مشهد بات مؤلوفاً لدينا .. مستشفياتنا تتعرض للتخريب والتكسير والاطباء يُعتدى عليهم بالضرب والاهانة لأن. شيخا كبيرا لفظ انفاسه في المستشفى ..وهذا السلوك يمثل جانباً من ازدواجية السلوك لدينا ..المشكلة اننا جميعا بصفتنا (مواطنون فعالون) نقوم بمثل هذه السلوكيات بما فينا الذين يهاجمون المؤسسات الصحية نتحدث عن ضرورة الاصلاح ومحاسبة الفاسدين ونتهم كل من يعمل في الحكومة وأي سلطة أخرى بالفساد واللصوصية في الوقت الذي يمارس الكثير من افراد المجتمع مثل هذه الافعال من دون ان يدينوا انفسهم ، بل لعلهم يعدون ذلك حقا من حقوقهم !!، فالأمر لا يقتصر على تخريب هذه المؤسسات ، انما هناك من السلوكيات والمشاهد ما يدفعنا إلى الشعور باليأس من امكانية الاصلاح !!.. ، الطالب الجامعي يتجاوز على الاستاذ لفظا وفعلا ، وإذا ما فكر الاستاذ بالرد ، فعليه ان ينتظر (دكة الليل) من قبل عشيرة الطالب !! .. سائق السيارة (يضرب) الاشارة المرورية وان اراد رجل المرور محاسبته ربما يتعرض الاخير للإهانة والضرب والفصل احيانا !! .. يتوفى المرحوم ليقوم اولاده بنصب (جادر الفاتحة) في وسط الشارع العام فتتعطل الحياة لثلاثة ايام والجميع (يترحمون) بطيب خاطر على روح المرحوم لأنه (يستاهل) الرحمة !! .. قطعان الاغنام تسرح وتمرح في قلب المدينة ولا يتجرأ احد ليقول لصاحبها على عينك حاجب !! .. الكثيرون يقومون بحفر الشارع المقابل لبيوتهم لمد (صوندة) الماء من المحلة المقابلة لأن الماء هناك اقوى !! ليبقى الشارع بعدها مكسور الخاطر !.. الكثيرون يقومون بـ(التجطيل) على الكهرباء وربط السبالت والمكيفات خارج المقياس(الميزانية) لكي لا يدفعوا اجور الكهرباء !! .. الكثيرون من باعة الفواكه والخضر عندما تشتري منهم يحرصون على منعك من الاطلاع على ما وضعوه في كيس التسوق (العلاكة) ذي اللون الاسود ، وعندما تصل إلى البيت تكتشف ان ثلاثة ارباع الكيلو الذي اشتريته كان تالفا فترميه في سلة المهملات !! .. الكثيرون من اصحاب المولدات (يحرصون) بشدة على ممارسة لعبة (الختيلان) مع مشتريكهم لاسيما في ساعات اشتداد درجات الحرارة إلى حد قلي البيض !! .. الكثيرون يمارسون هواية رمي النفايات في الشوارع وعندما تتكدس تلك النفايات فهم أول من يشتم البلدية لأنها لم تقم بأداء واجبها كما يجب !! ..وآخرون حولوا الارصفة الى (گراجات) مقابل استيفاء ٥ الاف دينار !! وغير ذلك الكثير
المصيبة، ان الكثير من هؤلاء الذين يمارسون هذه السلوكيات تجدهم (حريصون جدا) على اظهار التزامهم الديني والاخلاقي ، بل هم اشد الناس (حرصا) على مساعدة الفقراء وحضور مجالس الفاتحة في المنطقة وممارسة الطقوس الاجتماعية على اكمل وجه !! .. وحين تنتقدهم ، او تعاتبهم وذلك اضعف الايمان ، يأتيك الجواب صادما : ( أولا احنه شمحصلين من الدولة !! .. ثانيا لا تصير وطني براسنا انت شعليك )!! .. وهنا ليس لك إلا ان تهز رأسك هزا صامتا لكي لا تلفت الانتباه وتمضي بعيدا .. ولسان حالك يردد ما قاله محمد رضا الشبيبي ذات يوم (ايها المصلح من اخلاقنا .. ايها المصلح الداء هنا … كلنا يطلب ما ليس له .. كلنا يطلب ذا حتى انا) .. وما ابريء نفسي مما تقدم !!
عبد الزهرة الهنداوي
المزدوجون !
التعليقات مغلقة