تمت إعادة تأهيلها، بالإضافة إلى توزيع شهادات الإشغال على أُسر الأيزيديين في آشتي. ويعمل المشروع، بالتوازي مع الدعم الفني لإعادة تأهيل المنازل المتضررة، على التركيز على ضمان حقوق الإنسان في السكن الملائم كدعامة أساسية لتحقيق مجتمعاتٍ معافاة وفعّالة وقادرة على الصمود. وهذا من الأمور الأساسية بالنسبة للأسر الأيزيدية العراقية التي خضعت للتهميش ما أدى لحرمانهم في هذه المنطقة من أمن الحيازة لمدد طويلة وباستخدام نموذج نطاق الحيازة الاجتماعية، وهو أداة وضعها برنامج الهابيتات وتم تطبيقها في بلدان كثيرة، أجرى الفريق اجتماعات للتشاور مع المجتمعات المحلية للتحقق من مطالبات العائدين المتعلقة بإشغال المساكن، وتم إصدار شهادات الإشغال التي صادقت عليها السلطات المحلية وكذلك أفراد المجتمع.
ويشجع المشروع الاستدامة والقدرة على الصمود في بلدات العائدين -المستفيدين والشاغلين الشرعيين -من خلال إعادة تأهيل المساكن والبنية التحتية، إلى جانب الاعتراف بحقهم في الممتلكات وإشغالها.
وجاء في البيان أيضاً ان المشروع اعتمد نهجاً قائماً على المجتمع المحلي يشمل المقاولين المحليين، والمشاركة المباشرة للمجتمع المحلي في أعمال إعادة التأهيل، والشراكة الفعالة مع السلطات المحلية. ويعتمد النهج الذي يقوده المجتمع المحلي على الاعتماد الذاتي للمجتمعات والسلطات المحلية، والاستثمار في الموارد المجتمعية، ويضمن الأمن والحماية، بالإضافة إلى دعم توطيد السلام والتماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع. وفي نهاية المطاف، يُعزز المشروع الحق في السكن اللائق للأسر الضعيفة التي حُرمت من الحصول على الأراضي وحقوق الملكية لعقود، ودُمِرَت منازلها خلال هجمات إرهابيي “داعش” على سنجار. كما أنه يستكمِل جهود المصالحة التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقد ذَكَّر السفير الألماني الدكتور سيريل نون، خلال الحفل، بالانتهاكات والأعمال الوحشية التي قام بها الدواعش ضد الأيزيديين، مؤكداً أن “ألمانيا تستضيف أكبر عدد من الأيزيديين خارج العراق، وأن ألمانيا الدولة والشعب ستستمر بدعم الأيزيديين في العراق”. كما أكدَّ نون على أهمية عمل منظمات الأمم المتحدة في المنطقة، وذلك لضمان العودة المستدامة للمجتمع الأيزيدي في العراق.
وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق الدكتور عرفان علي، على الأهمية الستراتيجية لهذا التدخل لتسهيل العودة، ليس فقط من خلال إعادة تأهيل للمنازل والبنية التحتية المتضررة ولكن أيضا من خلال معالجة حقوق الحيازة للأسر العائدة، مضيفاً أن “الاعتراف بحقوق إشغال المساكن للأيزيديين للمرة الأولى منذ عقود هو إنجاز مهم وأداة ضرورية لدفع المزيد للعودة إلى المنطقة”.
وشكر نائب محافظ نينوى عبد القادر سنجاري جمهورية ألمانيا الاتحادية على مساهمتها في إعادة تأهيل المنطقة، وأكدَّ الحاجة إلى المزيد من المداخلات وجهود إعادة التأهيل. كما أكد على أهمية صكوك الإشغال التي وزعها البرنامج.
ونيابة عن المجتمع المحلي في سنوني، قدَّم القائمقام نايف سيدو قاسم، شكره على الجهود الملموسة التي تم بذلها من خلال المشروع، مؤكداً على الحاجة لمزيد من الدعم لتسهيل أعمال إعادة التأهيل والإعمار.