وزير التعليم العالي والبحث العلمي..
فلاح المرسومي
عقد المركز العراقي للتنمية الإعلامية ندواته نصف الشهرية باستضافته الدكتور عبد الرزاق العيسى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وعلى قاعة الديوان في نادي العلوية ، وبحضور الأمين العام لمجلس الوزراء د. مهدي العلاق وحشد كبير من الاكاديميين والأدباء والإعلاميين.
في جلسة بدأها الدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية مرحباً بالضيف الكريم على تلبيته الدعوة وبالحضور المميز من النخب الاعلامية ولاكاديمية والمثقفين ورؤساء تحرير الصحف والمراكز البحثية حيث بتواجدهم وبعقولهم النيرة تستكمل اشراقات ونشاطات المركز في كل جوانبها وبحرية وبأفواه غير مكتومة .
أنتم بحق ثروات وطنية وبكل امتياز وغايتكم حب الوطن وعلّوه وسمّوه ويسرني أن أقدم الشكر والتقدير للوزير الذي كان وما يزال دائم الوجود معنا في المركز شريكاً ومعطاءً وهو من الشخصيات الدائمة في الوسط الثقافي والاجتماعي .
وقد أوضح السراج أن هذا النشاط وبهذا الحضور ما هو إلا تأكيد على أهمية ترسيخ مفهوم العمل الجمعي لخدمة المجتمع العراقي وابراز دور الاكاديميين والمثقفين والاستفادة من خبراتهم للنهوض بواقع البلد لا سيما ونحن مقبلون على مرحلة من أهم مراحل الاستقرار الا وهي مرحلة البناء والاعمار بعد النصر المؤزر بالله بقوة السلاح والكلمة الحرة الشريفة على الارهاب الداعشي والتخلص من جذوره في كل أرض العراق .
بعد هذا التقديم تحدث الوزير باسهاب عن الواقع والعمل الطموح والذي يبتغيه للوصول بالاهداف السامية لهذه الوزارة ، حيث أشار الى أنه بدأ بوضع استراتيجيات لإدارتها ضمن محاور اساسية منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه قبل عام تقريباً في إدارة التعليم والمناهج والبحث العلمي وفي الجودة وفي البعثات وضوابط التعيينات ونظام التحميل وفي اعتماد الحوكمة الالكترونية وقمنا باتخاذ اجراءات لتعديل قوانين وتعليمات هي من الاساسيات في نهوض الوزارة ولتحقيق المحاور الخمسة التي أعددناها وباشرنا فيها وبأكثر من 25 خطة وضعت ووزعت على هذه المحاور لانسيابية تحقيقها بدقة وعجالة من الزمن .
وقال الوزير إن الغرض من هذا التغير ليكون متناسبا والتغيير العلمي والتقنيات العلمية الحديثة وتم فعلاً تغيير قانون الوزارة المرقم 40 لعام 1988 كي يكون أكثر تلائماً وتوافقاً في الأهداف خاصة بعد دمج وزارة العلوم والتكنولوجيا بوزارة التعليم العالي والتي تعد خطوة رائدة لترصين وتعميق الجهود في ملاكات الوزارتين المتوائمتين بالاهداف بنحو كبير ومن هذه المحاور التي عملنا عليها هو فيما يتناسب ومتطلبات السوق والطلبة الخريجين وبالتنسيق مع الشركات في الداخل والخارج ونأمل في ذلك تخطي شبه الانقطاع التام تقريباً مع العالم الخارجي الذي دام سنيناً قبل 2003 .
واضاف انه من المحاور المهمة في اعداد وتخريج الطالب وهو في الدراسة عبر المناهج والاساتذة الاكفاء وفي كيفية اختيار القيادات الجامعية بدءً من الرئيس الى العميد الى المساعد الى الاستاذ الذي نسعى لتوفير فرص الانفتاح والتطوير عبر ارساله في دورات ضمن برامج واهداف متفق عليه مع مؤسسات جامعية علمية خارج العراق وعلى وفق ضوابط مهمة حاكمة وتفاضلية بعيدة عن التحزب والطائفية وما غيرها بدأناها باختيار (63) استاذا لسد احتياجاتنا في المناصب المطلوبة من خلال الاستحداث او في التغيير ونسعى لإملاء ( 100) منصب آخر في المرحلة المقبلة .
أما في محور المناهج فقد أكد الوزير على أنه وضمن استراتيجية الوزارة لغاية عام 2022 اطلق ( 13) مشروعاً لتغيير مناهج في كليات للدراسات التربوية انجز مشروع واحد عام 2014 للظروف التي أحاطت ببلدنا في هذا العام ولكن تم فيما بعد إنجاز(5 ) مشاريع في عام 2016 وفي هذا العام 2017 أنجزت ( 6) مشاريع وكلها اكتملت ولا توجد مشكلة بالمناهج العلمية وقد أعطينا فسحة للجامعات بشكل كبير في أن تقوم هي في اختيارها للمناهج ومنها في كليات الطب للحصول على التناغم والتواصل مع الجامعات العالمية وقد تم منح جزء من الجامعة التكنلوجية وفي ستة أقسام منها من أصل (16) قسماً استقلالية مالية وعلمية ، وكذا بشأن منح الجامعة الذكية وكذلك منح الجامعة الخضراء ودعم الانتاج الوطني الزراعي من خلال مشروعنا الوطني للزراعة وفي اطلاق التعليم الموازي .
