نساء بغداد يشكلن جمعية مكافحة المسكرات سنة ١٩٣٧

طارق حرب
لقد تولى عدد من نساء بغداد سنة ١٩٣٧، تأسيس جمعية لمكافحة العلل الاجتماعية ووجدت هذه النساء البغداديات ان الادمان على المسكرات هو اول هذه العلل اذ شهدت الفترة من بداية ثلاثينات القرن الماضي تأسيس عدد من الجمعيات النسوية التي تظهر في بغداد ومن هذه الجمعيات جمعية مكافحة المسكرات التي شكلتها النسوة البغداديات سنة ١٩٣٧ ،حيث عقدن العزم على القيام بهذه المهمة بقصد مكافحة الادمان على المسكرات عن طريق محادة هذه الظاهرة او القضاء عليها والسيدات اللاتي تولين تشكيل هذه الجمعية هن زوجة الدكتور فاضل الجمالي والذي كان مفتش عام المعارف قبل ان يصبح وزيرا ورئيس وزراء والسيدة سارة الجمالي ومرضية الپاچة چي ورشدية الچلبي وفتوح الدبوني وشهبال فاضل واسيا توفيق وهبي وعائشة خوندة، وقد كان اتجاه هذه السيدات الى محاربة المسكرات ومحاولة انقاذ من ادمن على احتساء المسكرات من هذا الادمان ومكافحة تجارة الخمور ،لا سيما بين الشباب من المراهقين وطلاب المدارس والكليات.
وابتدأت الجمعية اول الامر ببيان مضار الخمور واشاعة روح الكراهية لهذا السلوك لأجل الابتعاد عنها وقد درجت الجمعية على اقامة المهرجانات الخطابية في المدارس والكليات يشترك فيها الطلاب والطالبات بذكر مضار الكحول وما يترتب على تناولها.
وقد خصصت الجمعية جوائز للفائزين اولها شارة الجمعية البيضاء التي تدلل على مقاصد الجمعية النبيل وكان للجمعية تعاون مع الجمعيات المماثلة في خارج العراق وخاصة مع الجمعية العالمية لمكافحة المسكرات في الولايات المتحدة الاميركية وتولت توجيه الطلاب على كتابة مقالات كان عنونها الكحول والامه ولأهمية وخطورة المهمة التي تقوم بها الجمعية في مكافحة هذه العلة لذلك قررت نقل عملها الى خارج العراق لذلك اشتركت الجمعية في مؤتمرات كثيرة منها المؤتمر المنعقد في القاهرة سنة ١٩٣٨ باسم المؤتمر الشرقي.
وعام ١٩٣٩ اشتركت الجمعية في احد المؤتمرات في اميركا وفي المؤتمر النسائي العربي المنعقد سنة ١٩٤٤ ،وبعد ان وجدت الجمعية ان العلل التي يعاني منها المجتمع البغدادي ليس في الادمان على المخدرات وانما هنالك امراض اخرى ،لذا قررت توسيع مهمتها لتشمل محاربة الفقر والجهل والمرض لذلك اوفدت على نفقتها السيدة فتوح الدبوني الى إنجلترا جامعة مانشستر للحصول على شهادة التخصص في مجال الصم والبكم ذلك ان الجمعية انشأت سنة ١٩٥١ مدرسة في الاعظمية للمتخلفين عقليا والصم والبكم واسمتها مدرسة رمزي على اسم اول طالب دخل المدرسة وتولت الجمعية زيارة سجن النساء واعدت برنامجا للإرشادات الصحية وتعليمهن القراءة والكتابة وشاركت سيدات العائلة المالكة الجمعية في مهامها ، فقد قامت الملكة عالية زوجة الملك غازي وام الملك فيصل الثاني قبل وفاتها بالإسهام في الاسواق الخيرية التي اقامتها الجمعية والاشراف عليها وتبرعت بالأموال لها حيث اقامت الجمعية سوق للأعمال اليدوية واقامت الاحتفالات سنة١٩٤٦ و١٩٤٧ حيث تبرعت الملكة عالية والاميرة راجحة .
وشرعت ببرنامج كفالة اليتيم بتعليم اليتامى من النساء القراءة والكتابة والتطريز والخياطة والحياكة وقامت الجمعية بمساعدة الملكة بإدخال خمسة من الطالبات اليتامى الى دار المعلمات الاولية للبنات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة