يتسبب في تحرك وارشو في الاتجاه المعاكس
باريس ــ وكالات :
حذر الرئيس الفرنسي من أن بولندا تعزل نفسها داخل الاتحاد الأوروبي وأن شعبها يستحق أن يكون أفضل ، فقد أكد الرئيس ماكرون أن حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا ، وهو حكومة قومية وروسيبتيكية ، يتسبب في تحرك وارسو في الاتجاه المعاكس لبقية أوروبا ، ورفضت بولندا الاتهامات ، ووصفت ماكرون بعدم الخبرة والعجرفة، فيما دعا مصدر في الحكومة البريطانية امس الاحد الاتحاد الاوروبي الى عدم «المماطلة» في مفاوضات بريكست، وذلك قبيل انطلاق جولة جديدة من المباحثات بين الطرفين في بروكسل حول خروج المملكة المتحدة من التكتل.
وقال الرئيس ماكرون أن أوروبا منطقة أنشئت على أساس القيم ، والعلاقة مع الديمقراطية والحريات العامة التي تختلف عنها بولندا امس الاحد ، لافتًا إلى أن عدم رغبة بولندا في التراجع في التوجيهات المنقحة للاتحاد الأوروبي حول العمال «المرسلين» من الدول الشرقية الذين ينشرون مؤقتًا في الدول الأكثر ثراءً ، هو خطأ يؤدي إلى منافسة غير عادلة.
وأضاف الرئيس الفرنسي «بأي حال من الأحوال فإن قرار الدولة التي قررت عزل نفسها عن أعمال أوروبا يعرض فكرة التوصل إلى حل توفيقي طموح للخطر ، كما أنه هجوم سافر يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات بين القوى الغربية ومفوضية الاتحاد الأوروبي وبولندا ، كما أن الشعب البولندي يستحق أفضل».
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البلغاري رومين راديف في منتجع فارنا في البحر الأسود إن بولندا لا تحدد مستقبل أوروبا ، ولن تحدده غد وردا على ذلك.
وأضاف رئيس الوزراء البولندى بيتا سيدلو ، أن المصرفى السابق ماكرون البالغ من العمر 39 عامًا يفتقر إلى الخبرة السياسية واتهمه بتقويض الاتحاد الأووربي ، قائلًا «أنصح الرئيس بأنه يجب أن يكون أكثر تصالحية ، ربما تكون تصريحاته المتغطرسة نتيجة لانعدام الخبرة ، وأنصح الرئيس بأن يركز على شؤون بلده لكي يكون قادرًا على تحقيق نفس النتائج الاقتصادية وبنفس المستوى من الأمن للمواطنين التي تضمنها بولندا».
وجاءت تعليقات السيدة سيدلو إشارة غير مباشرة إلى رفض الحكومة البولندية قبول المهاجرين من الشرق الأوسط الذين يعتبرون تهديدًا للأمن القومي ، وقد استدعت وزارة الخارجية البولندية على وجه الاستعجال القائم بالأعمال الفرنسي للتعبير عن استياء الحكومة البولندية ، إزاء كلمات ماكرون المتغطرسة ، كما نقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية ماريك ماجيروسكي قوله إن بولندا تتوقع أن تتخلى فرنسا عن لغة مثيرة للانقسام وتضر بوحدة الاتحاد الأوروبي.
وفي غضون ذلك دعا مصدر في الحكومة البريطانية امس الاحد الاتحاد الاوروبي الى عدم «المماطلة» في مفاوضات بريكست، وذلك قبيل انطلاق جولة جديدة من المباحثات بين الطرفين في بروكسل حول خروج المملكة المتحدة من التكتل.
وقال المصدر «يجب على الطرفين ان يتمتعا بالليونة وبالإرادة في التوصل الى تسويات عندما يتعلق الامر بحل خلافات بشأن بعض المواضيع».
واضاف «كما سبق وقال الاتحاد الاوروبي، الوقت يمر وبالتالي يجب على كل من الطرفين عدم المماطلة».
بدورها دعت وزارة بريكست في الحكومة البريطانية، المفوضية الاوروبية الى ابداء «مزيد من الليونة» بينما يدفع المفاوضون البريطانيون باتجاه محادثات حول مستقبل العلاقات التجارية بالتزامن مع الانفصال.
وقالت الوزارة في بيان ان «المحادثات المتعلقة بخروجنا وبالشراكة الوثيقة والمميزة التي نريدها في المستقبل مع الاتحاد الاوروبي هما موضوعان مترابطان جوهريا».
الا ان الاتحاد الاوروبي اكد ضرورة تحقيق «تقدم كاف» حول ثلاث قضايا هي وضع مواطني الاتحاد الاوروبي في بريطانيا وكلفة بريكست والحدود المقبلة بين ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا، قبل البحث في مستقبل العلاقات التجارية بين لندن والاتحاد.
وصرح مسؤول في الاتحاد لصحافيين الجمعة الماضية ان «هوة كبيرة جدا» تفصل بين «المكان الذين وصلنا اليه والمكان الذي نريد الوصول اليه»، مشيرا إلى «سطحية» في المفاوضات حتى الآن. وقال انه «من غير المرجح» تحقيق «خطوات كبرى» في محادثات الايام المقبلة.
ولم يحدد موعد بدء الجولة الجديدة من المفاوضات بدقة اذ ان اليوم الاثنين هو يوم عطلة في بريطانيا.
وقالت بريطانيا انها ابدت «براغماتية» في سلسلة من المواقف في الاسابيع الاخيرة حول العلاقات التجارية المستقبلية والحدود الايرلندية وآليات تسوية الخلافات في مرحلة ما بعد بريكست.
لكن مسؤولين في الاتحاد الاوروبي انتقدوا بشدة المقترحات البريطانية في المفاوضات.
واكد المصدر في الحكومة البريطانية ان مفاوضات الاسبوع الجاري سيغلب عليها الطابع التقني وستشكل «منطلقا للمحادثات اعمق في ايلول « المقبل.