مكافأة الجنرال

يكافئ المدرب المجتهد، وكما هي اللوائح، في العديد من الأندية، بالتكريم، والاسراع في تجديد تعاقده، لانه صاحب إنجاز، وتثمين ما قدمه، يكون من صلب أساس عمل الإدارات (المحترفة) حقاً.
في حين، نرى المدرب باسم قاسم، الذي اعتلى منصات التتويج في الموسمين الأخيرين محلياً وخارجياً، نراه بعيداً عن التجديد، وإدارات الأندية التي عمل فيها سواء الزوراء او القوة الجوية، اللذان قادهما إلى التفوق، نراهما تفرط به، وباسلوب لا يليق بالمدرب الذي اعلن في وسائل الإعلام المختلفة انه فوجئ بالتعامل من إدارة نادي القوة الجوية التي حصل لفريقها الكروي على لقب الدوري الممتاز، وقبله كأس الاتحاد الآسيوي للموسم الماضي، وقاد الفريق لنهائي غربي آسيا في البطولة نفسها للعام الحالي، حيث سارعت إدارة الصقور إلى التفاوض مع المدرب السوري حسام السيد، وابرمت معه صفقة في وقت لم تفاتح الجنرال صاحب الإنجاز بالتجديد من عدمه!.
المفروض ان يكون لإدارة القوة الجوية جلسة تشاورية مع المدرب باسم قاسم، ولا بأس من إلقاء الحجة عليه في امكان التجديد للصقور او التفرغ لقيادة أسود الرافدين، وبالتأكيد فان المدرب سيكون له رأي سريع بهذا الخصوص، فهو يدرك مدى حاجة الصقور إلى الحفاظ على استقراره التدريبي ولا سيما انه ما زال يلعب في الموسم الحالي ببطولة كاس العراق، او الكأس الآسيوي، فضلاً على ان قاسم الذي يواصل مشاركته في دورة برو للمحترفين في الأردن، لا يمكن ان يماطل في هكذا أمور مهمة، لما يميزه من أحترافية عالية في العمل مقرونة بشخصية قوية وصريحة، وكان يقف إلى جانب اللاعب قبل ان يكون مع الأدارة، ولعل شواهد تجربته السابقة مع الزوراء عندما قاد النوارس للتحليق باللقب، ما زالت حاضرة.
المكأفاة التي نالها الجنرال، هي الإبعاد، بل والتهميش، فلم يأخذ برأيه في مسألة التجديد من عدمه، وهذا شيء سلبي على إدارة نادي القوة الجوية التي نعرفها مثالية في التعامل مع الجانب التدريبي.
ألقاب محلية وخارجية، تؤكد ان المدرب باسم قاسم، بلغ مرحلة النضوج التدريبي، ومنحه الثقة في قيادة المنتخب الوطني، وان جاءت متاخرة، الا انها أعترافاً بامكاناته العالية في الحقل التدريبي، وهذا يسهم في زيادة على علو كعبه بالميدان.
فلاح الناصر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة