يعد أسوأ هجوم ارهابي يضرب إسبانيا خلال 13 عامًا
برشلونة ـ وكالات:
يتقدم التحقيق في الهجومين اللذين اسفرا عن سقوط 14 قتيلا في كاتالونيا، بسرعة في اسبانيا بعد كشف خلية تضم حوالى 12 شخصا ونفذت الاعتداءين على عجل بعد فشل خطة اولى كان يمكن ان تسبب سقوط عدد اكبر من الضحايا.
وقتل في هجوم برشلونة 13 شخصا بينما توفي شخص متأثرا بجروح اصيب بها في اعتداء كامبريلس. وادى الهجومان الى اصابة مئة شخص آخرين بجروح. وينتمي الضحايا الى 35 بلدا على الاقل.
وقال الناطق باسم شرطة المقاطعة جوزيب لويس ترابيرو امس الاول الجمعة ان هذه الخلية قد تكون متورطة في الهجومين اللذين تمثلا بعمليتي دهس لمصطافين في برشلونة ثم في كامبريلس جنوبا.
وذكرت الشرطة الإسبانية امس الاول الجمعة، ان الهجمات الارهابية في مدينة برشلونة والتي أدت الى مقتل 14 شخصًا ، جرى التخطيط لها في منزل كان يستخدمه المتآمرون كمصنع للقنابل.
وتم القبض على اربعة مشتبه فيهم على الاقل وفقا لما قالته السلطات الاسبانية التي اشارت الى احتمالية وقوع مؤامرة متطورة وبعيدة المدى يمكن ان تكون اسوأ بكثير مما حدث. وقد أسفرت الهجمات التي وقعت الخميس الماضي في برشلونة وبعد ذلك فى منتجع «كامبريلز» الساحلي، عن إصابة العشرات، مما أساء الى موسم السياحة الصيفي الهائل في إسبانيا.
وقد أعلن تنظيم «داعش» لاحقًا مسؤوليته عن هجوم برشلونة. ويعد هذا اسوأ هجوم ارهابي يضرب اسبانيا خلال 13 عامًا ويذكّر باعتداءات مماثلة من جانب المتطرفين الاسلاميين في كل من فرنسا والمانيا وبريطانيا وأماكن اخرى، حيث استخدمت الشاحنات كوسيلة للقتل.
وربطت السلطات الاسبانية كلا الهجومين بانفجار وقع امس الاول الجمعة فى بلدة الكانار على بعد 120 ميلا جنوب غرب برشلونة، وتعتقد الشرطة انه دليل على مصنع كان المتآمرون يستخدمونه لصنع شاحنة مفخخة. وكانت السلطات قد حذرت من وقوع هجوم وشيك ورفعت حالة تأهب التهديد الإرهابي إلى ثاني أعلى مستوى لها بعد عام 2015. منذ بداية هذا العام.
واعتقلت شرطة اسبانيا 54 شخصًا يشتبه في علاقتهم بالإرهاب ، وفقا لوزارة الداخلية. وذكرت متحدثة باسم الشرطة الكاتالونية ان موسى اوكابير البالغ من العمر 17 عاما مشتبه فيه بان يكون سائق الشاحنة التى دهست الناس في «لاس رامبلاس» وهو شارع رئيسي في برشلونة مزدحم بالسائحين مما اسفر عن مصرع 14 شخصا.
وهرب السائق من مكان الحادث سيرا على الأقدام وكان محور عملية مطاردة واسعة النطاق، الا ان الشرطة قالت امس الاول الجمعة انه من بين المهاجمين الخمسة الذين لقوا مصرعهم في الهجوم الذي وقع في كامبريلس، وفقا لما ذكرته وكالة انباء «اوروبا برس».
وأطلق رجال الشرطة النار على الرجال الخمسة بعد أن حطمت سيارتهم في حشد، مما أدى إلى مقتل امرأة، وكان أحد أشقاء أوكابير الأكبر سنا من بين الأشخاص الأربعة الذين ألقي القبض عليهم في ما يتصل بالهجوم.
وقال المحققون انهم كانوا يعملون على افتراض ان الهجومين نتجا عن انفجار وقع في وقت متأخر من الاربعاء الماضي في منزل في الكانار كحادث غاز. وقال خبير أوروبي في مكافحة الإرهاب، اطلع على تفاصيل التحقيق، إن الشرطة تعتقد أن المهاجمين كانوا يقومون بتصنيع جهاز كبير يهدفون إلى تعبئته في شاحنة كبيرة.
وفي المكان الذي توقفت فيه الشاحنة التي يقودها المهاجم، وحيث قتل العديد من الناس أو أصيبوا، قام الفنان جوان ميرو، وهو الفنان الأكثر شهرة في المدينة بوضع نصب تذكاري مؤقت للضحايا مكلل بالزهور والشموع.
ومن بين القتلى امرأة برتغالية تبلغ من العمر 74 عاما كانت تسير مع حفيدتها واثنين من الايطاليين والاميركيين. وقال مسؤول الماني ان عددا من المواطنين «يصارعون الموت» في المستشفى.
وقبل لحظة من الصمت بالنسبة للضحايا امس الاول الجمعة، دقت أجراس الكنيسة وبدأ الناس في التحرك نحو ساحة بلازا دي كاتالونا، الساحة المركزية لبرشلونة. وفي مزار مؤقت آخر هناك، كانت امرأتان، واحدة ترتدي الحجاب، تبكيان ويحتضنان بعضهما بعضا، وهتف الناس في مكان قريب باللغة الكاتالونية «الشعب لن يتعرض للضرب»، و «نحن لسنا خائفين.
وشعر اخرون بالقلق من أن ظاهرة هجمات السيارات عبر أوروبا خلال العامين الماضيين وصل الآن إلى إسبانيا، وقالت استيلا جيل، مساعدة المدرس، التي جاءت إلى لاس رامبلاس في معرض تضامن: «أنا قلقة، وصدري ضيق، عادة ما أمشي هنا وأشعر بالأمان. الآن، خائفة حقا. اعتقل شقيق موسى أوكابير دريس أوكابير الخميس الماضي بعد أن ذهب إلى الشرطة وادعى أن وثائق هويته قد سرقت.
وقال مسؤول في الشرطة الوطنية طلب عدم الكشف عن هويته انه لا يزال هناك ثلاث شاحنات على الاقل تم استئجارها تحت اسم ادريس اوكابير. ونفى اي علاقة بالهجمات.
وكان ثلاثة من الرجال المعتقلين من أصل مغربي، بينما يأتي الرابع من مليلية. ولم يتم التعرف على احد المشتبه فيهم المحتجزين فى ريبول على بعد حوالى 65 ميلا شمال برشلونة.