وفي محور البحث العلمي فقد أكد الدكتور العيسى على أن الوزارة قد خاطبت الوزارات والهيئات لغرض التفاعل معها وتقديم الخدمة لها من خلال أن تكون البحوث المطلوبة من الطلبة بما تتناسب وحاجة للمؤسسات لتطوير أدائها وعلاقاتها بجمهورها والمجتمع وقد يعطي هذا الإجراء للطالب فسحة في نشر بحوثه والتي نأمل أن تجد طريقها في النشر في المجلات العربية والعالمية ولتحقق اسماً للباحث في الداخل والخارج.
كما أكد الوزير على أهمية محور الجودة وضمن مؤشرات عالمية لهذه الجودة حيث كانت البداية بالمؤشر الاسباني واتفقنا على الأخذ بمبدأ التنافس في هذا ورصد المعايير ( اتحاد الجامعات للدول العربية ) مؤكدين على معايير وطنية بجودة المؤسسات العلمية وبثمانية عناصر مهمة ( جودة المختبرات ، التعليم العالي ، اعتماد مجلس كليات الطب العراقية المدرج ضمن مؤسسة عالمية وفي دخول جامعة بغداد وجامعة الكوفة بالتوصيف العالمي التي تعني بجودة التعليم العالي ) وفي مؤتمر ( دافوس ) ونسعى حين توفر فرص الأمن الأكبر في بلدنا لغرض جلب المقتدرين العالميين من الخارج لرصد الجودة العالمية في الجامعات العراقية ومن أجل التناغم مع باحثينا العراقيين دفعناهم للنشر في المجلات العالمية .
وبخصوص نظام التحميل للطلبة فقد اتخذنا قراراً وأن نبدأ به من هذا العام ومن المرحلة الأولى بأن لا يكون هناك تحميل لأننا وجدنا في هذا النظام إيذاء للطالب نفسه يؤدي به في المراحل اللاحقة الى عدم النجاح وليرقن قيده بسببها ، وفي موضوعة الحوكمة الألكترونية ، والمكتبة الافتراضية ، فقد اعتمدناها وأكدنا على تزويد الجامعات العراقية بامكانية الدخول للمكتبات العالمية للحصول على الأفضلية وقد تم الاتفاق بهذا الصدد مع موزعين وناشرين .
وفي محور ( البعثات ) أشار وزير التعليم الى أنه قد تم في الوجبة الاولى تحقيق ألف بعثة ثم بعدها عشرة آلاف بعثة تعرقلت ونفذ منها أربعة آلاف فقط بسبب أحداث عام 2014 منها بالطب والهندسة وقدم شرحاً لاستراتيجية الابتعاث ( اللغة ومن ثم الكورسات ) واذا ما نجح فيها الطالب فانه يكون مؤهلاً لإكمال مسيرته الدراسية للحصول على الدكتوراه من دون المرور بالماجستير واذا ما فشل في هذه المرحلة والتي تتراوح مدتها التسعة أشهر الى السنة فتلغى بعثته ، وإن الهدف من هذا لأننا نريد الطالب ان يكون بمستوى علمي رصين وثقافة عالية تخدم مجتمعنا للنهوض بمستواه ، ولدينا (14) جامعة حديثة بحاجة لإمور كثيرة منها الملاكات الادارية والتدريسية ولا يفوتنا في برامج التوءمة مع الجامعات العالمية ان نحصل على مزايا في تطوير القدرات .
وكانت المحطة الأخيرة التي وقف عندها الوزير هي ( التعيينات ) ولأهمية أن يأخذ المتقدم نصيبه في الحصول على فرصة بالتعيين اعتمدنا بكل تجرد أن صاحب المعدل الأعلى أولاً أي الذي يحمل درجة 80% فما فوق غير الذي يحمل معدل 60% .
وفي الختام أجاب الوزير وبكل شفافية على جميع المداخلات والتساؤلات التي طرحها الحضور والذين أثنوا على ما قدمه في عرضه من عمل دؤوب يمكن أن يكون مفتاح نجاح الوزارة في تحقيق أهدافها خاصة بعد دمج وزارة العلوم والتكنولوجيا بها مختتمين هذا اللقاء بالاتفاق على إعداد توصيات ومقترحات ترفع وتقدم الى المسؤولين للاستفادة منها في قادم المرحلة وفي ختام الندوة بادر الوزير الضيف بالإجابة على حزمة من الأسئلة والمداخلات شارك بها الحضور العلمي المتميز الكبير .
*اعلام المركز